إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

تعتبر دعوة لمزيد من العنف والتوتر، وقد قيل الكثير عن حق اليهود في أن يعيشوا في أي مكان، ولا شك أن جميع الشعوب يجب أن تعامل على قدم المساواة ودون أي تمييز أو تفرقة، ولكن ليس لأي شعب الحق في أن يعيش على أرض غيره دون رضاهم الحر، وإذا قلنا بغير هذا فإننا نكون قد انتهكنا أبسط مبادئ القانون الدولي والشرعية، كما اننا نكون قد أوجدنا سابقة خطيرة لا يستطيع أي منا أن يعيش معها، ويجب أن توجه الجهود التي تهدر في هذه المخططات العقيمة إلى طريق خلاقة للدعوة إلى السلام وعلاقات حسن الجوار".

          هذا هو ما قلته في نادي الصحافة القومي بواشنطن، وربما كان من المفيد أن اعينك على تذكر محادثاتنا في العريش وهي محادثات لم يكن يسوغ أن تثير الخلاف والجدل، ودون الدخول في التفاصيل، فإن جوهر ما قلته لك في هذا اللقاء كان اننا يجب أن ننظر إلى القضية ككل ومن جميع جوانبها، وليس من الزاوية المصرية الإسرائيلية فحسب، وفي هذا السياق ذكرت أننا إذا توصلنا إلى حل لمسألتي القدس والمستوطنات، فإننا نكون مستعدين - عندئذ - للنظر في امدادكم بالمياه بهدف إعادة توطين سكان المستوطنات في مراكز جديدة في صحراء النقب، أي في أرضهم، وكما ذكرت لك آنذاك فانني كنت على استعداد لأن أفعل هذا كوسيلة للخروج من هذا المأزق لجميع الأطراف المعنية، ومن الحقائق المعروفة للكافة الآن انني آخذ على عاتقي أن أوجد مخرجاً لأشقائي العرب ولو انني لست ملزماً بذلك، يحدوني في هذا التزامي الجازم بقضية السلام بين العرب واليهود، ولم أتردد في ارتياد المخاطر سعيا وراء هذا الهدف، ولا زلت على استعداد لمضاعفة جهودي رغم المسلك السلبي لهؤلاء الذين كان مفروضاً أن يتحملوا المسؤولية معي، فتلك مهمة تاريخية أقبلها عن طيب خاطر، وإذا كانت العروض الكريمة التي أقدمها من أجل السلام لا تلقى التقدير والقبول الواجبين، فمن المتعين أن نبدأ بصفحة جديدة، ولكن هذا لن يثبط عزيمتنا في سعينا الحثيث من أجل السلام والعدالة لجميع شعوب المنطقة.

          ويؤسفني أنك ذكرت في رسالتك أنه لن تزال أبداً مستوطنة من المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، ومن الواجب تجنب إطلاق مثل هذا القول تحت أي ظروف وعندما تقول

<6>