إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الملحق الرقم (27)

بيان السادات إلى الأمة في 14 سبتمبر 1981 (*)

ظن المنحرفون أنهم أوصياء على الدين وهو ما لن أسمح به أبداً
مصر الآن واحة الأمن والأمان وهي تعيش أروع درجات الاستقرار

بسم الله...
أهلي وشعبي.. أبنائي وبناتي..
          رأيت أن أتحدث إليكم بعد ظهور نتيجة الاستفتاء حتى أعبر أولاً عن عرفاني وشكري الخالص.. حتى أنحني أمام هذا الشعب وأمام إرادته وأمام ما أحاط به مصر من تكريم فوق تكريمه، فصوت الشعب هو من صوت الله سبحانه وتعالى.. أنحني أمام الشعب عرفاناً واحتراماً وتقديراً ووعداً أن أظل كما عاهدتموني أباً للعائلة المصرية قبل أن أكون رئيساً للجمهورية.. إن صوتكم المدوي بكلمة نعم في الاستفتاء قالها حوالي 11 مليون صوت أمام 60 ألف صوت قالوا لا.. هذه الكلمة المدوية من 11 مليون صوت تقريباً هي إعلان جديد من شعب مصر للعالم كله، لأمتنا العربية، لأولئك من شعبنا من الـ 60 ألفاً الذين قالوا لا، مرة أخرى أنحني عرفاناً وشكراً وتقديراً، فرضا الشعب من رضا الله سبحانه وتعالى، وبالنسبة لي فإنني في عملي وكما عاهدتموني في الـ 11 سنة الماضية أقول الحق ولا أحيد عنه ولا أخاف أحداً أبداً إلا الله سبحانه وتعالى، ورائدي دائماً قبل أن أنام كل ليلة وأنا أنادي ربي أقول كل ليلة ربي إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، أقولها اليوم وأنا سعيد فخور بأصواتكم، بنداءاتكم، بالمعاني التي جاءت من وراء كلمة نعم التي أعلنتموها عالية مدوية.. لأول مرة في تاريخ الاستفتاءات في مصر لا يكتفي الشعب بأن يقول نعم، وإنما يخرج بالمئات والآلاف أمام اللجان الانتخابية لكي يعلنوا بأعلى صوت إصرارهم على المسيرة التي بدأت ولن تتوقف بإذن الله..

تخمينات حول الاستفتاء كلها خاطئة
أهلي وشعبي.. واخوتي وأخواتي.. وأبنائي وبناتي..
          هناك تخمينات هناك فيما حولنا من بلاد العالم وربما في بعض القطاعات من شعبنا تتساءل أن إرادة الشعب هذه كانت معروفة لي ومعروفة لكل مواطن في هذا الشعب، فلماذا كان الاستفتاء؟. قد يكون هذا في الداخل، أما في الخارج فقد خرجت الأقلام تحاول أن تحلل وتستنتج، البعض قال أن الوضع في مصر غير مستقر والسادات يريد أن يضرب ضربة يعيد فيها الاستقرار إلى الوضع في مصر.. البعض الآخر قال أن السادات بيضيق بكلمة النقد ويريد بهذا أن ينهي المعارضة.. البعض الثالث تورط في أن المعارضة في مصر وصلت إلى الحد الذي أقلق السادات، وعلى ذلك اتخذ هذه الإجراءات، وكل هذه الاستنتاجات خاطئة 100%.. هناك أمر واحد صحيح هو أنه من قبل حتى الاستفتاء، فنحن هنا في مصر وشعبنا هنا يعرف طريقه تماماً ويعيش الاستقرار والأمن والأمان والديمقراطية.. وحقوق الإنسان يعيش الجميع في جو العائلة، ما عدا تلك العناصر الشاذة التي صوتت بـ 60 ألف صوت أمام 11 مليون صوت.. لم يكن هذا شيئاً يستحق الاهتمام، ولكني وأنا أعلم أنه لن يزيدوا عن 60 ألفاً، عن الـ100 ألف، عن الـ200 ألف، حتى إذا كانوا- ولكن أنا أعلم أنهم لن يزيدوا عن الـ 60 ألف قبل الاستفتاء.. ولكني أردت فعلاً وهنا أتحدث إلى أهلي وشعبي كما عودتهم بكل الصراحة، أردت أن نقف وقفة وأن تكون هذه الوقفة نقطة تحول، لماذا؟ لأنه ظهرت أمامي ظواهر هي ليست خطرة الآن وهي لم تنل أبداً لا من الاستقرار ولا من الديمقراطية التي نحن نعيشها أو نخشى عليها منهم، وإنما خطورة هذه الظواهر أنها إذا تركت فإنها في المستقبل قد تأتي بعواقب وخيمة على هذا الشعب، وفي هذا أنا أعتبر مسئوليتي هي عن مسيرة الأجيال المقبلة وليس الآن فقط.. إنما أضع من أسس وما ألح وما تعاونني فيه مؤسسات الدولة التي قامت ومارست وتمارس على أحسن الصور، خشيتي أن تتعرض أجيالنا في مرحلة مقبلة لتناقضات أو لتحليلات أو تفسيرات لم توضح تماماً في موعدها، ولم تحلل تماماً، ويقيني دائماً أن الرجوع إلى الشعب هو أسلم طريق لكي نضع أمامه الحقيقة كاملة، ويقيني أيضاً أنني في موقعي هذا عشت 3 مراحل من حياة شعبنا، مرحلة ما قبل ثورة 23 يوليه، ومرحلة ما بعد ثورة 23 يوليه إلى سنة 70 يوم وفاة عبدالناصر، ثم المرحلة الثالثة التي توليت فيها المسئولية الأولى بدءاً من أكتوبر 70 إلى اليوم، أي لـ 11 سنة تقريباً.. عاصرت هذه الفترات الثلاث لم أعاصرها كشاب في و ظيفة أو في عمل من الأعمال، وإنما عاصرتها سياسياً وفي الشارع السياسي من يوم أن بدأت أدرك وأقرأ وقرأت الصحف، وبدأت أستوعب من سن 11 أو 12 سنة، بل في عشر سنوات أيضاً كنت أستوعب، إنما بعد سن الـ 11 والـ12 كنت بأستوعب كل شئ وكل تطور حدث عبر تلك السنوات الطويلة التي تقدر بأكثر من خمسين سنة إلى الآن، لم يقع حدث سياسي واحد في الخمسين سنة الماضية، فيما قبل 23 يوليه، وما بعدها في ولايتي أي في المراحل الثلاث لم أعاصره ولم أقرأ عنه ولم أعشه، عشت كل هذه الأحداث.. من أجل هذا يضع على هذا الأمر مسئولية هي أن أضع الحقائق أمام الشعب، لا أريد أن أتحدث عن نفسي الحديث عن النفس ممجوج، ولكني أريد أن أقول وبغير ادعاء أنه لم يعمل أو لم يكن هناك سياسي عبر الخمسين سنة الماضية لم أقرأ عنه أو أعرفه، قرأت وأنا كما قلت في السنوات الأولى من عمري، ولما وصلت سن الـ16 والـ17 بدأت أحتك فعلاً بالشارع السياسي، ثم تخرجت من الكلية الحربية وبعد.. لم أقض في الجيش سوى أربع سنوات طردت بعدها وأنا في سن الـ 23 لأنزل إلى الشارع السياسي، وكان ذلك في الأربعينيات إلى يومنا هذا.. لا أدعي حين أقول أن كل سياسي في مصر وكل حزب في مصر عرفته وعرفت من عمل فيه وكان لي مع الأغلبية العظمى منهم صلات شخصية والباقين صلات عادية.. يضع علي هذا مسئولية.. واجهتني قبل أن أدعو الشعب إلى الاستفتاء. وكما قلت لكم كنت أعرف مقدماً نتيجة الاستفتاء كما تعرفونها أنتم جميعاً ليس كما يصور الحاقدين أبداً.. وإنما أحمد الله أنني عبر الخمسين سنة وأكثر في الشارع السياسي، أنني دائماً على الشارع السياسي وعلى نبضه، وأحمد الله تنبأوا لي يوم أن توليت سنة 70 بأنني لن أستمر أكثر من أربعة أسابيع، دول كانوا الأمريكيين، أما البريطانيين فكانوا أكثر تفاؤلاً وتنبأوا بـ6 أسابيع بدل أربعة.. اليوم أنا في السنة الحادية عشر، بعد ملحمة عبر السنين الـ11 التي مضت والقرارات التي صدرت فيها. لماذا دعوت إلى الاستفتاء وأنا أعلم أنني كلما مررت بين شعبي، وفي هذه السنة بالذات السنة الحادية عشرة وكنت في البحيرة، مررت وعدت فصليت ركعتين حمداً وشكراً لله لم يعلم أحد لماذا كان هاتان الركعتان الحمد والشكر، كانت لأنني وأنا أمر في البحيرة في صيف هذا العام كان انفعال شعبي واندفاع شعبي وتأييد شعبي لي في السنة الحادية عشرة أكثر مما كان عبر ما مضى حتى في أيام قيام الثورة منذ 29 سنة... صليت الركعتين حمداً وشكراً له أن في 11 سنة هذا هو موقف شعبي منى وموقفي من شعبي، تلك نعمة الله سبحانه وتعالى أجراها على لس ان شعبي. لماذا طلبت الاستفتاء؟ طلبت الاستفتاء لأني في هذا العام بالذات بدأت أحس كما قلت لكم أن هناك حقائق تائهة وأن أجيالنا المقبلة يراد أن يغرر بها في استفتاء 19 إبريل الماضي، كما تذكروا وفي المادة السابعة منه على ما أذكر.. في المادة السادسة فيه أهو.. استفتاء 19 إبريل، 79 في المادة السادسة تقول الشرعية الدستورية تقوم على مبادئ ثورة 23 يوليه وثورة مايو فيما يلي:
أ. انتماء مصر العربي حقيقة ومصير.
ب.    الالتزام بسياسة عدم الانحياز.
ج.    القضاء على الفساد الحزبي والإقطاع وتطهير الحياة السياسية.
د.     الالتزام بنسبة الـ50 للعمال والفلاحين في جميع التنظيمات.
هـ.   الالتزام بسيادة القانون فوق الجميع حكاماً ومحكومين.

          المادة السابعة تقول الدستور هو الوثيقة الأساسية والوحيدة التي يقوم عليها نظام الدولة وطبعاً تعلموا أن دي معناها أنه ما سمي بالميثاق أو بيان 30 مارس أو ما أصدرته أنا بعد معركة أكتوبر من ورقة أكتوبر وبرنامج العمل الوطني كل ما صدر سواء في الفترة الماضية قبل ولايتي وبعد ولايتي، كل هذا أنهيناه لكي نأتي إلى الشرعية الدستورية التي تقول أن الدستور هو الوثيقة الأساسية والوحيدة التي يقوم عليها نظام الدولة، كما يقوم النظام في كل بلد متحضر بنى ويبني من أجل شعبه.. أعود إلى المادة السادسة.. الشرعية الدستورية بتقوم على مبادئ ثورة يوليه وثورة مايو ونقاط خمس التزمنا بها آخرها سيادة القانون، وفي الاستفتاء وفي الإجراء الذي قمت به في 5 سبتمبر من هذا الشهر وأبلغت الشعب عنه واستفتى الشعب عليه في 10 سبتمبر، هذا الإجراء تم عن طريق الدستور وبسيادة القانون، وليس كما يحاول أن يصور البعض.. وهنا ما يعنيني في المقام الأول هو شعبي هنا، وهو أولئك الذين أيدونا في أوروبا الغربية وفي أمريكا، لهم الحق أن نشرح لهم هذا.. ما اتخذته من إجراءات كان بناء على المادة 74 من الدستور الذي صدر في سبتمبر 71، ولم يتعطل لحظة إلى هذه اللحظة، ونحن في سبتمبر 81، منذ عشر سنوات لم يتعطل الدستور لحظة فيما قبل ثورة 23 يوليه للتاريخ ولأبنائي وللجيل الجديد الذي أتوجه إليه بكل ما فعلت، وهو الذي من أجله فعلت كل ما فعلت.. عايز أقول لأبنائي من الأجيال الجديدة اللي ما تعرفش حاجة عن فترة ما قبل 23 يوليه أنه الدستور الذي صدر في سنة 23.. الدستور 23 اللي الملك عمل عليه ثلاثة انقلابات.. أي عطل الدستور بواسطة الملك.. وعطل الدستور بواسطة السياسيين والأحزاب.. ولا نستطيع أن نقول أن فترة خمس أو عشر سنوات كاملة متصلة مرت ولم يمس فيه الدستور.

من أعظم دساتير العالم
          لكن اليوم نستطيع أن نقول أن دستورنا الذي وضعناه في 1971، وحتى أولئك من دعاة الفتنة على المنابر، اعترف أحدهم أن هذا الدستور هو من أروع دساتير العالم، مع أنه من دعاة الفتنة ويهاجم النظام.. ليه، لأنه الدستور مكتوب وواقع.. لا يستطيع أحد أن يماريء أو يغالط فيه.. هذا الدستور لم يعطل لحظة ولن يعطل بإذن الله.. في عشر سنوات.. كل ما تم.. ثم داخل نطاق السلطة المخولة لي بالدستور في المادة 74 و73 و74.. البعض كان آثار زمان وقالوا أن المادة 73 و74 دي موضوعة في الدستور علشان رئيس الجمهورية أو علشان السادات يفعل بهما ما بدا له لأنها بتدي له سلطة.

أنا عايز أقول لهؤلاء.. وأقول لشعبنا كله.. وللعالم كله.. كما قلت يوم خطابي الذي وجهته عبر مجلسي الشعب والشورى والمستشارين إلى الشعب.. عايز أقول.. لو لم تكن هناك المادتين 73 و74 لما امتنعت أو وقفت حينما يكون هناك خطر.. كنت سأتخذ هذه الإجراءات أيضاً.

الدستور لأجل الشعب
          وأعود إلى الشعب.. لأنه الدستور ده معمول من أجل الشعب، السلطات، المؤسسات اللي في الدولة تشريعية وتنفيذية وقضائية وسلطة صحافة وكله.. دا كله من أجل الشعب.. والسيد هو الشعب.. لو لم يكن في الدستور 73 و74 لما غير هذا من قراراتي ولاتخذت القرارات ولعدت إلى الشعب.. بل أنا أقول لما سيأتي من بعدي من أجيال.. إنني أنصح رئيس الجمهورية حينما يواجه ما سأشرحه الآن وهو أمر يخص أجيالنا المقبلة.. لا يجب أن يتردد أبداً.. ولكن فقط لابد أن يعود للشعب.. لأن الشعب هو السيد وهو مصدر كل شئ.

          بعد هذه الكلمة ما الذي دعاني لاتخاذ هذه الإجراءات؟.. ثم للدعوة للاستفتاء؟ عدة ظواهر.. وهي منصبة كلها على مستقبل الأجيال.. على الأجيال القادمة.. مصر الآن في أروع درجات الاستقرار.. مصر الآن في أروع درجات الانتصار.. مصر..

مصر واحة للأمان بالمنطقة
          الآن تعج بالبناء.. مصر الآن واحة الأمن والأمان في منطقة يعلن فيها أصحاب الثورة التي يدعون أنها ثورة.. ثورة إسلامية.. يعلنوا بالأمس أن عدد من أعدموا منذ إقالة بني صدر إلى أمس، أي شهر وشوية 900 إنسان.. مصر في وسط هذا كله.. هي جزيرة الأمن والأمان.. وإنما أنا مشغول على أجيالنا المقبلة.. من ظواهر إذا لم نعد إلى الشعب ونضع كل شئ فيها مكانه ستكون هناك فرصة للبلبلة.. ولمحاولة اللعب بمصير هذا الشعب.. نتيجة أن الأجيال ما عاشتش الفترات اللي إحنا عانينا منها.. الأجيال المقبلة.. ما عاشتش الفترات.. وعلى سبيل المثال مثلاً.. ثورة 23 يوليه النهاردة بقى لها 29 سنة.. طيب يعني كل شاب عمره 29 سنة في مصر وهم ملايين ما يعرفوش شئ عما قبل ثورة 23 يوليه.. أكثر من هذا كل شاب عمره 39- 40- 42 سنة وقت قيام الثورة كان عمره يا عشر سنوات يا 12 سنة برضه ما كنش متابع حاجة.. ده الوضع الطبيعي لأي شاب ما كنش متابع لا للحياة السياسية ولا غيرها. قلائل اللي بيكونوا متابعين، أو زي ما كانت حالتي.. نوع من الفترة يعني ربنا سبحانه وتعالى أعطاها لي.. فطرة.. أن أتابع الموقف وأنا سني 10- 11- 12 سنة.. لكن النهاردة اللي في الأربعينات لا يعلم وبحق وله حق لا يعلم ما جرى قبل 23 يوليه، لأنه يوم ما قامت ثورة 23 يوليه كان عنده عشر سنين أو 11 سنة.. واللي اتولدوا في يوليه 1952 وما بعدها الثورة اللي فات عليها 29 سنة، يعني خرجوا من الجامعات واشتغلوا واتوظفوا واتجوزوا وخلفوا.. وهم لا يعلمون شيئاً عما مضى.

          ده اللي شاغلني.. وده اللي دفعني إلى هذه الوقفة.. ما أتفهمتش بره.. خليهم بقى يفهموها لأنه حاجات كثيرة قوي من كلامي ما اتفهمتش إلا بعد سنين.

          إيه الظواهر اللي دعتني إلى هذا، وأنا أطلت في المقدمة.. لكن عايز أوضح نفسي وعايز أكلم الشعب بمنتهى الصراحة؟ زي ما تعودنا.. الظواهر اللي خفت منها على أجيالنا المقبلة.. أنه الشرعية الدستورية اللي إحنا ارتضيناها لنفسنا.. في استفتاء 19 إبريل سنة 1979.. والتي تقوم أول ما تقوم على ثورة يوليه 1952 وثورة مايو 1971.

معنى الشرعية الدستورية والشرعية الثورية
          بدأوا يشككوا فيها.. بل بدأوا يهاجموها.. بل بدأوا يتنكروا لها.. ودي أساس الشرعية.. لما كان فيه الأول الشرعية الثورية اللي هيه بمقتضى الثورة.. كل ثورة بتقوم.. بتطبق شرعية لقيامها.. وده موجود في القانون.. الشرعية الثورية أنا أنهيتها خلاص.. ونقلنا إلى الشرعية الدستورية، لأنه الشرعية الثورية بتبعة معناها أنه ممكن الثورة تتخذ أي إجراءات لأنه لسه ما استقرتش.. لكن إحنا استقرينا وانتهينا من زمان، وأصبح ما تم في 23 يوليه انتهى أجيال طلعت بعده.
          زي ما قلت اللي في الأربعينات من سنهم.. النهاردة دول كلهم أبناء ثورة 23 يوليه.. الشرعية الدستورية أبداً.. لأنه بدأنا نطبق الشرعية الدستورية ونطبق سيادة القانون اللي قلنا عليها هي فوق الجميع حكام ومحكومين، وبمقتضى سيادة القانون أنه كل إنسان لا سلطان لأحد عليه إلا بالقانون.. والديمقراطية.. فجأة بدأ عملية محاولة استغلال الجو الديمقراطي والحرية والأمن والأمان للتآمر.. وايه؟.. وضرب الشرعية الدستورية التي تتمثل في ثورة يوليه وثورة مايو..

          اشترك في هذا.. وأحمد الله أنه طلعوا في الاستفتاء زي أنا ما قلت 60 ألف مفيش غيرهم.. بس أنا قلت حاجة.. أنا قلت أن المحرضين ما يزيدوش عن عشرين.. عندي زي ما حأقول لكم والوقت ما زادوش عن عشرين إلا سبعة بس بقه 27.. يعني ما أخطأتش في كثير لما قلت أن المحرضين إنما الـ 60 ألف اللي قالوا لا.. دول ما هماش المحرضين أبداً.. ده الأغلبية العظمى منهم مضللين.. مضللين بفعل رجال السياسة اللي تعاطوا السياسة فيما قبل 23 يوليه وما بعدها.. مضللين، وده الأخطر..

لا دين في السياسة
          تحت ستار الدين وده اللي كان النقطة اللي حينما وضحت أمامي قلت لا وقفة تعالوا نعيد حساباتنا.. وتعالى يا شعب معايه نقعد ونحط الحقائق من أول وجديد.. ليه؟ استغلال الدين في السياسة أنا أطلق عليه إجرام.. لا يجب أبداً أن يدخل الدين في السياسة، الدين شئ مقدس في نفوسنا جميعاً.. وفي هذه المنطقة من العالم.. وفي هذا البلد من هذه المنطقة.. حيث كلم الله سبحانه وتعالى موسى على بقعة مقدسة من أرضنا في سيناء.. الدين في دمنا.. طيب اللي يحاول بقى يستغل الدين أنا بأقول ده إجرام يستغل الدين لترويج مفاهيم سياسية ولترويج أكاذيب عن تاريخ مصر.. ووضع أجيالنا المقبلة أمام توهان.. بقه السياسيين.. انضاف لهم اللي بيحاولوا استغلال الدين. والجو ديمقراطية وشرعية دستورية.. قامت أحزاب الأقلية، ما حنا عدلنا دستورنا وقلنا بننتقل من الحزب الواحد والرأي الواحد إلى تعدد الأحزاب. وبرضه أنا عايز أقول أن هذا من صنع.. من صنعكم أنتم يا شعب.. لأنه ما حدش طلبها مني.. إنما أنا بأشعر بنبض كل مواطن في شعبي.. زي ما هو شاعر بنبضي.. ما حدش طلبها مني.. أنا تقدمت وطلبت أنه مجلس الشعب يعدل الدستور..

الديمقراطية منهاج خطنا السياسي
          ونطبق الديمقراطية الأسلوب الوحيد في الديمقراطية اللي جربوه في العالم مع كل أخطائه هو تعدد الأحزاب.. وعلى ذلك عدلنا دستورنا.. الأحزاب.. في السياسيين بقى اللي أنا قلت لكم عليهم الأول.. المحترفين دول.. واللي عاصروا الفترات.. وعايزين يبلبلوا الأجيال المقبلة.. انضم لهم اللي حاولوا يستغلوا الدين انضم لهم الأحزاب اللي قامت بعد قيام الديمقراطية وتعديل الدستور باتخاذ تعدد الأحزاب والديمقراطية منهجاً لخطنا السياسي.. ثلاث حاجات.. الشرعية الدستورية ابتدوا يضربوا فيها.. وقلبوا عليها.. الفتنة الطائفية.. استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.. وكمان ياريتها أهداف سياسية سليمة، وإنما هي أهداف في حقيقتها عدوانية على الشعب لأنها أنانيات.
          والبعض بيتصور أنه له الحق أنه يحكم.. والخميني اده مثل، هنا افتكروا أنهم يقلدوه.. بقت الشرعية.. والدين ودخوله في السياسة والأحزاب الأقلية..

العائلات التي تحكم العرب
          اللي طلعت.. راحت داخلة في العملية .. الحاجة الرابعة موضة جديدة طلعوا فيها تشويه سمعة مصر.. ووجه مصر، في الخارج علشان يحكموا علينا بره بأننا دولة من الدول اللي عايشة في هذه المنطقة.. نظامها بوليسي.. بتحكمها عيلة.. ما هو الدول حوالينا كلها كده.. عيلة بتحكم دولة.. وبيأخذوا نصف الإيراد بتاع الدولة دي لأنفسهم.. الوزراء منهم.. الحكام منهم.. ده حتى العراق.. مدير المخابرات فيها أخو صدام حسين، سوريا اللي قاعد ماسك الأمن فيها أخو حافظ الأسد.. حكومات عائلية، ده بخلاف الخليج والسعودية وغيرها. كلنا عارفين.. عيلة وبيتقاسموا العملية والشعوب على جنب.. لا مصر مش كده.. مصر دولة من سبعة آلاف سنة.. ومصر فيها حكومة من سبع آلاف سنة قبل ما يكون في أوروبا وفي أي منطقة من العالم حكومات.. أو دول.. ومصر أعطت أول حضارة.. تشويه صورة مصر بقه انه.. والله ما هم اللي داخل الستين ألف دول.. اللي هما الـ 27 المحرضين.. الموضوع السكة انقطعت عليهم.. لأنه خلاص بقه زي ما نقول أهل الكهف.. دول عايشين فيما قبل.. وفي مرحلة قفز فوقها الشعب بعشرات السنين.. وهمه أهل الكهف فعلاً.. وراحت عليهم، طيب يعملوا إيه؟.. يشوهوا صورة مصر.. بره.. علشان يحطوها في الشكل اللي مصر ممكن يحصل فيها انقلاب عسكري بكره.. مصر غير مستقرة.. مصر.. كذا.. مصر كذا.

الشعب يجب أن يعرف
          وأنا هنا بقه حا أتكلم بمنتهى الصراحة ولأول مرة حا أذكر أسماء.. لأول وآخر مرة حا أذكر أسماء لأنه لابد لي من أن أضع الحقائق واضحة، لأول وآخر مرة حا أذكرها لأنه كل شئ لازم لدى الشعب..

          أول ما حا أبدأ به عملية استغلال الدين.. هيه إيه القصة بتاعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية اللي ظهرت أخيراً؟؟ الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية شئ واحد.. بل الجماعات الإسلامية هي نقدر نقول عليها التنظيم السري الجديد للإخوان المسلمين..

          بس بدل ما كان سري في عمل الإخوان الأول أيام حكومة النقراشي وغيرها.. فيه جهاز سري وجهاز علني.. لا.. الإخوان بقت موجودة، وأما الجهاز السري هو الجماعات الإسلامية.. لسه قبل ما أجي لكم دلوقتي جاي ليه بيان.. في قرية من قرى الدقهلية ولد من اللي مربيين ذقونهم.. راح في قرية من القرى.. بيسأل على واحد زميله زيه من بتوع الجماعات الإسلامية، فلما دخل البيت وأهل القرية شافوه داخل وبذقنه وعارفينه.. راحوا لصاحب البيت وقالوا سلمنا الواد ده.. ده من الجماعات الإسلامية.. قام صاحب البيت قال لهم ده في بيتي ما اديهلكومش، نط الولد من سطح البيت لسطح تاني.. طاردوه أهل القرية كلهم.. عمل إيه؟ طلع مسدس وضرب نار ما أصابش أحد.

قصة الجماعات الإسلامية
          لكن ما سابوهش فضلوا وراه لغاية ما مسكوه.. وسلموه للبوليس.. ده النهاردة قبل ما أجي لكم.. بدقائق جاي ليه البيان..

          الجمعة اللي فاتت في بلد اسمها مشتول، واحد من الجماعات الإسلامية طالع على المنبر يخطب.. قاموا اللي في الجامع كلهم في مشتول وراحوا شدينه منزلينه.. ليه؟ من إياهم بتوع الجماعات الإسلامية.. والدعاوى بعد ما عرف الشعب الصورة.. هنا بقه ميزة إن الشعب يعرف الصورة.. الإخوان المسلمين.. قصتهم معانا.. مع ثورة 23 يوليه.. لأنه أنا زي ما سمعتوني في الخطاب اللي قلته أمام مجلس الشعب.. قريت لكم جريدة الدعوة.. بصراحة وبوضوح بيقولوا إيه؟ بيقولوا أن ثورة 23 يوليه هي انقلاب أمريكي شيطاني.. طيب.. الإخوان المسلمين قامت في عهد حسن البنا.. وحسن البنا أول من وضع لها الأسس وحكاية السمع والطاعة.. علشان يحقق ما يريد من أهداف عن طريق استغلال الدين.. دخلت في تجربة مع الحكم وكانت الحكومات أيامها حكومات ضعيفة.. حكومة النقراشي.. أو جه بعده عبدالهادي، ما حدش يقدر يقارنها بحكومات ما بعد ثورة 23 يوليه.. على الأقل حكومات ما بعد ثورة 23 يوليه تخلصت من كل ما يعيق القرار المصري، سواء كان استعمار أو ملك أو باشاوات فاسدين.. ومع ذلك في هذه الحكومات الضعيفة قامت الإخوان المسلمين.. ما نجحتش.. بل ضربوا وقتل حسن البنا.. وللتاريخ ذهبت مع جمال عبدالناصر إلى قبر حسن البنا بعد نجاح ثورة 23 يوليه. وكان هناك الهضيبي مستنينا هو وجماعات من الإخوان وقرأنا الفاتحة وأكثر من هذا أعدنا فتح ملف التحقيق في مقتل حسن البنا اللي قفل بواسطة الحكومة وقتذاك.. قبل الثورة.. وأعدنا التحقيق.. وأدين اللي ارتكبوا الحادث وأخذوا أحكام.. طيب.. ده أول إجراء عملته ثورة 23 يوليه مع الإخوان المسلمين.. انتسى ما حدش فاكره، لأن مضى عليه 29 سنة، ده إحنا عملنا ده برغم إيه؟.. عملنا ده برغم أن مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين.. وكان مكتب الإرشاد ده هو ما يسمى في الأحزاب بالمكتب السياسي.. هوه القيادة العليا للإخوان المسلمين..

علاقة الثورة والإخوان
          إحنا رحنا زرنا عبدالناصر وأنا وبعض زملائنا في ثورة 23 يوليه.. لما رحنا قرينا الفاتحة للبنا وزي ما قلت لكم بعد الثورة.. واستقبلنا الهضيبي وجماعات منهم.. ثم فتح التحقيق.. وجوزي الذين قتلوا حسن البنا بعد ما كانت القضية حفظت.. كان ده وقت ما كان مكتب الإرشاد واخد موقف معارضة منا.. ليه؟ الإخوان المسلمين اتصلنا بهم قبل ثورة 23 يوليه.. يا جماعة نحن ننوي أن نقوم بثورة.. والذي اتصل جمال عبدالناصر.. رد الإخوان المسلمين إن إحنا الآن مضروبين وبنلعق جراحنا من الضربة اللي أخذناها من الدولة.. إحنا بنلعق جراحنا وما نقدرش نعمل حاجة دالوقت.. ده كان اللي قالوه لعبدالناصر.. الحقيقة كانت إيه.. ودي ما تزعلش.. همه مضروبين.. آه.. وبيلعقوا جراحهم.. آه.. صحيح.. لكن همه كانوا خايفين إن الثورة ما تنجحش.. وده مش عيب يعني.. ليه؟ لأنه بعد ذلك اتصلنا بالوفد، فكان الوفد أصرح.. وقال لا ما أقدرش أخش معاكم في حاجة زي دي، لأنه مش مضمون نجاحها وإحنا ما إحناش عايزين نخش في متاعب مع الملك ولا مع غيره.. نفهم هذا.. وكشيء.. وكعامل بشري نفهمه.. طيب أدي تاريخنا مع الإخوان المسلمين، اجتمع مكتب الإرشاد بعد نجاح الثورة وقرر أنه شريك في هذه الثورة.. الله.. شريك بمقتضى إيه؟.. بمقتضى إن جمال عبدالناصر أيام معركة القناة دربكم في الصف.. كان عبدالناصر بيدرب من الإخوان المسلمين عناصر كانت بتحارب في معركة القناة ضد الإنجليز في سنة 1951.. هل ده يعطيكم الحق أنكم تيجوا تطالبوا بنصف الثورة.. هل دا يعطيكم الحق أنكم تيجوا تطالبوا بنصف الثورة.. ما رحنا لكم وقلنا لكم تعالوا يا جماعة معنا، وكان يبقى لكم النصف فعلاً، قلتم لا نحن بنلعق جراحنا والحقيقة اللي إحنا عارفينها أنكم كنتم خايفين ومضروبين.. صحيح وخايفين، وما عندكوش أدنى ثقة إن الثورة تنجح، ومع ذلك ما زعلناش.. وقمنا بالثورة.. يقوم بعد الثورة ما تتم ييجوا يجتمع مكتب الإرشاد ويطلب أن يكون له نصف الوزارة.. شئ غريب ويبعتوا لنا مندوب كان ضابط بوليس في البوليس هناك ده كان بيبعتوه لنا كل يوم جاي القيادة داخل طالع.. فإحنا يعني في مجلس قيادة الثورة قلنا يعني الجماعة دول ما هماش فاهمين.. هم بقى الشيء الغريب انه فجأة جراحهم التأمت وكل حاجة انتهت وعايزين نصف الوزارة على طول، ليه لأنهم شركاء وفي وقت ما قامت.. لا.. هم كانت جراحهم مفتوحة وكانوا خايفين..

فصلوا الباقوري رغم تعيينه وزيراً
          فرحنا إحنا ببساطة مجاملة للوضع كله معينين الشيخ الباقوري وزيراً في الوزارة عندنا.. والشيخ الباقوري في ذلك الوقت عضو مكتب الإرشاد، أي عضو المكتب السياسي بتاعهم في القمة، شوفوا المكتب السياسي يعمل إيه.. راح مجتمع وقرر فصل الشيخ أحمد حسن الباقوري من مكتب الإرشاد.. كل دي وقائع أنا بأحكيها.. أجيالنا ما سمعتهاش.. والعيال بتوع الجماعات الإسلامية الجداد ما يعرفوهاش.. لكن ده موجود اللي يروح بس دار الكتب ولا في أي جرنال ويطلب مجاميع الجرائد هيقرأ الكلام ده موجود.. راحوا مجتمعين ومقررين فصل أحمد حسن الباقوري لأنه قبل انه يدخل الوزارة، لأنهم كان لهم نصف الوزارة، وكأن إيه هم الذين يختاروا الوزراء بتوعهم.. عملية هي هي الصراع، وكرروا نفس المهزلة اللي عملوها ما قبل ثورة 23 يوليه.. كرروها بعد كده.. فحلينا جمعية الإخوان المسلمين.. فحاولوا الاعتداء على عبدالناصر في ميدان المنشية بواسطة الجهاز السري بتاعهم.. ودخلوا في مواجهة مع النظام.. دخلوا في مواجهة مع النظام، أظن أي ثورة تحترم شعبها وتحترم نفسها ما تخضعش لأي حد يستغل الدين أو يستغل أي شئ لكي يفرض وصاية على مصر.. آسفين..

          أنا عايز أولادي بتوع.. أنا بتكلم الكلام ده لسبع آلاف ولد في الجماعات الإسلامية ما قبضتش عليهم ومش عايز أقبض عليهم ليه؟؟ لأنهم ما يعرفوش الحقائق دي.. ولأن كل شئ مضلل بالنسبة لهم، أنا بأحكي حقائق.. الواحد بعد كده اللي يغلط هحاسبه لأني هقوله قلت لك أهه قدام البلد كلها سمعاني والجرايد موجودة مطبوعة. ارجعوا لكل كلمة بقولها هتلاقوها حقيقية هم اللي ابتدوا التحدي.. وبمحاولة قتل جمال عبدالناصر اتخذ ضدهم إجراءات.. اتحركوا ثاني سنة 65، لأني مش عايز أطول على الناس ومش عايز أطول في كلمتي، لكن أنا بكلم الأجيال، وأنا وعدت في سنة 56 إني أكتب لجمال ابني كتاب هو مش لجمال ابني كجمال، وإنما لجمال ابني كجيل.. جيل من الشباب أحط له فيه الوقائع اللي جرت كلها علشان ما حدش ييجي يضللهم قدام..

          لعل ده أول فصول في الكتاب أو أجزاء من هذا الكتاب.. أنا حكيت 65 دخلوا أيضاً في مواجهة مع النظام، وأنا ما بحبش النهاردة.. أو ما فيش داعي أقعد أسرد التاريخ.. وأدي ثاني مواجهة.. اتوليت أنا في 70.. اتوليت في سنة 70 وكان منهم كثيرين في السجون محكوم عليهم، أخرجت جميع المحكوم عليهم، أعدتهم إلى وظائفهم السابقة.. صرفوا المهيات بتاعتهم اللي اتأخرت، واعتقدت بهذا لأن أنا زي ما قلت وبقول وهقول دائماً أنا مسئول عن كل قرار اتخذه عبدالناصر، أنا مسئول عن ما جرى في 54 أيام ما عملوا المواجهة الأولى، و65 أيام ما عملوا المواجهة الثانية.. أنا مسئول.. وعلشان كده جيت في سبعين لما اتوليت قلت جميع الإخوان بره، اللي عليهم أحكام ولسه، ومنهم التلمساني، بره اتفضلوا عودوا إلى وظائفكم، خذوا مرتباتكم السابقة.. ما خلاص ما فيش حاجة.. لا المواجهة الرابعة جايين معي.. كان أول ما حسيت بيها وأنا بأزور المنيا وأسيوط، وقام أستاذ جامعي قدام التليفزيون، وقال أنقذنا من اللي إحنا عايشين فيه.. إيه الجماعات الإسلامية شئ مخيف عاملين إرهاب في الجامعات.. الله.. وكان فيه أولاد مقبوض عليهم أنا قلت.. أنا اتكلمت يومها في التليفزيون وقلت لن أسمح أبداً بأن ده يستمر.. واحد من مديرين الجامعات هناك قال لي.. الأولاد بيعتذروا، وهيبتدوا من جديد وخلاص انتهى.. قلت طيب ما فيش مانع، وعدت الموضوع وما اتخذتش إجراء ولا حاجة.

الجهاز السري للإخوان حولوه إلى علني
          عبر السنوات الثلاثة الماضية بقى الجماعات الإسلامية بدأت طبعاً ومعها الإخوان المسلمين، لأنه زي ما قلت لكم أن الجماعات الإسلامية هي الجهاز السري للإخوان المسلمين، بس بدال ما يغلطوا ويعملوا جهاز سري بقى علني.. كده هو.. وأهو ولد شايل مسدس النهاردة زي ما بأحكي لكم.. ومحتمل قوي يكون عندهم أسلحة، وأنا علشان كده بأتكلم.. بدأوا ينتشروا بين الأولاد.. الأولاد عندهم فراغ الشباب زي ما قلت الدين جزء من دمائنا هنا في المنطقة دي فيه تجاوب، والدين مش وحش.. أنا حتى من 3، 4 سنين بعد الفنية العسكرية والتكفير والهجرة لما حصلوا.. قلت انه دي محدودة.. عمليات محدودة بتاعة الفنية العسكرية وبتاعة التكفير والهجرة، اللي قتلوا الشيخ الذهبي الله يرحمه..

          أظن تذكر البلد وأقول لأولادي علشان أسمعهم.. تذكر البلد أنه لم يقبض إلا على من ارتكبوا الحادث ما بقولش سر التلمساني وهو قاعد معي قال لي "إن أنا بلغني إن لما حصلت الحوادث دي البوليس اتقدم لك بكشف فيه ألفين للقبض عليهم".. قلت له لا يا تلمساني غلط، البوليس عندي وأجهزتي ما تتقدمش بهذا لأن هم عارفين أنه لا يسأل إلا المذنب أو الذي ارتكب الحادث، مش زي زمان.. زمان كان في الفنية العسكرية أو التكفير والهجرة بتاعة الشيخ الذهبي، دي كانت على أسلوب زمان، لأن يقبض على كل ذي ذقن على طول.. على ما يشوفوا إيه 5 آلاف 6 آلاف، ده اللي كان بيجرى وبعدين على ما يصفوهم وده للأمن بس، أنا فرقة الأمن عندي مش كده لا.. الفنية العسكرية حصلت ما قبضتش إلا على اللي قاموا بيه.. التكفير والهجرة والشيخ الذهبي اللي الشعب كله نفر وقرف منهم لم يقبض إلا على القائمين بها بتوع التكفير والهجرة، وبرئ ناس من التكفير والهجرة بالقضاء فطلعوا وكونوا جمعيات، وموجودة عندي وهاتتحط قدام الشعب ومحطوطة قدام المدعي الاشتراكي دلوقتي لأنه رجعوا كونوا جمعيات تكفير وهجرة مرة أخرى الصورة إيه.. الإخوان المسلمين عاملين نفسهم الناس اللي واقفين بعيد وبتوع الدين بس، وساعة ما نقول لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.. يقولوا أبداً.. الدين سياسة والإسلام دين ودولة- آه دين ودولة صح، لكن أن تفرض وصاية على مصر باسم الدين على طريقة الخميني كما يكتبوا الآن.. لا.. انه يتقتل في مصر 900 زي الخميني ما عمل في شهر علشان الثورة الإسلامية.. لا دي ثورة إسلامية ولا ده إسلام، انه يبقى في رئيس جمهورية سواء بني صدر، وبني صدر يستاهل اللي جرى له لأنه لما يبقى رئيس جمهورية ويروح يبوس ايد الخميني يستمد سلطته منه.. يستاهل اللي جرى له.. رئيس الجمهورية اللي يختاره الشعب يبقى مسئول أمام الشعب.

بدأوا الإرهاب داخل الجامعات
          ما أفصحوش عن نفسهم بسرعة، خدوا وقت وبعدين لما استشعروا انه فيه 7، 8 آلاف ولد ضحكوا عليهم وفيه كذا ولد اللي سموهم أمراء الجماعات شيلوهم سلاح، وكانوا بيخشوا الجامعة بالمطاوي ويخوفوا الطلبة، وبعدين بدأوا عمليات إرهاب في الجامعات وفي الكليات، كلية الطب بتعمل حفلة لا يروحوا يطفوها زي البلطجية اللي عندنا هنا في الأحياء الشعبية لما البلطجي يروح يطفي فرح، دا برضه يروحوا حفلة في كلية الطب لا حفلة في كلية الآداب في جامعة المنيا عاملة حافلة، لا ضد الإسلام، هم عايزين يثبتوا وجودهم.. هم عايزين يحطوا سابقة، وبعدين يطلعوا للشارع راجل ماشي مع بنته إزاي تمشي مع بنت، وكان بتاع راجل بتاع تليفزيونات لأني قرأت لكم مبادئهم انه ما فيش التليفزيون حرام والراديو حرام.. طيب يروحوا للراجل في المنيا صاحب محل تليفزيونات اقفل، فاتح تليفزيون في المحل إعلان عن نفسه بيبيع تليفزيونات اقفل اللي أنت فاتحه، حاضر قفل، بعد ما مشيوا فتح التليفزيون تاني راحوا راجعين من على راس الشارع راحوا مكسرين له دكانه، هي دي، هو ده الإسلام.. استشعروا القوة وافتكروا انهم خلاص يستطيعوا أن يفعلوا ما يشاءوا من أجل هذا أنا النهاردة بقول هنا واضحة ليه، لأني لن أسمح أبداً أن يتكرر ما جرى في الماضي، انهم هم الوحيدين الأوصياء على الدين.. هم الوحيدين الذين لهم حق حكم مصر.. هم الوحيدين اللي يسيطروا على الشباب وعلى البنات ويفسدوهم. وأمامي حالات حكيت عنها ما قلتش أسماء، موجودة عندي بالأسماء عن فتيات ضحكوا عليهم وغرروا بيهم وتاري أمير الجماعة له السمع والطاعة، يعني انه كان بييجي للبنت الخطيب، لازم توريه لأمير الجماعة ما يرضاش عنه، تبقى ما تتجوزش. ده بقى موجود في الجميع.. تاني واحد من دول يعمل العملية دي ويرفض كل اللي بييجوا لبنت معينة بنت ناس ومثقفة وأخذت شهادتها ومن النوابغ، وتاري حيشها لنفسه، وفوجئت عائلة البنت في يوم إن البنت هربت من بيت أبوها وراحت له اتجوزها وسافرت معه إلى البلاد العربية، وأولاده أكبر منها سناً وهو أمير الجماعة الذي رفض كل واحد جه يخطبها من الناس اللي تقدموا لها، واللي حاصلين على ثقافات زيها.. هو دا الدين الإسلامي.. إرهاب في الجامعة.. إرهاب في الشوارع بره.. دا جزيرة الأمن والأمان في مصر.. لا..

أحداث الزاوية الحمراء بداية الاستغلال
          وجت أحداث الزاوية الحمراء، وبدأ بقى الاستغلال، إيه المنشور يطلع من مسجد اسمه مسجد النور هناك في العباسية، جنب جامعة عين شمس، المنشور يطلع بعد ما فيش دقائق يكون في سوهاج في قنا في حلوان.. وبيتحركوا عملية.. التنظيم السري للإخوان المسلمين عاد مرة أخرى لفرض وصاية جهلاء باسم الدين على مصر.. أدي سبب الوقفة بدأت إزاي، بقى التحرش في ثلاثة سمعتم عنهم، مشايخ بيخطبوا اثنين في الإسكندرية وواحد في مصر.. الاثنين بتوعه الإسكندرية. أنا بتكلم الناس بقى اللي بيقولوا السادات لا يطيق كلمة نقد دول بقى لهم ثلاث سنين بيشتموا.. وبيشتموا في شخصياً وفي مصر.. واعتقدوا أن الدنيا خلاص..

          فلما جينا نحاسب واحد منهم بنقول له تعال اللي انت قلته خطأ.. في القانون وتحاسب عليه.. راحت الجماعات الإسلامية له وقالوا لله ولا يهمك نيابة ولا حكومة ارجع واخطب كما تشاء.

          للأسف رجل سمعتوني وأنا بقول انه من ضمن.. يعني وصل في الإسفاف إلى شئ، يعني الأزهر لابد أن يكون بريء منه لأنه لم يتورع عن أن يهاجم الأزهر.. دا هاجم الثلاث بيهاجموا الأزهر علناً.. الأزهر بتاع ألف سنة واللي علمهم واداهم هذه القيمة ولبسهم هذا الشرف واداهم هذه الأوضاع، الثلاثة بيهاجموه.

          دا بيقف عند الناس وبيقول لهم جريدة مايو معمولة بخمسة مليون جنيه، إزاي دا من فلوس الشعب دي كانت تبني 400 شقة، هو معتمد على أن الناس ما حدش من الشعب بيقرأ الوقائع المصرية، جريدة مايو لها دار اتأسست برأسمال 5 مليون جنيه اللي يفتح الوقائع المصرية يلاقي المشتركين في تأسيس الدار فلان وفلان، والفلوس أو الأسهم اللي دفعوها. إحنا دولة لها حكومة ولها سلطان ولها ميزانية ولها إجراءات، كل مليم بيدخل للدولة محسوب ومثبوت وكل مليم بيخرج من الدولة محسوب ومثبوت، دا حتى التريقة على الدولة علشان ثلاثة صاغ يعملوا مكاتبات تقعد سنة أو اثنين وتكلف مثلاً خمسة جنيه علشان ثلاثة صاغ فرق.. بيستغلوا سذاجة الناس ما بيقروش الوقائع المصرية.. واحد منهم أيضاً المشايخ دول اللي الجماعات الإسلامية بتقول لهم قولوا ولا يهمكم ما تخافوش واحد منهم يقول إيه.. يقول السادات كان يعلم بعملية المفاعل العراقي، وأنا لدي الإثبات على ذلك.. إجرام وبذاءة وسفالة وصلت إلى المنتهى، فلما خدوا الراجل يحققه معه قامت الجماعات الإسلامية قالت له ولا يهمك ارجع تاني، قدام النيابة كتب تعهد انه ما يعدش إلى الخطابة ثاني، لما راحوا له الجماعات الإسلامية بعد ما رجع راح راجع ثاني في الجامع بعد التعهد وخطب فقبض عليه لأن إحنا دولة سيادة القانون.. شئ غريب بقى قبض عليه من هنا مسجد النور في العباسية في السويس الإسماعيلية بور سعيد سوهاج المنيا أسوان، ندوات في وقت واحد القبض على فلان القبض.. إهدار الحريات.. الدعاة.. الحكومة تضرب الدين الإسلامي وتضرب الدعاة.. دعاة الفتنة.. دعاة الغدر والخيانة.. مش هو بقى لأداء المسألة بقت أكبر. دا إغراء صاحبنا في الاسكندرية طمع مش بس الجماعات الإسلامية، لا طمع أحزاب حزبيين من أحزاب الأقلية وبدأوا يخشوا هم كمان في استغلال الدين للسياسة، الحزبين دول حتكلم عنهم بعدين.. إنما أنا حتكلم على ظاهرة بديها كل العناية، وبقول فيها الاسم لأول وأخر مرة لأنه ده أمر أنا بيعتبره لازم يحسم.
اللي عايز أقوله هنا هي عملية ما قبل ثورة 23 يوليه أو أحكام ما قبل ثورة 23 يوليه، فيه منهم واحد اللي كان سكرتير الوفد، مصر أن له حق الوصاية على هذا البلد لأنه كان سكرتير الوفد ونسفه وأفسده، وكان متسم بكل الخزي والعار للأسف الديمقراطية.

عتاب شديد للرئيس ميتران
          وحاجة غريبة.. أنا عايز أتصور النهاردة وأنا بوجه الكلام ده للرئيس ميتران لأني لي عتاب ليه.. الرئيس ميتران الحزب الاشتراكي بتاعه باعت بيقول إن الإجراءات اللي إحنا قدناها دي الحرية والديمقراطية ما كنتش أحب انه يتورط في هذا وهو يعلم إن فيه استفتاء شعبي جاي، وهو يعلم أيضاً انه رايحين يحقق معهم أمام القضاء في المدعي الاشتراكي ومحكمة القيم.. ما كنتش أحب إنما أنا عايز أسأل ميتران سؤال على الأثير ماذا يكون موقفه لو أن وزير من وزراء لويس السادس عشر قبل الثورة الفرنسية طلع وقعد يتآمر ويدبر علشان يعود للحكم.. أو دا فرنسا أو في أمريكا علشان بيقولوا أنا طردت الراجل بتاع الأي. بي. سي، دا فضايحه كثيرة قوي.. أنا عايز أسأل الجماعة بتوع الآي. بي. سي. في أمريكا وبدون زعل وبدون نرفزة أبداً.. ماذا يكون رأيهم لو أن واحد من جنوب الولايات المتحدة.. الولايات اللي عملت الحرب الأهلية مع الشمال علشان الاتحاد، وعلشان ينفصلوا ويعملوا دولة مستقلة، لو واحد من دول طلع النهاردة من الجنوب وقال أيوه لابد وأن ينفصل الجنوب عن الشمال في الولايات المتحدة ويعود للعالم بتاع الجنوب وتعود دولة الجنوب ودولة الشمال.

          على ضوء رد دول.. أنا قابل ما حيقولوه ليه؟.. لأن ميتران أظن لا يسمح لوزير من وزراء لويس السادس عشر وماري أنطوانيت.. اللي كلوا مال الشعب.. وعملوا.. والباستيل.. حيرجع ثاني يمسك الحكم أو يبقى حاكم.. ده موقف فؤاد سراج الدين.. فؤاد سراج الدين ينتمي إلى ما قبل ثورة 23 يوليه.. ثورة 23 يوليه.

الادعاء بقيام صداقات وهمية
          بالنسبة لمصر.. هي الفرنسية بالنسبة لفرنسا.. وهي الأمريكية بالنسبة لأمريكا.. علشان ما حدش يغلط في الحسابات تاني.

          طيب شوفوا بقى لما جه عهد الحرية والديمقراطية.. والسادات اللي إيه قال ما بيطقش حد يقول ده كلمة أو ينقده.. الكلام ده.. كلام الكاتب إياه اللي بيدعي برضه صداقة ميتران.. وصداقة الرؤساء.. وبيفخر انه صديق الرؤساء، وبيحكي لنا أن ميتران وهو في باريس أخيراً قال له ما ترجعش مصر.. لأحسن الأوضاع فيها غير مستقرة.. واطلب اللجوء لفرنسا وإحنا حا نديك اللجوء.. وأنا واثق أن ميتران لا سمع بهذا.. ولا عرف بهذا.. والله إن كان سمع وعرف يبقى لنا كلام معاه.. إنما أصله غاوي الجدع ده وحا أتكلم عليه برضه.

سراج الدين يمثل ظاهرة فات وقتها
          فؤاد سراج الدين بيمثل ظاهرة مش فاضيين لها.. لو عاد لويس السادس عشر.. أو لو عادت الثورة الأهلية في أمريكا.. هل يسمح بهذا.. أو أي حد من دول.. إلا بلد السماحة.. مصر.. عايش.. وعايش عيشة الملوك قصر بملايين.. والتحف جوه القصر بالملايين.. ويملك ملايين.. ولم يتعرض له إنسان.. لا لكرامته.. ولا لثروته.. ولا لتحركاته.. بيسافر وقتما يشاء.. وبيعود وقتما يشاء.. بس لما جه يدخل.. وسمح له للأسف انه يعمل حزب، فلما ثبت انه راجع إلى ما قبل الثورة الفرنسية والثورة الأهلية في أمريكا.. وثورة 23 يوليه.. الشعب قال له مكانك.. يكتفيش بقه ويعيش بملايينه وحريته وأمنه وآمانه وكرامته.. لا..


(*) المصدر: جريدة الأهرام بتاريخ 15/9/1981