إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



حديث الرئيس محمد أنور السادات، إلى الشعب

القاهرة، 14 مايو 1971
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 15 مايو 1971

بسم الله

          الحقيقة في المرة دى وأنا أتحدث إليكم ما أعدد تش خطاب مكتوب ولا جهزت ورق وإنما في أيدي فقط النوتة اللي بأسجل فيها جميع الاجتماعات اللي بتحصل سواء كانت على مستوي سياسي أو على مستوي السلطة التنفيذية يعني مجلس الوزراء أو حتى جلسات المباحثات إذا كانت هناك وفود عندنا.أنا بأفضل في هذه المرة أني أتحدث إليكم حديث القلب المفتوح لأنه لابد أن يعلم الشعب كل شئ وكل حقيقة بشكل مفتوح وبشكل عادي وبشكل طبيعي ومن غير أي إعداد.

          في الـ 24 ساعة الأخيرة كلكم بالتأكيد حسيتم أن فيه حاجة. لكن أنا عايز أبدأ القصة من أولها علشان أوصل الـ 24 ساعة الأخيرة. المسألة بدأت بعدما عدت أنا من بني غازي على طول في بني غازي كنا اتفقنا- الرئيس معمر القذافي والرئيس حافظ الأسد وأنا على قيام دولة اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة. كان معايا في الوفد المصري أثنين السيد حسين الشافعي والسيد علي صبري. وكان الوفد الليبي يتكون من الرئيس معمر القذافي وأعضاء مجلس قيادة الثورة معاه. وكان الوفد السوري يتكون من الرئيس حافظ الأسد وثلاثة من زملائه في القيادة القطرية.

          اجتمعنا هناك وكأي اجتماعات بتحصل حصلت خلافات وحصلت مناقشات بيننا وأخذ ورد وانتهينا إلى إقرار الاتفاق اللي إحنا أعلناه. وجيت أنا أعلنته من هذا المكان لكم. هذا الاتفاق اللي هو الخاص بدولة الاتحاد الثلاثي أساسه ايه؟.. أساسه كان، كلنا لو نذكر الله يرحمه الرئيس جمال عاد من مؤتمر القمة العربي سنة 1969 اللي أنعقد في الرباط في المغرب وفشل المؤتمر وأنتهي ألي ما أنتهي إليه كنا عارفين رجع إلى طرابلس وأجتمع هو والرئيس معمر القذافي والرئيس نميري وقبل كده لما بنتكلم عن الوحدة العربية وبعد تجربتنا مع الوحدة السورية كنا دايماً متفقين على أساس انه أي وحدة تقوم تاني لازم نراعي فيها الدروس اللي إحنا استنفدناها من وحدة سوريا وعلى ذلك شكل اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة دا الشكل اللي إحنا بنقول له مناسب واتفاقنا في حياة الرئيس جمال عبدالناصر إلى انه تكون الصيغة أو الشكل المناسب لاى وحدة نبدأ بيه وبعد ذلك أن أمكن يتطور يتطور لأحسن الشكل ده معناه أن كل دولة بتكون كاملة بمقوماتها، رئيسها بحكومتها ببرلمانها بجيشها كل أجهزتها، وبتكون وحدة قوية وبعدين. فوق بتكون من رؤساء الدول مجلس رئاسة وينتخبوا من بينهم رئيساً للدولة الجديدة دى اللي بتتكون من مجموعه دول ويبقي لها برضه هذه الدولة مجلس تشريعي يعني مجلس أمة ويبقي لها أيضاً محكمة دستورية.

          وبيكون أساس اختصاص مجلس الرياسة، اللي هو مكون من الرؤساء برئاسة أحدهم ينتخبوه ، بيكون اختصاصه عمليات السياسة الخارجية، عمليات الاقتصاد، عمليات السلم والحرب والأمن.

          لما رجع الرئيس من الرباط على طرابلس، كان معاه صيغة هذا الاتفاق اللي هو اتفاق الجمهوريات العربية المتحدة.

          في ذلك الوقت اتناقش الرؤساء الثلاثة وصديقنا وأخونا الرئيس نميري قال أن الوقت غير مناسب بالنسبة للسودان الآن لمثل هذا المشروع، لأنه لسه بسبيل أقامه التنظيمات السياسية بتاعته، وبسبيل إعادة بناء الدولة، لأنه استلم دولة زي ما إحنا عارفين كلنا.. الرئيس نميري استلم دولة حطام من الأحزاب السابقة واقتصاد محطم وممزقة سياسياً ، والناس في الداخل في الواقع كانوا في حالة من التشتت السياسي، فالرئيس نميري كان عايز يأخذ فرصته إلى أن يستطيع أنه يعدل كل هذه الأوضاع. عندئذ أتفق على ميثاق طرابلس اللي وقعوه الرؤساء الثلاثة كخطوة أولي نحو الاتحاد أو نحو الجمهوريات العربية المتحدة.

          أرجع لكلامي لما عدت من بنغازي.. وأنا في بنغازي أولا السيد علي صبري عارض في قيام هذا الاتحاد وفي الاتفاق .. وقال لي هذا، قلت له ده رأيك ، ولكن أنا بانطلق في كل تحرك أو في كل عمل بأعمله من منطلق واحد، اللي هي المعركة، ما تحتمه على المعركة أنا بأعمله وما باتردد فيه أبداً، إطلاقاً. ده مجرد تفاهم بين دولتين عربيتين بيزعج إسرائيل.. مجرد التفاهم، فما بال إذا كانت وحدة أو اتحاد.

          والساحة السورية بالنسبة لنا حقيقة وبالنسبة للمعركة والشعب السوري كله حاشد نفسه، وخصوصاً بعد الرئيس حافظ الأسد ما قام بحركة التصحيح الرائعة اللي قام بها وجمع الشعب السوري كله، رجل واحد، وإرادة واحدة من أجل المعركة.

          قلت له تعارض تعارض، مفيش حاجة يعني إحنا حا نروح والتصديق في اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي ثم في اللجنة المركزية زي ما كنا كاتبين في الاتفاق والمناقشة مفتوحة، وكلنا بنناقش، وكل منا له رأيه وسبق قبل كده اتعرضت أمور ، وكان فيه آراء معارضة وآراء موافقة، وبنصل في الأخر، في النهاية إلى النتيجة يعني.

          وصلنا القاهرة، وطلبت عقد اللجنة التنفيذية العليا لبدء التصديق على ميثاق أو على اتفاق قيام دولة الاتحاد الثلاثي.

          فوجئت حقيقة، لأول مرة، في اجتماع كلجنة عليا، سواء كان في وقت المرحوم جمال- الله يرحمه- أو بعد ما تركنا جمال، فوجئت بشيء جديد.

          أنا زي ما قلت، إحنا بنختلف، ويمكن أثنين أخوات في البيت الواحد بيختلفوا كل واحد بيكون له رأي لوحده، الاختلاف مش عيب، والاختلاف من أجل المصلحة العامة مطلوب.

          إنما، لأول مرة، لقيت صراع غريب.. السيد على صبري خذ الكلمة في الأول، وأتكلم، ساب مواد الاتفاق وقال إن الأسلوب اللي تم به الاتفاق له عليه ملاحظات، وعلى المواد له ملاحظات.

          لكن اللي أنا فوجئت به، أن المسألة مكنتش مناقشة للخلاف على الرأي ، أو مناقشة أيهما أصلح، أو مناقشة موضوعية في الموضوع اللي إحنا فيه لا.. عملية غريبة أوي.. عملية واضح فيها الصراع، الصراع انه بكل الطرق وبكل الأساليب، وعن طريق التجريح ، حتى مش بس في أنا.. بل التجريح في الوفود الأخرى اللي كانت معانا..وبأسلوب لا يمكن أن يقبله أحد، وده مسجل، لأن الميكروفونات كانت فوق الترابيزة مش تحت الترابيزة، ومسجلة الجلسة، ذهلت حقيقة لأن، لأول مرة، بأشوف عمليات صراع.. وأنا اصلي حضرت زمان قبل الثورة طريقة المناورات السياسية بتاعة الأحزاب، وكنت عايش أنا الفترة دى وعمليات أساليب ازاي لما عايزين يسقطوا اتفاق، أو عايزين واحد يناور واحد أو يجرح واحد إزاي يلجأ للمناورة وللف ولاستخدام أساليب، أقل ما يقال فيها أنها غير شريفة.

          أنا الحقيقة فوجئت، مشيت الكلمة بعد ذلك، وبعدين أنا قلت والله إحنا في موقف نجد الرأي، لأن أنا بأعتبر هذا الاتفاق، اتفاق من أجل المعركة، وأنا مؤمن أن كل شئ يخدم المعركة بدون أدني تردد لازم أبذل دمي حتى فيه، لان ولادنا جاهزين وبيبذلوا دمهم في المعركة فأنا بافتكر أن دي لحظة لازم نحدد مواقفنا فيها. وخصوصاً لاني لقيت العملية فيها صراع.

          بصيت لقيت الأتي:

          في التصويت، السيد علي صبري بيعارض، السيد عبدالمحسن أبو النور بيعارض ، السيد ضياء الدين داود ، بعد ما قال كلمته وخطبته، وبناها كلها على طريقة وأسلوب السيد علي صبري بيعارض أيضاً، السيد شعراوي جمعة بيعارض ، السيد لبيب شقير بيعارض، وإحنا كنا ثمانية.. اللي وافق على الاتفاق الدكتور فوزي والسيد حسين الشافعي وأنا.

          قلت لهم طيب إحنا ما دمنا حددنا الأمر بهذا الشكل بنستمر في أسلوبنا الديمقراطي، إحنا اختلفنا، الخطوة التالية إلى اللجنة المركزية، وهناك في اللجنة المركزية بنعرض هذه الاتفاقية .

          قالوا مفيش داعي نروح اللجنة المركزية بهذا الخلاف، لازم نعمل اجتماع للجنة نناقش فيه الأمر تاني .. قلت لهم إحنا ناقشنا كفاية، ولكن أسلوب المناقشة ذاته يؤسفني ، أن مستواه غير مستوى المسئولية.. الكراسي اللي إحنا قاعدين عليها.. إحنا نروح اللجنة المركزية أحسن، ونمشي في أساليبنا الديمقراطية.

          ورحنا اللجنة المركزية، مفروض أن السادة أعضاء اللجنة المركزية كلهم يناقشوا.. وأنا حتى في أول الجلسة قلت ندي الفرصة لأعضاء اللجنة المركزية يقولوا لنا آراءهم في الاتفاقية، وأنا شرحت الاتفاقية، وقلت أنا بأعتقد أن ده جزء لا يتجزأ من المعركة، بل جزء لا يتجزأ من كياننا ومصيرنا إحنا، ومصير أجيالنا عبر التاريخ.

          المنطقة بتاعتنا دى اللي إحنا عايشين فيها، تعرضت لغزوات عبر التاريخ، على مدى الزمن، بأخذ مثلين اثنين قريبين، ومثل ثالث اللي إحنا عايشين فيه.. المثلين البعاد، التتار ثم الصليبين.. تعرضت منطقتنا دى للتتار.. هجوم ساحق، قوافل التتار وجحافلهم وسط آسيا، وجم وغرقوا بغداد وحرقوها ووصلوا لغاية سوريا، ما أمكنش تخليص المنطقة من الغزوة دى إلا باتحاد مصر وسوريا سوا.

          الغزوة الثانية اللي تعرضت لها المنطقة، وهي الغزو الصليبي، استمر 80 سنة، الغزوة دى في بلادنا وفي منطقتنا، وكانت واخده اسم الصليب بس حجة، إنما هي كانتا غزوة استعمارية لاحتلال المنطقة، نفس الشيء حصل، وكتب التاريخ لغاية النهارده تقول انه لولا اتحاد سوريا ومصر تحت رياسة صلاح الدين، مكنش أمكن تخليص المنطقة من الغزوة الصليبية اللي تعرضت لها المنطقة،

          قلت لهم إحنا في الغزوة الثالثة، وهي الغزوة الصهيونية، حتقعد أد إيه.. الله وحده هو اللي يعلم، لكن واجبنا إحنا أن نعد نفسنا، مش بش إحنا نفسنا لا, نعد للأجيال اللي جيه من بعدنا.. نحط الأساس السليم، وناخد ده في حسابنا، وأنا بأعتبر إن المعركة اللي إحنا عايشينها النهارده بتحتم علينا انه لابد من عمل شكل من الأشكال مع سوريا أولاً بالذات، ليه؟ .. لآن ده عبر التاريخ الدرس اللي أتعلمناه، ولآن سوريا ومصر، زي بن جوريون ما قال زمان، الفكين بتوع الكماشة على إسرائيل، بتبقي إسرائيل في وسطهم زي البندقة بين فكين الكماشة ، قلت للجنة المركزية الاتفاق وروحه إيه.. إن كل دولة قائمة بذاتها تماماً علشان نمنع الحساسيات، ونطلع بدروس من اللي جرى، لكن فوق في السلم، وفي الحرب، واقفين مع بعض. وسياستنا ننسقها مع بعض، مواردنا بنستخدمها مع بعض، العمق الموجود في بلادنا بنستخدمه من أجل صالح المعركة، ومتفقين إحنا في هذا تمام الاتفاق، البلاد الثلاثة، ومتفقين حقيقة بمنتهى الحماس والإخلاص، سواء كان من ناحية ليبيا، أو من ناحية سوريا أو من ناحيتنا إحنا شخصياً.

          وقلت السادة أعضاء اللجنة المركزية ياخدوا الكلمة ويقولوا لنا رأيهم.. بصيت لقيت هيصة تحت في اللجنة المركزية. محدش عارف الحقيقة.. السيد علي صبري قال لا.. أنا عايز أتكلم.. قلت طيب إحنا ممكن نخلي أعضاء اللجنة المركزية يتكلموا، ويبقي شوية من المركزية وشوية من اللجنة العليا وهكذا، ممكن المناقشة تمشي، لأن إحنا اتناقشنا في اللجنة العليا سبع ساعات.

          وقبل ما أفتح الموضوع أمام اللجنة المركزية، ذكرت صراحة أننا اختلفنا في اللجنة العليا يا حضرات أعضاء اللجنة المركزية.. وعشان كده إحنا جايبين الموضوع هنا عشان نفتح فيه المناقشة .. أصر السيد علي صبري انه لازم يأخذ الكلمة.. قلت له أتفضل .. ابتدأ نفس الابتداء اللي ابتداه في اللجنة العليا، والكلام فيه إذاعة أسرار عن كلام دار بينه وبين رؤساء دول، أو بينه وبين أعضاء مجلس قيادة ثورة، وبعدين ياريته بيقول الكلام الصحيح.. إنما بيستغله نحو هدف معين.. حاولت أوقفه وأقول له لا، خلينا في صلب الاتفاقية ذاتها أو صلب الاتفاق، والكلام زي ما أنا شرحت، خلينا في الاتفاقية، مش في أي كلام آخر.. هيصة تحت في اللجنة المركزية، هيه هيه هيه .. هيصة تحت في اللجنة المركزية هيه هيه هيه .. بطريقة فيها نوع من التهريج، يتكلم، يتكلم ضد رأي اللجنة المركزية.. فقالوا خليه يتكلم، طيب ماشى، كمل ، وسبته يكمل كلامه. السيد ضياء الدين داود أيضاً أتكلم وبعدين كان فات أربع ساعات في الاجتماع.. بعد الكلمتين دول، قلت قبل ما نعمل استراحة، ما نسمع حد من اللجنة المركزية بقي ونعمل الاستراحة ونكمل بالليل ونكمل الجلسة، وبعد الاستراحة، أدينا الكلمة للدكتور مصطفي أبو زيد عضو اللجنة المركزية وأستاذ القانون الدولي.

          فجه الدكتور مصطفي أبو زيد أمام اللجنة المركزية كلها وهو أستاذ قانون دولي وقال يؤسفني أن الأربع ساعات اللي ضاعوا دول كلهم ضاعوا هباء على اللجنة. لو إديتونا الكلمة إحنا كنا وضحنا المسألة من الأول. السيد على صبري بيتكلم في ناحية وبيهاجم وبيشرح في ناحية والمشروع اللي أمامنا واللي شرحه الرئيس في هذا الموضوع دا موضوع مختلف تمام الاختلاف- تعالوا نناقش مواده دا شئ تاني- دا اتفاق بنسميه تعاهدي.. دول قائمة بذاتها ولكن بنأخذ صيغة معينة بتلتقي فوق بصيغة معينة وبتقبل على نفسها أو بتتعاقد فيما بينها على تعاقدات معينة تؤديها في معركة في السلم في الاقتصاد في أي شئ وده أمر موجود في القانون السيد علي صبري كان بتكلم عن الهجوم المريع والهجوم زي ما بقول اللي وصل إلى التجريح واستعمال أسلوب غير شريف. قال دا بيتكلم على فيدرالي دا الأسلوب ده فيدرالي. ومافيش في هذا الاتفاق أبداً حاجة فيدرالي. فيدرالي ده تبقي دولة واحدة زي الولايات المتحدة أو زي الاتحاد السوفيتي. جمهورياته بتبقي مع بعضها كلها وجيش واحد وكذا وكذا.. أما الكلام دا أبداً . ده شئ تاني خالص. فأنا قلت للجنة المركزية لو أدينا الكلمة للجنة المركزية مش كنا ارتحنا من الأربع ساعات دول. والتجريح اللي إحنا سمعناه والتجريح اللي إحنا ابتدينا نخش فيه. عمليه المناورات السياسية. ونسيب بقي مصير البلد كله. وننسي مسئوليتنا وإحنا على كراسينا ونخش في عمليات الصراع.

          رفعت الجلسة.. وقلت حانعود بعد رفع الجلسة لكي نكمل المناقشة. فوق اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا كلها في مكتب السيد عبد المحسن أبو النور وكان موجود معانا السيد محمود رياض وزير الخارجية . وكان موجود أيضاً الأستاذ هيكل وكان موجود السيد سامي شرف إلى جانب جميع أعضاء اللجنة التنفيذية العليا وإحنا قاعدين في الاستراحة.. وقالوا لي بلاش نكمل المناقشة يعني الليلة ونؤجل ونقترح لجنة تشوف الصياغة لأنه واضح دلوقت بعد كلام الدكتور مصطفي أبو زيد أنه ما فيش خلاف إطلاقاً على جوهر الموضوع إنما نشكل لجنة تعمل صياغة.. قلت لهم أنا شوفوا جوهر الموضوع والاتفاق في ذاته أنا مؤمن بيه وأنا عايز أسمع آراء اللجنة المركزية الأول ولازم أسمعه. إحنا ماسمعناش غير واحد بس. استماتوا في أنه مفيش داعي نكمل الجلسة الليلة دى والأعصاب وكذا.. وخصوصاً وأنه كان واضح عمليات تهريج في قاعة اللجنة المركزية

          أنا الحقيقة كنت عايز ليلتها أكمل المناقشة ونحدد المواقف زي ما حددت المواقف في اللجنة العليا. ليه.. لأنه بعد ذلك حا أنزل للشعب وده أسلوبي حايكون دائماً أنه في أي شئ ليكن الشعب هو الحكم الأول والأخير.

          أحسوا بهذا قالوا ماعليش وا وا وا، طيب. قلت زي بعضه.. وبعد يومين تيجى اللجنة المركزية وتجتمع تاني واتشكلت اللجنة من أعضاء من اللجنة المركزية. وإحنا قاعدين فوق بقي زي ما قلت لكم واللجنة العليا كلها موجودة بالإضافة إليها السيد محمود رياض وزير الخارجية والأستاذ هيكل والسيد سامي شرف- وبعدين السيد شعراوي جمعة بيقوللي أرجو أنك تعتبر الكلام اللي قاله السيد علي صبري كأنه لم يكن. قلت له أنا شوف إذا كانت هناك حاجة توجه لشخصي أنا مستعد أتسامح في حق نفسي شخصياً والسيد علي صبري كان قاعد جنبي - قلت له إحنا بنلجأ لشيء جديد خالص في السياسة. إحنا قضينا عليه من يوم 23 يوليه. أسلوب علي صبري كان أسلوب هدم يا شعراوي وأنا لا أستطيع أن أكون رجل منافق أمامكم أنتم جميعاً أعضاء اللجنة العليا والحاضرين. أنا بقول إذا كان هذا هو حايكون أسلوب الهدم واستخدام هذا الأسلوب في المناورة السياسية- والله أهدمها على دماغ الجميع علشان خاطر أحافظ على الأمانة للشعب إنما غير مستعد أفرط في الأمانة أبداً- بحضور الكل صراحة.

          شكلنا اللجنة وانتهينا وجينا تاني اجتماع شئ مضحك- كان.. اللجنة لم تتعرض للمشروع إلا في كلمات فنية قالتها في تقريرها- صياغة فنية- أما جوهر المشروع فلم يمس؟ وبعد مناقشة قصيرة طلب بعض الأعضاء من اللجنة أننا نأخذ الأصوات. وأفاجأ لما طلبت الأصوات أن أعضاء اللجنة المركزية بيرفعوا أيديهم- الله طب المشروع جوهره هو هو- الكلام اللي أتغير فيه كلام قانوني قاله فني مش في جوهر الموضوع- الله- طب كان أيه حكاية اللي جري في الجلسة اللي فاتت وأية اللي جري في الجلسة دى- بالإجماع شئ غريب كان أمر مؤسف حقيقة. لأنه يبدي. صورة مش كريمة.

          قبل هذا بيوم. قبل هذه الجلسة أتصل بي السيد شعراوي جمعة وقال لي أن السيد علي صبري مستعد بيجى لك في البيت ويعتذر. ثم بيجى في اللجنة المركزية أمام أعضاء اللجنة المركزية ويعلن سحب كلامه كله وشطبه من الجدول. قلت له لا أنا رايح اللجنة المركزية- وما اعرفش أنها كانت مترتبة على الإجماع زي ما كانت مترتبة قبل كده- قلت له إحنا رايحين اللجنة المركزية وأحب أسمع رأي كل واحد- ونترك الموضوع بقي إلى ما بعد الاتفاق نتكلم. ونشوف أيه اللي جري لأن الأسلوب أنا قلت لكم ده أسلوب هدم أمامكم جميعاً كأعضاء للجنة التنفيذية العليا بحضور وزير الخارجية وبحضور الأستاذ هيكل وبحضور سامي سرف أنا قلت لكم دا أسلوب هدم وأنا لا أقبله إطلاقاً كأسلوب سياسي نعمل بيه- قلت له تروح وتاخد الأصوات على المشروع وبعد اللجنة ما تناقش.

          زي ما حكيت لكم ما اتناقشناش كثير واقتراح تقدم- وأيوه الأصوات- والأصوات بالإجماع. شئ غريب.. خرجنا..

          دى المرحلة الأولي من كلامي - مرحلة دولة الاتحاد الثلاثي.. والطريقة اللي تمت بيها.

          المرحلة الثانية جت بعد كده. أنا فكرت الحقيقة بهذا الأسلوب لا أستطيع أبداً أني أكون أمين قدامكم كشعب.. وأنا بأعتبر نفسي مسئولاً أولاً وأخيراً. أمام الله سبحانه وتعالي وأمام الشعب- مش أمام حد تاني أبداً.. أمام الله أولاً أمام الشعب .. بهذا الأسلوب أنا لقيت أسلوب لا يمكن يستمر. وأن سياسة البلد خصوصاً وإحنا في المعركة اللي إحنا فيها وفي معركة بناء الدولة الجديدة أيضاً. وفي معركة بناء مستقبل سياسي وتقاليد سياسية. أن إحنا نبتدى نلجأ للمناورات السياسية والصراع والهدم واستخدام الأساليب غير الشريفة قلت لا ده كلام لازم زي ما سبق قلت لكم أدَخَّل الشعب حَكَم فيه- طيب أزاي؟ اللي حصل ما كنتش ناوي أحكيه للشعب أنا بأحكيه لكم دلوقت علشان اللي حصل في الأربعة وعشرين ساعة اللي فاتوا. إنما أنا ما كنتش ناوى أحكيه لكم . إنما قلت إزاي الشعب أدخله حكم

          قلت الآتي: الاتحاد الاشتراكي هو الصيغة اللي يجب أن نتمسك بيها جميعاً لتحالف قوى الشعب. ولكي نمارس الديمقراطية السياسية بتاعتنا. لا الأحزاب تصلح لنا ولا طريقة الحزب الواحد تصلح لنا.. إنما من خلال تجربتنا اللي فاتت طلعنا بنتيجة أن تحالف قوى الشعب العاملة داخل الاتحاد الاشتراكي هو ده أحسن إطار سياسي نشتغل من داخله ونمارس الديمقراطية في بلدنا. ولازم نحافظ عليه. لكن.. لازم كمان نضع له التقاليد السليمة علشان ما يرجعش يتحول في الآخر إلى الأسلوب الحزبي اللي حكيت لكم عنه واستخدام الأساليب غير الشريفة. ويبقي مقياس النجاح فيه هو عملية الانتهازية أو عمليات المناورات أو عملية ناس يجتمعوا ويعملوا (كورنر) ويجهزوا تجهيزة معينة علشان يوصلوا لناحية معينة. فلازم نقضي عليه وتبقي المسألة مسألة مناقشة الرأي بالرأي.

          الخلاف بنختلف لكن في النهاية لازم نصل لأنه إذا كان خلافنا قائم على أساس المصلحة وعلى أساس الموضوع اللي إحنا بنتكلم فيه ومصلحة بلدنا لكن في النهاية سنصل إلى أحسن الحلول والخلاف زي ما قلت لكم أمر مشروع ما دمنا نتناقش مناقشة حرة.

          قلت أن الطريق الوحيد أني أصحح هذا بواسطة الشعب . هو أني لابد من إعادة انتخاب الاتحاد الاشتراكي من الوحدات الأساسية من أول القرية من تحت لغاية اللجنة التنفيذية فوق.. لابد من إعادة الانتخاب وبصراحة مش بالأسلوب اللي تم الدور اللي فات.. لا وأنتوا فاهمين لا.. انتخاب حر. أنا عايز جماهير 9 و10 يونيه اللي طلعت وماحدش طلعها.. هي اللي طلعت ورفضت الهزيمة.. وهي اللي وصلتنا للموقف اللي إحنا فيه النهاردة. من صمود ومن قوة عسكرية ومن تغير كامل من هزيمة مؤلمة مريرة يوم 9 و 10 إلى موقف النهاردة بنقول فيه العمق بالعمق والنابالم بالنابالم وقلت سأكون بنفسي الرقيب علي هذه الانتخابات ولن أرحم حد يحاول يزور فيها أبداً. بس الانتخابات تكون من القاعدة إلى القمة علشان تطلع بتنظيم سليم وبعدين اللجنة المركزية الجديدة تحط لنا قانون الاتحاد الاشتراكي الجديد اللي يحط الضوابط بحيث إنه مايحصلش المناورات السياسية بالأسلوب السياسي اللي أنا حكيت لكم عنه المؤسف اللي جرى ده، ولا تصل بلدنا في يوم إلى هذا سواء كانت في معركة مصيرية زي اللي إحنا فيها أو حتى في أوقات السلم العادية.

          وكان تفكيري أنه أَصَلَّحْ اللي جرى بواسطة الشعب ودا حايكون أسلوبي دايماً حاصلح كل شئ يجرى بواسطة الشعب ومش بواسطة الإجراءات ولو أني أضطريت في الـ24 ساعة الأخيرة إني آخذ إجراءات وحاأقول لكم الأسباب إيه- وضد مين.

          لما وصلت إلى هذا ندهت للسيد شعراوى جمعة مع علمي بأنه مسئول عما تم داخل اللجنة المركزية ولكن قلت أنه يعني في أسلوبي ماباستطعش آخد كلام حد على حد. وأرفض أن يكون الأسلوب أن أي حد بيجى يكلمني على أي حد فأكون فكرة وآخد قرار. لا.. البلد كلها حاسة وأتكلموا وأتكلمت في هذا الموضوع بالذات وأتكلمت بالذات في شأن شعراوي جمعة باعتباره ممثل التنظيم وماسك ما يسمي بالتنظيم الخاص داخل الاتحاد الاشتراكي ووزير الداخلية اتكلمت البلد كثير وتكلم الاتحاد الاشتراكي كله خصوصاً بعد اللجنة المركزية ما أكتشفت المهزلة اللي تمت في أول جلسة كانت مهزلة في تاريخ اللجنة المركزية وفي تاريخ عملنا السياسي شئ مؤسف جداً أنا ما أخدتش كلامه أبداً. ونَدَهْتْ لشعرواي وكلمته واقتنعت بتفسيراته .. أكثر من هذا بقي أديته خطته قلت له إحنا عاوزين نصلح وعليه فإن خطتي هي الآتي:

          لما نيجى نصلح نصلح بالشعب أنا عاوز نجهز نفسنا لانتخابات حرة 100في المائة وأنا حا أكون بنفسي مشرف على هذه الانتخابات من القاعدة إلى القمة .. لكن الوحدات الأساسية اللي عندنا في في الاتحاد الاشتراكي خلصت من سنتين. أجلنا إحنا إعادة الانتخابات فيها بالنسبة لظروف المعركة. لكن اللجنة المركزية فاضل عليها من الأربع سنين بتوعها ثلاث سنوات واللجنة العليا المدة بتاعتها 6 سنين. طب علشان أعمل هذا قلت برضه مافيش حل إلا إني أرجع للشعب لأنه مفيش داعي أقول أنه مفيش انتخابات من القاعدة إلى القمة فييجي لي واحد يقول أنت راجل تتصرف تصرف غير شرعي لأن مدة اللجنة المركزية 4 سنوات ومدة اللجنة العليا 6 سنوات قلت نجهز نفسنا لاستفتاء نتقدم بيه للشعب من غير ما نحكي حاجة. إحنا داخلين على دولة جديدة وداخلين أيضاً على المعركة والمعركة اللي إحنا داخلين عليها مش حاتحاربها قواتها المسلحة وحدها. إحنا كلنا كشعب . وزي ما سبق قلت كده. في كل قرية في كل بلد في كل مدرسة في كل مكان على ظهر بلدنا دى المعركة حاتكون زي ماهي على الجبهة تمام على القناة حاتكون جوه عمق البلد إحنا عارفين عدونا وعارفين طريقته ولازم نجهز نفسنا.

          طيب مادام الشعب كله داخل المعركة إذن فلنعد إلى الشعب ونستفتيه ..يا شعبنا بحكم النص اللي في الدستور هل توافق - الدستور بيدي رئيس الجمهورية الحق في الرجوع للشعب في المسائل الهامة اللي بتمس مصالح الشعب أنه يتقدم للشعب بالاستفتاء- فبمقتضى هذه المادة كنت حا أقول ياشعب إحنا داخلين في دولة جديدة وداخلين على معركة بيشترك فيها كل الشعب أنا بأطلب منكم الرد على السؤال الآتي:

          هل نجري انتخابات من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي واللا لا .. علشان نوحد التفاعل الكامل بين الاتحاد الاشتراكي وبين الشعب ونجهز نفسنا كشعب للمعركة اللي جاية اللي إحنا كلنا حانشترك فيها . فإذا أجاب الشعب بنعم بنشكل لجنة للانتخابات ونبتدى - وكنت حا أقول في البيان اللي حا أعلنه علماً بأن مدة الوحدات الأساسية قد أنتهت فاتت بقي لها سنة وباقي على اللجنة المركزية كذا وباقي على اللجنة العليا كذا. فإذا أجبت يا شعب بنعم فإني حا أشكل لجنة علشان الأشراف على الانتخابات وشعب 9 و 10 يونيه لازم هو اللي يطلع في هذه الانتخابات وينتخب من يشاء لأن كل من يقدمه الشعب أنا راضي بيه واشتغل بيه ونخش المعركة كلنا وحدة واحدة.

          النقطة الثانية إذا كان الشعب حايقول نعم في الاستفتاء مجهز كنت حا أشكل لجنة للبدء في عمل الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة . لنا لمصر، ليه لأنه بعد ما دخلنا اتحاد الجمهوريات عايزين نعود إلى اسمنا مصر. جمهورية مصر العربية .الحاجة الثالثة أنه في أثناء هذه الانتخابات ودا كله حايكون مترتب على كلمة نعم القرار اللي جهزته وقلت علية لشعراوي جمعة أنه في نفس الوقت بنجري انتخابات للتنظيم الشبابي وللتنظيم النسائي وبذلك في وقت واحد حانكون بنجرى انتخابات من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي لتنظيم شبابي- لتنظيم المرأة - تنظيم نسائي لأول مرة في تاريخنا.

          شعبنا كله داخل المعركة مفيش فرق بين رجل وامرأ. وطفل وكبير كلنا داخلين .. قلت لشعراوي جمعة جهز نفسك على هذا كله وشوف أبه المواعيد علشان نعمل انتخابات ونصحح أوضاعنا ونصحح قانون الاتحاد الاشتراكي. ولا نلجأ للأساليب ولا المناورات اللي جرت دى ونقضي نهائياً على كل ما هو انتهازي. وكل ما هو وصولي. وكل ما هو أسلوب غير شريف في العمل السياسي.. قال حاضر . أديته خطتي كلها بالكامل.

          طلعت زرت قواتكم المسلحة في يومي الثلاثاء والأربعاء اللي فاتوا. وشئ يشرف حقيقة.. الأسئلة . كان نفسي أعلن محاضرها على الشعب. محاضر الجلستين دول لأن قسمنا القوات المسلحة قسمين: اجتمعت على مدي يومين بالقوات المقاتلة على الجبهة وجميع فروع القوات المسلحة كلها على الجبهة وخلف الجبهة كان نفسي أعلنه. وحيجى اليوم اللي أنشر فيه هذه المحاضر وتشوفوا إلى أي مستوي أولادنا وضباطكم على مستوي الفهم والمسئولية بيناقشوا في أيه.. وبيتكلموا في أية. شئ يخلي كل مصري رأسه ترتفع عشر قامات .. إحساس ، مسئولية فداء.. تضحية.. وهي لكل الظروف المحيطة بالمعركة من سياسية واقتصادية وكل شئ.. أسئلة على مستوي المسئولية حقيقة؟

          وسامعنى دلوقتى.. سامعنى الفريق فوزي اللي أنا محدد إقامته في الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة وأنا حزين.. حزين حقيقة.. سامعنى لأنه كان معي يوم الأربعاء اللي فات في أنشاص .. وسامعني لما قلت للضباط أني لن أسمح بقيام مركز قوة في هذا البلد. بل سأقضي عليه وكونوا مطمئنين يا أولادي. بصوا أدامكم لليهود ومتبصوش وراكم أبداً للجبهة الداخلية. لأنه إذا اقتضى الأمر عشان أحفظ سلامتها والله سأكون في منتهي القسوة للي يحاول أنه يشق جبهتكم الداخلية من وراكم.. فلا تفكروا فيها سيبوها.. سيبوا جبهتكم الداخلية كونوا واثقين أن الـ 34 مليون بقلبهم وبإحساسهم وكل ما يملكون وراكم في معركتكم عشان تكسبوها وشرفكم حطيته في أيديكم.. سامعني الفريق فوزي دلوقتى وسمع أد أية الضباط صفقت لما كان أيديها حاينزل منها الدم عشان القضاء على مراكز القوة اياً كانت أو القضاء على أي حد يفكر أنة يشق جبهتها الداخلية وإحنا في المعركة النهاردة وكل معركة أمريكا النهاردة كده وإسرائيل أعدائنا. كل معركتهم أنهم يكسبوا المعركة من الداخل مش على القناة.. يكسبوها من الداخل بفرقعة تحصل في الداخل وتنهار الجبهة الداخلية جوه..

          القوات المسلحة اللي وقفت على القناة أولاد الشعب اللي جوه. حيسيبوا القناة وينجوا أهاليهم للفرقعة اللى حتحصل في وسطهم ومش حايقدروا يحاربوا.. سامعني فوزي دلوقتى .. وأنا حزين وآسف وموجودين الضباط كلهم والفريق أول صادق وزير الحربية الآن سامعني أيضاً وكان ويانا.. وهو الآن وزير الحربية وفي مكتبة. وسمعني . أولادي على الجبهة اللي كنت قاعد معاهم في أنشاص من الجيش الثاني ومن جميع فروع القوات المسلحة. وسامعين كلامي اللي باقوله ده وعدت مساء يوم الأربعاء .

          مساء الأربعاء الساعة واحدة بالليل أفاجأ بأن واحد طالب مقابلتي. شاب صغير وبيقول أنا لازم أقابل الرئيس دلوقتى فوراً وأنا في بيتي هناك بيجوا الناس كلهم بيطلبوا مقابلتي وبيكون عندي وقت.. مفيش زيارات رسمية ولا حاجة باشوفهم. باشوف اللي بيجي بيخش إنما الساعة واحدة بالليل ده مش معقول يعني.. فقالوا له مش ممكن قال طيب بس أسألوا صاحى وإلا لا قالوا له صاحى بس مش ممكن الساعة واحدة بالليل.. قال طيب بلغوه قولوا له أن الأمر في غاية الخطورة.. بلغوني قالوا واحد بيقول أمر في غاية الخطورة.. قلت إيه يعني اللي حيكون في غاية الخطورة يا جماعة يعني .. قلت لهم اسألوه قولوا له حول أية لأن الإنسان برضة اهو بيحافظ عشان ما يجرحوش .. كان ممكن أقول خليك يا بني للصبح. الخطورة مش حا يجرى حاجة من الساعة واحدة بالليل لغاية الصبح . لكن الخطورة برضه الإنسان بيحسب يمكن فيه شئ بيمس الوضع بتاعنا وإحنا في المعركة. قالوا له إيه يعني الرئيس بيقولك إيه يعني الموضوع اللي أنت عايز تعرضه وإيه وجه الخطورة فيه.. قام قال طيب خدوا الشريطين دول اديهم للريس يسمعهم على ريكورد عنده وبعدها يقرر أن كان الأمر يساوى أنه يشوفني وإلا لا .

          جابوا لي الشريطين وقالوا أنة بيقول خد الشريطين دول اديهم للرئيس يسمعهم ويشوف أن كان الأمر يساوي إنه يشوفني وإلا لا .

          كنت راجع من الجبهة في منتهي السعادة يومها. بأقول لكم لما باشوف أولادنا في الجبهة وبأسمع مناقشتهم وفهمهم ووعيهم والفداء والرجولة وإحساسهم بمسئولياتهم الإنسان بينفعل.. أنا كنت سعيد ومنفعل جداً قاعد سهران برغم أني كنت تعبان وأنا راجع يومها إلا أني دورت الشريط لقيت أول شريط بيحكي قصة اجتماع اللجنة المركزية الأول.. غريبة..

          ده الكلام اللي أنا بأسمعه ده بالحرف .. واحد بيحكيه لواحد تاني في التليفون والشريط ده مسجل بواسطة الرقابة اللي على التليفونات اللي في الداخلية .. فيه جهاز رقابة في الداخلية أتاريه ماشى من زمان من أيام أحد رؤساء الوزارات بتوع زمان.. من زمان قوي .. يعني أحد رؤساء الوزارات القريبين .. أتاريه كان شاريه، وكان معاه في رياسة مجلس الوزراء وبعدين ودَّاه الداخلية يراقب التليفونات.

          الشيء الغريب أن تفاصيل اللي جرى في اللجنة المركزية بالنص واحد بيحكيه لواحد تاني.. بس استلفت نظري شئ غريب تفاصيل كاملة لكن فيه نقطتين في غاية الخطورة.

          النقطة الأولى: أنه بعد ما اجتمعنا في اللجنة العليا زي ما قلت لكم واختارنا وأخذنا الأصوات واطلعنا خمسة ضد ثلاثة. اتارى الخمسة، منهم ناس مباشرة بعد الاجتماع لما عرفوا أن إحنا رايحين اللجنة المركزية مباشرة بعد انتهاء الاجتماع- المفروض أن اجتماعات اللجنة العليا اللي هي أعلي مستوي سياسي في البلد واللي مفروض ناخد فيها قرار الحرب مثلاً أو نقرر مصير البلد. أول ما وصلوا لمكاتبهم بعد الاجتماع راحوا موزعين اتباعهم ونزلوهم على أنحاء البلد كلها يروحوا لأعضاء اللجنة المركزية في اسكندرية والبحيرة وفي المنصورة في كل حته لأنة كان فاضل ثلاثة أيام على اجتماع اللجنة المركزية يفهموهم أية اللي جرى في اللجنة العليا، وأنة لازم الأعضاء تيجى جاهزة وترفض .. مع أن إحنا في اللجنة العليا لم نناقش الموضوع زي ما قلت لكم.. كان فيه أشياء غير شريفة.. حصلت أساليب غير شريفة يعني.

          أنا معنديش فكرة عن الموضوع ده كله..أنا فاهم أن العملية تلقائية أن إحنا كنا في اللجنة العليا ونزلنا اللجنة المركزية .. الكلام بتاع السيد صبري والأسلوب اللي لجأ إليه واللي حب يسحبه بعد كده وأنا رفضت لأنه ده لازم بيتسجل وهو مسجل على أشرطة عندنا النهاردة للتاريخ عشان محدش يعود إليه ابدأ تاني.

          أنا متصور أنة يمكن طريقة الكلام ده هي اللي خلت أعضاء اللجنة كانوا متلخبطين وعملوا الهيصة اللي حصلت .. لا.. الشريط بيحكي بقي بالتفصيل ازاي أعضاء اللجنة العليا ينزلوا ويبعتوا ناسهم ويحكوا كل ما جري في اللجنة العليا وبتحريف.. بتحريف الهدف منه لابد من إسقاط اتفاق الاتحاد استمراراً لعملية الصراع.. وأنا قاعد عادي خالص. اجتماع اللجنة العليا كان الأحد، السبت فُت على شعراوي جمعة بأقول له الاجتماع بكره قال لي آه قلت له طيب أنا عايز الناس تقول رأيهم في اللجنة المركزية.. وعايز كل واحد ياخد فرصته .. ليه .. لأن أنا بأعتبر ده أمر حيوي جداً وإحنا لجأنا لأسلوب كان أنا لا أقبله .. أسلوب الصراع ده فأنا عايز نحسم المسائل دى كلها ونكون واضحين واللجنة المركزية تشترك معانا فيها. فقال لي اللجنة المركزية جاهزة تماماً.. وكل شئ تمام. الشريط الأول زي ما قلت لكم بيحكى قصة الاجتماع الأول ويقرر نقطيتين خطيرتين.

النقطة الثانية: عضو اللجنة المركزية اللي بيحكي في التليفون لزميله لصاحبة مهواش عضو لجنة.. إنما اللي بيحكى عضو لجنة مركزية لأنة قاعد جوه وحكى والشريط واضح فيه بالكامل، قام الثاني بيقول له أية قال له والله والرئيس دخل يغني وأتكلم كلمة شدت اللجنة كلها لكن إحنا كنا مجهزين وخرجنا ورا بعض قلنا لا.. لا.. لا.. إحنا لازم عايزين نسمع السيد على صبري هيه هيه هيه .. وموضبين كل ده.. باين في الشريط الكلام ده حصل كله والله.

          الأخطر إنه قال له طيب وإيه كان موقف الرئيس، قال له الرئيس أن أنا مش مستعد أقبل وصاية على من أحد وأنا بحط قدامكم الموضوع للمناقشة الموضوعية.

          واللي بيجرى دلوقتى صراع وليس مناقشة، وأنا لا أقبل الصراع وأنا مستمر في هذه الجلسة لغاية ما كل عضو يقول رأيه ويحدد موقفه بصراحة . قال له يعني مش حيتراجع.. لا مش حيتراجع.. قام الثاني بيسأل عضو اللجنة المركزية بقي بيقول له أوعوا تكونوا معملتوش حساب الإذاعة قام قال له لا .. معمول حسابها، إذاعة، إذاعة إيه استلفت أذني أنا لأن نزول اللجنة العليا واستخدام عربيات الاتحاد الاشتراكي وموارد الاتحاد الاشتراكي عشان تضلل أعضاء اللجنة المركزية واستخدام الأساليب والمناورات السياسية وكشف كل مناقشات اللجنة العليا وبطريقة ملتوية.. ياريت اللي جرى كان بهدف إسقاط الاتفاق كله عشان إحراج الرئيس والصراع اللي مع الرئيس ده استلفت نظري لكن الإذاعة مكنتوش عاملين حساب الإذاعة .. قال له لا كنا عاملين حساب الإذاعة .. واقف قدامي وأنا باسمع الشريط السكرتير بتاعي اللي جايب لي الأشرطة من تحت من الراجل اللي جه قام لقاني عند حكاية الإذاعة التفت يعني شئ مذهل .. أية ده قال لي أنا متأسف يا فندم مقلتش لك من سبع تيام جاني هنا فلان الفلانى وأبلغني أن يوم اجتماع اللجنة المركزية الأول. الإذاعة و كانت محاصرة بطريقة بطريقه مش بناس لا بسين رسمي ولا حاجة لا.. إنما بشكل ناس مخبرين عاديين.. ولكن محاصرة.. واللي جه بلغني واسمه فلان قال أنة عرف هذا من المكتب الفلاني في الاتحاد الاشتراكي وأنهم مجهزين عشان إذا الرئيس نزل من اللجنة المركزية وراح على الإذاعة يخاطب الشعب يمنعه المخبرين اللي محاصرين الإذاعة ويمنع من أنه يخاطب الشعب .. قلت له طيب ما قلتش ليه أيامها قال لي والله أنا لقيت بعدها بيومين جلسة اللجنة المركزية الثانية انعقدت والاجتماع حصل .. اتفاق بالإجماع فاعتبرت الموضوع منتهى اعتبرته تبليغ عادي. أنا هنا توقفت بقي..

          إفشاء أسرار اللجنة العليا وبطريقة ملتوية واستخدام أساليب حزبية زي اللي حكيت لكم عنها دى كلها ودول اللي في أيدهم مصير مصر يقرروه ومصير البلد ومصير المعركة ومصير ولادى اللي قاعدين على القناة والإذاعة محاصرة طيب ده انقلاب أنا تصورتها كده لما بيجى رئيس الجمهورية داخل الإذاعة ويقولوا له لا منتش داخل متقدرش تخش إذا كان عايز يكلم الشعب في أي موضوع وأنا زي ما قلت لكم كلامي لشعراوي جمعة. وللكل أن أنا كل مشاكلي عايز أحلها بالشعب مش بالإجراءات الاستثنائية كل حاجة نختلف فيها تعالوا نحطها أدام الشعب ونقول أحكم يا شعب نعود شعبنا بقي أنه ياخد دوره الكامل والسيطرة على مصيره وقلت الكلام ده في أول مايو جم عملوا حسابهم وحاصروها طيب اللي حاصرها ده جهاز الأمن بتاعي أنا ولا أنا مش دريان ما كنتش قلت طيب هات الشريط الثاني.

          الشريط الثاني نفس عضو اللجنة المركزية اللي في الشريط الأول بيحكى عن قصة اجتماع الهيئة البرلمانية وبيشتكى أنه مقدرش ينفذ الخطة اللي كان متفق عليها وبيقول أية بالذات مكناش نقدر نهبش الريس لآن لو هبشناه بطريقة الكلام اللي كان بيتكلمه كان المجلس قام علينا وموتونا كلنا فكان قاعد ورايا فلان الفلاني عضو من المنضمين لهم عضو من أعضاء مجلس الأمة ومن المجموعة الجديدة اللي عملوا الحلقة دى شور لي وقال لي. لا.. منكلمش خلاص لأنة واضح أن كلام الرئيس مفيش حد يقدر يرد عليه وإذا حد رد حيبقى وضعهم سئ جداً لدرجة لأن يمكن اللي في المجلس يقوموا يقضوا عليهم. فعضو اللجنة المركزية عنفه وشتمه وبهدله وبيشتكي عضو مجلس الأمة هذا في المكالمة التليفونية دي إنه اتهزأ وانه عيب كده التهزئ وانه ده مكنش في ايده إنه يعمل حاجة، الله بالأصوات الكلام ده كله بالأصوات وأصوات معروفة ومسجلة أسرار اللجنة العليا اللي في ايدها مقدرات مصر بتلتوي ومناقشتها بتنقلب إلى صراع للسلطة وتستغل تنزل وتطلع بره تذاع للناس، تستغل للصراع. اللجنة المركزية منظرها وتهييج وعمل كتلة جوه وبتاع على طريقة أحط المجتمعات، يعني في أسلوب العمل تهييج وصريخ وزعيق ودبدبة في الأرض وبتاع. اللجنة المركزية اللي هي آل إيه تبقى أعلي مستوى موجود، أنا في هذا مش عايز أظلم اللجنة المركزية كلها. أنا في هذا بأقول إن اللي عمل هذا كلهم النهاردة في السجن وهم أفراد يعدوا على الأصابع، مهماش اللجنة المركزية كلها، إنما ادوا هذا اللون وهذا الشكل للجنة المركزية، تخبيط بالرجلين على الأرض وزعيق وتهريج، زي سيما أوانطة، والكلام ده وده أكبر مستوى في الاتحاد الاشتراكي، وفي قانون الاتحاد الاشتراكي مفروض نقرر استراتيجية الدولة.

          الإذاعة محاصرة وأنا مش داري، وأجهزة الأمن بتاعتي طيب متقليش وهي أتاريها اللي محاصرة الإذاعة لمنع الرئيس إذا حاول إنه يروح يكلم الشعب، لما سمعت الشريطين بره زي ما عودتكم وحاعودكم دايماً لازم أستوثق لما أخذ الكلام.

          السكرتير بتاعي سألته مين اللي جه بلغك التبليغ بتاع محاصرة الإذاعة، قال فلان الفلاني، بعت جبته، تعالى انت جيت بلغت كذا وكذا تاني يوم في الصبح، قال لي أيوه، سمتعه؟ قال لا شفته بنفسي.

          واللي سمعه سمعه من داخل "الأوضة" الفلانية في أمانة الاتحاد الاشتراكي اللي على النيل، لكن بنفسي لما قال لي هذا، رحت ونزلت فوجدت الوضع الإذاعة محاصرة. أنا في تقديري بعد ما استوثقت بقى كلنا وصلنا للخميس، امبارح قلت لا ده انقلاب يعني لو إن اللي محاصرين الإذاعة دول لهم عند الشعب حاجة أو يطلعوا.

          واحد من الشعب يتكلم أي كلام ويقول إحنا مسكنا الحكم أو يخطب أو يعمل. طيب ما خلاص ده انقلاب. وأنا سبق وقلت وحاقولها تاني، لن أفرط أبداً لا في الأمانة ولا في المسئولية اللي انتخبتوني من أجلها. إن الشعب انتخبني لها، وسأحملها إلى آخر لحظة في حياتي، وسأدافع حتى الموت عن هذه الأمانة وعن هذه المسئولية. ندهت سامي شرف، تعالى يا سامي الصورة كيت كيت كيت كيت كيت، يؤسفني إن ده حصل. أنا معودكم وقايل لكم وقايل للناس كلها إن ما لم أستوثق مش حأتخذ قرار اليوم. أنا واثق وعندي الأدلة كافية. تروح تبلغ شعراوي إن أنا قبلت استقالته، فلا يذهب إلى وزارة الداخلية، وعينت وزير داخلية جديد، وجه معه الدكتور فوزي وحلف اليمين زي الأصول الدستورية تماماً، وراح على الوزارة حوالي الساعة ستة مساء امبارح. وقلت له أودة التسجيلات اللي في الوزارة حط ايدك عليها فوراً لأني كلمت وزير العدل يرسل اثنين من وكلاء النيابة يروحوا يستلموا من وزير الداخلية هذه الغرفة تكون تحت تصرف النيابة، وهاتوا الأشخاص اللي أصواتهم موجودة وحققوا في الموضوع، ليه؟ لهدفين. وقلت الفرصة جت علشان أكشف بقى للشعب وللجنة المركزية اللي اتظلمت واللي شوية أولاد طلعوها لجنة خبط وترقيع وضيعوا شكل وقيمة تنظيمنا السياسي وداروا بخلاف هذا يقولوا إننا حالفين. فقلت دي فرصة نحطها علشان نطلع منها بالدرس المستفاد، النيابة تجيب لنا تقريرها.

          بيان 30 مارس اللي أنا ملتزم به أمام الشعب فيه بند بيقول إنه لجنة تعين من اللجنة المركزية اسمها لجنة الأمن الوطني، تراجع الإجراءات الاستثنائية، شكلت هذه اللجنة وأخطرت وزير الداخلية وقلت له بعد وكلاء النيابة ما يحققوا أنا عايز لجنة الأمن الوطني تيجي تستلم من وكلاء النيابة تقريرهم عن الموضوع لأني عايز هذه اللجنة اللي من اللجنة المركزية، تيجي تعرض على اللجنة المركزية إيه اللي جرى وكيف تم وما هي اللجنة العليا والمركزية وكيف تمت الإجراءات فيما بينهم وإزاي التصرفات ماشية؟ والشعب يخش طرف ثم أمشي في خطتي وأكملها انتخابات من القاعدة إلى القمة.

          برغم اللي جرى كله ده لا يعني إن ألغي الاتحاد الاشتراكي إطلاقاً لأني أنا قلت إن الصيغة الوحيدة لعملنا السياسي واللي يجب أن تتمسك بها هي الاتحاد الاشتراكي. بس نصلح عيوبنا بقى وما دام جالنا الدليل في ايدينا أهو نحطه أدامنا كلنا ونطلع منه بالدرس والعبر.

          فعلاً وزير العدل بعت الاثنين وكلاء النيابة من امبارح استلموا الغرفة والتحقيقات ماشية والشرايط موجودة تحت أمرهم، وصدر أمر من المسئولين عن غرفة التسجيلات بمسح الشرايط. قبل ما يروحوا يمسحوها كان الحرس الجمهوري قد سبقهم ووصل وكلاء النيابة واستلموها من الحرس الجمهوري، وما اتمسحتش الشرايط. أما الاثنين اللي أصدروا هذا الأمر أنا أصدرت أمر بحطهم في السجن، هما ضباط بوليس كبار للتحقيق معاهم والتحقيق ماشي الآن.

          الكلام ده كله امبارح سامي شرف خرج من عندي راح للسيد شعراوي جمعة وأخطره، وراح ضرب لي تليفون وقال لي إن السيد شعراوي بيقول أنا تحت أمرك وأنا سألزم بيتي مفيش حاجة أبداً، وسامي نفسه قال أما عني أنا فأنا أعصابي تعبانة خالص، وبكى في التليفون، قلت له أنا عارف أعصابك تعبانة لأن القرار صعب، لكن لما بأفقد الثقة ما أقدرش أراوغ وما أقدرش أعمل كمين وأربط، لا . أنا قلت لكم بأشتغل دوغري وفي النور، وأنا فقدت الثقة يبقى ما نتعاونش مع شعراوي. لكن معاك انت خليك وخليك في مكانك. قال لي أنا تعبان، وأنا قلت له ارتاح خد زي ما انت عايز راحة. قال أنا تحت أمرك، وراح قافل السماعة.

          وقعدت الساعة سبعة الكلام ده. ثمانية فاتت، تسعة فاتت، عشرة فاتت، حداشر إلا دقيقتين جالي جواب برسول شايل استقالات سامي شرف ومحمد فوزي ووزير الكهرباء حلمي السعيد وسعد زايد وزير الإسكان ومحمد فايق وزير الإعلام، وإن لسه استقالات جاية في الطريق، وانه الكلام ده سيذاع الساعة حداشر، والكلام ده الساعة حداشر إلا دقيقتين، وإن الكلام ده سيذاع الساعة حداشر. محمّد فايق اللي مستقلين معاهم وواحد منهم وزير الإعلام اللي قاعد في الإذاعة. قمت بصيت في ساعتي لقيتها حداشر إلا دقيقتين. ما أنا حقبل استقالتهم مش حاتردد أبداً، بس نفس الإجراء انهم يملكوا انهم يذيعوا أي شئ ووزير الإعلام يذيع.

          وفعلاً أذاع الخبر مباشرة في نشرة حداشر، وراح واخد بعضه ونازل مروح بيته لما اطمأن، اطمئن إلى أن الخبر أذيع، وفاهمين إن ده حايحدث انهيار، لأن فيه يعني خمس استقالات تضامناً مع شعراوي.

          الله، طيب يا سامي انت كلمتني وسامعني يا سامي دلوقت، انت كلمتني وقلت لي إنه تحت أمرك، وانت قلت لي انك تحت أمري، ومفيش حاجة. إذا كنتم عايزين تستقيلوا طيب ما تبعثوا من بدري وتقولوا لي وأنا كنت حاأصرح فعلاً باذاعتها، لأن أنا مش ممتنع عن إني أقبل استقالة أي واحد مش عايز يتعاون معاياً أبداً. اللي مش عاوز يتعاون هو حر دي مسألة ما أجبرش أي واحد إنه يتعاون، إنما بالأسلوب وبالطريقة دي أريد إنه يبان شكل انهيار، مصر ماتنهارش عمرها أبداً أبداً، مصر فيها من الكفاءات والكفايات، واليوم شكلنا الحكومة الجديدة من شبان أكفاء وكفايات وأساتذة من الجامعات ومن كل اتجاه. مصر مليانة كفاءات ومليانة رجال، والعملاق الكبير عبد الناصر اللي كنا كلنا لا نتصور إن إحنا نفقده أبداً فقدناه، واستطاع الشعب بعدها أن يقف ويكمل ويمشي، مصر إلى الأبد حاتبقى والشعب إلى الأبد متجدد، فيه الكفاءات وفيه كل شئ. إنما ليه الأسلوب ده كمان، ليه بقى أسلوب الشرايط اللي هي طريقة الشرايط.

          أسوأ من هذا بقى ويؤلمني أن أقوله، في العشرة أيام اللي فاتت كان عندي ناس كثير بيفوتوا ويكلموني خصوصاً بعد عملية اللجنة المركزية. ومنهم وزراء، وقالوا لي بيتك فيه تسجيل عليك. بيت رئيس الجمهورية الخاص. كنت أقول لهم بلاش كلام فارغ. وزي ما عودتكم وزي ما قلت لكم وزي ما أنا طول عمري أنا لازم أستوثق قبل ما أحكم. لا.. ولا يجرؤ أحد إنه يعمل حاجة زي دي، مين حايعملها علي. سامي- شعراوي، الله، طب ما سامي وشعراوي كل شغلي وكل خطتي. آخر خطة ليه ما فيش أربع خمس أيام لسه قايلها له بالتفصيل. إيه اللي أنا عايز أعمله والانتخابات والخطوات حاتكون إيه. وأنا ثقتي كاملة، لكن لما بأسحبها بأسحبها أيضاً كاملة، لكن ما بعرفش أجي وسط أو أجي أعمل كمين في السكة وبتاع. أنا مش طريقتي كده. فكان اللي بيكلمني قلت له أنا ثقتي كاملة في سامي وشعراوي. حايحتاجوا ليه يسجلوا لي يعني. وأضحك. يؤسفني أقرر إنه اتضح إن أودة مكتبي في بيتي، في بيت رئيس الجمهورية وجدنا فيها جهاز امبارح بالليل، لأنه بعد ده كله بقى وبعد اللي جرى ده كله بعت جبت الجهاز الإلكتروني اللي بيبحث، ووجدت في غرفة مكتبي أنا شخصياً فتصورات إذا كان ده وعشرات الآلاف من الأشرطة بتاعة الرقابة اللي في التليفونات، وأتاري فيه مش بس في الداخلية جهاز رقابة. لا، فيه عند سامي شرف أيضاً جهاز رقابة تليفونات.

          الله- امبارح قبل سامي ما يمشي أنا قلت له يا سامي الجهاز اللي عندك- أنا دريت إن عندك جهاز رقابة وعايزه يقف فوراً من النهاردة. جهاز الداخلية الوزير الجديد أنا اديته تعليماتي عليه، ولن يراقب أحد إلا بأمر من القاضي أو النشاط الأجنبي المضر بالبلد. أما في الداخل فلابد أمر من القاضي وسأشرف بنفسي شخصياً عليه. الأشرطة القديمة بنفسي سأشرف على إعدامها رسمياً، ولازم الكلام ده كله يقف، ولازم الناس تطمئن. قاللي حاضر. وبعدين حصل اللي حصل. العملية اللي قلت لكم عليها والاستقالات والشكل اللي بإن كأنه انقلاب. أنا مش حزين في كل هذا. اللي حتى ادى شكل خلى الأخ جعفر نميري رئيس السودان، وهو معانا الآن في قصر القبة، طلبته الساعة اثنين، ومن اثنين قام ركب الطيارة ولما رحت أستقبله في المطار كان نايم في الطيارة واستنيت على ما صحوه، ما نمش طول الليل، انزعج. في نفس االوقت اتصل بي الرئيس حافظ الأسد من سوريا. في نفس الوقت اتصل بي الرئيس معمر القذافي من ليبيا، وكلهم بيقولوا شعب مصر عاوز إيه تقدموا له علشان وحدته الوطنية، وقوات مصر المسلحة اللي هي عمادنا كلنا كعرب. إيه اللي نستطيع نقدمه لها في الظرف ده، علشان تفضل قواتنا لمعركتنا. فطمنتهم وقلت لهم أبداً دي زوبعة في فنجان- كلام فارغ، مفيش حاجة إطلاقاً.

          لم يكتفوا. الرئيس حافظ بعت نائب رئيس الجمهورية بتاعه، ونائب رئيس الوزراء اليوم الصبح، والرئيس معمر القذافي بعت اثنين من نواب رئيس الوزراء ووزير الإرشاد النهاردة الصبح. الرئيس جعفر نميري جه هو واللواء خالد عباس القائد العام للقوات المسلحة، وهم موجودين ومشرفين معانا هنا دلوقت حاليا. الناس كلها جاية عاوزة تقول لمصر هي قلعة العروبة. هي الحصن اللي الكل بيبص له، خصوصاً في مثل هذا الوقت من المعركة.

          دي الحكاية ببساطة، أنا مش عاوز أعلق عليها، أنا حا أسيبها لكم كشعب بتفاصيلها كاملة، وبأسيب لكم كشعب تستنتجوا منها ما تستنتجوه. ولكن حا أقرر قدامكم إحقاقاً للحق ولمسئوليتي التاريخية جملة أمور:

  • لن أفرط في المسئولية إطلاقاً.
  • لن أسمح بقيام أي مركز من مراكز القوى مهما كان مكانه، ومهما كانت قوته أبداً. والكلام ده بأعيده تاني أهو، بأقول أنا قلته في أنشاص أمام رجال القوات المسلحة المصرية والتهبت أيديهم بالتصفيق، بأعيده علناً.

          وهم سامعيني ولادي اللي على القتال، وسامعني الشعب كله وسامعيني اللي أنا محدد اقامتهم، اللي تصوروا انهم يقدروا يعملوا انهيار للجبهة الداخلية ويحققوا أهداف أعدائنا النهاردة ويضربوا ظهر قواتهم. لا ما ضربوش وشعبنا الحمد لله أهو. لن أفرط في الأمانة، لن أسمح بقيام مراكز قوى أبداً على الإطلاق. سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي، وسأشرف بنفسي ولجنة قضائية في مكتبي ومستشارين من وزارة العدل للإشراف على كل صغيرة وكبيرة. من أول توزيع التذاكر من الوحدة الأساسية إلى قمة الاتحاد، لكي نأتي باتحاد هو الذي يمثل شعب 9 و10 يونيه، اللي صنع التاريخ اللي إحنا بنعيشه.

          كلمتين أخيرتين عاوز أقولهم لشعبنا، اطمئنوا، كونوا مطمئنين. زوبعة في فنجان وانتهت. وبعد ما أسيبكم دلوقت رايح علشان الوزارة الجديدة تحلف اليمين. قواتكم المسلحة على أروع روح وعلى أروع فهم. زي ما قلت لكم قبل كده في أول مايو الأمل مشرق. المستقبل مشرق مع ضراوة المعركة ومع شراسة المعركة اللي جاية. لكن أنا بأقول لكم الأمل مشرق والنصر بعون الله بتاعنا إنشاء الله. بأبذل كل جهدي علشان إن كان هناك أمل في حل سلمي. ولكن أمل ضئيل جداً. لكن بنجهز نفسنا في نفس الوقت للمعركة، وأنا قلت لأولادي على الجبهة الكلام ده واضح، وقلت لهم بالتفصيل كل ما دار من محادثات بيني وبين روجرز وسيسكو وعودة سيسكو أيضاً من إسرائيل. كل هذه التفاصيل حطيتها قدام ولادي من القوات المسلحة وأمام الهيئة البرلمانية أيضاً.

          لن أفرط في الأمانة ولن أتسامح وأنا اضطريت في الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة إن أخذ إجراءات استثنائية، سواء بالنسبة للي أرادوا يهدوها دول أو بالنسبة لبعض النواب، وأرسلت لمجلس النواب علشان أطلب رفع الحصانة عنهم. إنما ما كانش ممكن أسيبهم على ما يأخذ المجلس قراره يخربوا في البلد.

          ولن أسمح لأحد إنه يخرب جبهتنا الداخلية أبداً مهما كلفني الأمر. وأنا قلت لأولادي في أنشاص قبل ما أسمع الشرايط، قلت لهم يا أولادي ثقوا إن الذي سيحاول يعمل شئ في الجبهة وراكم "حا أفرمه" وأنا بأقولها ثاني اللي حايحاول يعمل شئ في الجبهة الداخلية ووحدتنا الوطنية اللي صنعها شعب 9 و10 يونيه واللي صنعها شعبنا مش حا أفرط فيها وحا "أفرم" كل إنسان إذا اقتضى الأمر يتعرض لها.

          الحمد لله شعبنا سليم والمخربين من الطبقة اللي كانوا حكام للأسف، وطمعوا. والشعب لن يمس أبداً لكن الذيول مش حاتتعب والقضاء حايقول كلمته فيها، وكل التفاصيل سأضعها أمامكم بعد ما يخلص القضاء ولجنة الأمن الوطني، حاتجيب لكم الحقيقة كاملة، سواء للاتحاد الاشتراكي ومستوياته كلها أو للشعب.

          كلمة أخيرة، من كل قلبي بأتوجه بالشكر للرئيس معمر القذافي، للرئيس حافظ الأسد لمشاعرهم نحو شعبنا هنا وقواتنا المسلحة ومعركتنا. ومش قادر أعبر عن العرفان ولا أجد الكلمات اللي أصف بها ما يجب أن نؤديه نحو أخونا الرئيس جعفر نميري، اللي معانا الآن في هذا القصر، اللي أصر- مع إني ألحيت عليه إنه ما يجيش- قلت له كل شئ عال وسليم وما تخافش يا جعفر وما فيش شئ أبداً- ألح إنه لابد ييجي وهو معانا الآن وجه علشان يرجع في نفس اليوم، وراجع الليلة. مش حأقدر ألاقي كلمات العرفان له ولشعب السودان الحبيب الشقيق.

          تحية للرئيس حافظ الأسد ولشعب سوريا الشقيق الحبيب وقواته المسلحة. تحية للرئيس معمر القذافي ولشعب ليبيا الشقيق الحبيب وقواته المسلحة.

          وتحية لأخونا وحبيبنا وضيفنا اللي قاعد معانا دلوقتي واللي أصر إنه لازم ييجي ويشارك الرئيس جعفر نميري هو وشعب السودان الشقيق اللي تربطنا بيه صلات الدم وكل الصلات ولقواته المسلحة.

          تحية لكم لأن الزوبعة انتهت ولن تكون هناك أبداً زوابع تقف في طريق المسيرة. ستبقى مصر بإرادة الله سبحانه وتعالى القلعة الثابتة الحصينة اللي لن ينال منها أحد أبداً، لا من الداخل ولا من الخارج. إرادة هذا الشعب.

                 وفقكم الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

_________________