إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

مع مفاوضينا مسائل مثل حق الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية في التصويت في انتخابات سلطة الحكم الذاتي.

          ومن جهة أخرى، فإن الفقرة ( 1 - جـ) من الإطار عندما نصت على الأساس القانوني للتسوية النهائية التي سيتم التوصل إليها عن طريق المفاوضة تضمنت البند التالي:

          (جميع الأحكام والمبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 242) وكما تعلمون جيدا، فإن هذا القرار يتضمن تحريما قاطعا للاستيلاء على الأرض بطريق الحرب، ولما كانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية خلال حرب 1967، فإن هذا النص ينطبق عليها، لا في رأينا فقط، بل أيضا من وجهة نظر المجتمع الدولي بأسره، فإلى أي مدى يمكن الاستمرار في تجاهل هذه الحقائق؟ وقد فرقتم - في خطابكم - بين حقوق ومشاعر المسلمين والمسيحيين بالنسبة للقدس من جانب وحقوق ومشاعر اليهود من جانب آخر، وأعتقد أن هذه التفرقة لا مبرر لها ولا أساس، لأن جميع المؤمنين الذين انزلت إليهم الكتب السماوية يضعون هذه المدينة في مرتبة فريدة في عقولهم وقلوبهم، وهي جزء من تراثهم الحضاري والروحي، وهم جميعاً مشدودون بحقوق وروابط روحية وثيقة بهذه البقعة المقدسة التي تجسد وحدة الحقيقة الالهية، ولست في حاجة إلى الإسهاب في شرح الأبعاد التاريخية والروحية لتلك الرابطة الفريدة، وبالنسبة للشعب الفلسطيني فإن القدس العربية تكتسب بعداً آخر باعتبار انها جزء من حقوقهم الوطنية بالإضافة إلى تلك الرابطة، وتلك حقيقة لا يستطيع أحد الهرب منها أو المساس بها.

          وقد ذكرت في خطابك أيضا أن الصيغة التي طرحتها لحل مشكلة القدس تشكل ما أسميته (تناقضا ظاهرا) ولكنني لا أجد أي تناقض بين وجود سيادتين منفصلتين وبين توحيد المدينة إدارياً أو بلديا، ولم يعجز كثير من الإسرائيليين والشخصيات البارزة في الجاليات اليهودية في الخارج عن رؤية المنطق في هذه الصيغة المبدعة للمصالحة والتعايش في سلام بين أتباع الديانات الكبرى في عالمنا هذا، أما الإصرار على صيغة جامدة تقوم على مبدأ (كل شيء أو لا شيء على الإطلاق) وهو ما ينادي به الرافضون من الجانبين - فإنه يشكل خطأ تاريخيا جسيما، إذ لا يترتب عليه سوى استمرار الصراع وتعميق التوتر بين أبناء العمومة في وقت يتعين عليهم فيه أن يوجهوا جهودهم إلى ما هو خير وأبقى.

          ثالثاً - وقد تساءلت في خطابك عما إذا كانت

<4>