إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182 - 193"

عشان نستعوض، التخلف اللي فات في المرحلة الماضية ونبني دولتنا الحديثة اللي قلت لكم عليها على العلم والايمان، أنا أسرعت ليه في عملية إقامة الاتحاد؟ ما إحنا لازم برضه نقول أخطأنا ويكون عندنا الشجاعة إن إحنا نواجه نفسنا بأخطائنا .. هل يعقل أن في الوقت ده اللى احنا بنمر بيه فى أشد معركة شراسة وضراوة ومعركة مصيرية فى تاريخ بلدنا أن يكون التنظيم السياسي بتاعنا مكروه من الشعب، دى كانت حقيقة. وأنا بقررها أمامكم وأنا كنت منه مكروه كان من الشعب، من غير المعقول أن التنظيم اللى يكون بيقود حركة الجماهير مكروه من الشعب خصوصا فى مثل المرحلة المصيرية اللى احنا بنمربيها النهارده.. السبب ده كان ايه ؟ أن فيه عناصر بتتصور أنها بتحكم مش بتخدم: كمان هذه العناصر كانت فاهمة أنها جايه بالسلطة مش بإرادة الجماهير، مش بانتخاب الجماهير ورضا الجماهير، ولكن مكانش فيه برنامج محدد لعمل الاتحاد الاشتراكى، علشان كده كان التخبط وكان التداخل وكان الفجوة اللى بتفصل بين تنظيمنا السياسى وبين الجماهير فى المرحلة الماضية، طبيعى فى مثل هذا الجو لازم تنمو بذور مراكز القوى: أمر طبيعى جدا.

         والمؤامرة أنتم سمعتم جزء من التحقيقات امبارح، والمدعي العام ما أرادش أنه يفصح عن كل ما عنده،. أنما المحاكمة حتبين أشياء كثيرة جدا للأسف، اللى بيعنينى أنا فى العملية اللى تمت أنه الانحراف مكانش سياسي بس، لأ: المصيبة الكبيرة أن الانحراف كان أخلاقى أيضا، دى المصيبة الكبيرة.. أهو السياسي بنقدر نقومه ونقول إنه بنعيد الانتخابات بتيجى لجنة النظام وتحقق وتقوم، أما الانحراف الأخلاقى دى المصيبة الكبيرة، طبيعى كان هذا الانحراف الأخلاقى سبب أنه أفقد جماهيرنا الثقة فى التنظيم، بل أكاد أخشى أنه أفقد جماهيرنا حتى الثقة فى نفسها من اللى كان بيجرى واللى كانوا بيشوفوه، طيب ده اللى فات من ده لازم نطلع بدروس. أنا بواجه وبقول أخطأنا بصراحة، وأنا كنت جزء من هذا التنظيم، ورئيس لجنة فى اللجنة المركزية.. أنا كنت، وزى ما قلت لكم كل قرار صدر منذ 52 إلى اليوم أنا مسئول عنه، مش بعد عبد الناصر ما يموت أعمل بطل وأقول لا أنا ما كنتش مسئول، أنا مسئول وشريكه، إلى أن مات ومسئول إلى اليوم، نعمل ايه فى التجربة دى؟ لازم نتعلم أن الاتحاد الاشتراكى يخدم ولا يحكم يخدم ولا يحكم، عشان ما نوقعش فى نفس اللى وقع فيه التنظيم اللى فات، لازم كمان واحنا فى مواقعنا واحد فينا فى مكانه سواء كان فى القرية، أو فى المركز والقسم، أو المحافظة، أو على مستوى الجمهورية، لازم نستمد قوتنا من الجماهير مش من السلطة.. الحاجة التالتة لابد يكون للاتحاد الاشتراكى برنامج عمل محدد، ما نسيبش اللجان كل لجنة تفكر زى ما هى عايزة، أو كل منحرف أو انتهازى زى اللى حتسمعوا عنهم فى التحقيقات. يروح يصور لهم أى تصوير وأى كلام، لا..  فيه برنامج عمل أساسي، سيعرض على مؤتمركم أنا أعددت برنامج عمل كامل.. بيطبع لأن، لأن زى ما قلت لكم احنا زنقنا نفسنا  في شهر ونص الآن.. دلوقت فى هذه الساعة بيطبع عشان يوزع عليكم ويعرض على لجنة البرنامج وفيه تفصيل كامل لمهام وواجبات المرحلة المقبلة، ومهام الاتحاد الاشتراكى من أول اللجنة الأساسية لغاية أكبر تشكيل فى الاتحاد الاشتراكى، ولجنة البرنامج المتفرعة عنكم حتدرسه وحتديكوا التقرير ولكم أنكم تقولوا كلمتكم فيه..

         الحاجة اللى لازم نحافظ عليها كمان عشان نتلاشى الأخطاء اللى فاتت. إن جو الحوار المفتوح والديمقراطية داخل الوحدات بتاعتنا لازم يكون كامل لأنه ده هو الشيء الوحيد اللى يمنع من الانحراف. كل إنسان بيقول رأيه بصراحة وما يستطيعش حد أبدا أنه يحجب رأى حد أبدا. كل إنسان له الحق أن يقول رأيه فى كل مشكلة تعرض له.

مراكز القوى كانت بتنشأ ليه. زى ما سمعتوا من المدعي العام قلته فى اللجنة المركزية، أو على أى مستوى في لجنة من اللجان بيكون لهم اتجاه خاص بيبتدوا ينشطوا ويفوتوا على بقية الأعضاء عشان يقنعوهم برأيهم وبقية الأعضاء مش عارفين هدف دول أيه اطلاقا، إنما بيحطوها تحت ثوب المصلحة العامة. وآه.. ولأ.. فيه رأى حر. وكل إنسان يستطيع أن يقول رأيه وبحرية، ولا يقبل اطلاقا من أى واحد أنه يوجهه فى رأيه اطلاقا، وبعدين المسائل واضحة عندنا. احنا الوثاثق الأساسية فى ثورتنا ما هى واضحة، الميثاق وبيان 30 مارس واضحة مش عايزة تأويل، ومش عايزة تفصيل، واضحة، واضحة تمام الوضوح، ويستطيع كل واحد فينا بهذه الوثائق فى ايده أنه يناقش كل شيء ويرد على كل سؤال، ويسأل ويستفهم عن أى وضع من الأوضاع، بيبقى أنه لابد يكون مع الاتحاد الاشتراكى دعامات أساسية..

         وفى رأيى أنهم لازم يكونوا ثلاث دعامات أساسية قوية:

         أولا - حركة عمالية قوية..

         ثانيا - حركة شبابية وطلابية قوية..

         ثالثا - حركة نسائية قوية أيضا..

         إن نصف المجتمع وهى المرأة بتخش إلى الميدان وتعمل وتنتج وما تركناهاش تأخذ دورها .. لها دور كبير جدا جدا منذ الطفولة إلى الكهولة. لها دور كبير جدا فى كل الدول اللى بنت نفسها ومجتمعها اتبنى ووقف. ما وقفتش إلا لأن نصف المجتمع. وهى المرأة، بتكون قايمة بدورها كاملا فى بناء المجتمع.

         باعتقد أن ده كافى عن الاتحاد الاشتراكى.

         وأنا باتكلم بمنتهى الصراحة، ليه؟.. لأن زى ما قلت لكم وأنا بسلمكم الثورة بسلمكم كل حاجة... بييجى مباشرة بعد الاتحاد الاشتراكى فى تقديرى " الحكم". وأى حكم فى العالم هو بيبقى عبارة عن إدارة وتنمية الموارد الاقتصادية والبشرية للدولة اللى بيكون فيها، فى الناحية دى أظن أن إحنا حققنا الشىء الكثير جدا فى التسعة عشر سنة اللى فاتونا، وحقوله دلوقتى: حققنا اللى نستطيع أن احنا نفخر بيه أمام العالم كله، وأمام الدول النامية، وبشهادة الأمم المتحدة، حققنا الشيء الرائع وهنا برضه ما ننساش جمال أبدا.

<5>