إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182 - 193"

حضراتكم على هذه المبادئ فيمكن للجنة المركزية بعد ذلك بعد تشكيلها بواسطتكم بانتخاب منكم أن تشكل منها لجنة علشان صياغة الدستور وعرضه بعد ذلك على الاستفتاء الشعبي بحيث يكون جاهز في أغسطس إن شاء الله.

         باجي بعد ذلك، الحقيقة بعد ما استعرضت الاتحاد وعملنا القاعدة الشعبية اللى هى جبهتنا الداخلية أساسا واللى هى مستهدفة من عدونا. وبعد ما عرفنا أخطاءنا ايه اللى فاتت وازاى نصلحها فى المرحلة المقبلة، وبعد ما عرفنا أن فيه برنامج عمل كامل لنا فى المرحلة المقبلة وكل هذا أساسه والمنطلق له، هى المعركة، والمنطلق الأساسي إن احنا من هذه المعركة لا بد أن نبنى الدولة الحديثة اللى لاتقف أبدا ولاتقهر أبدا بإذن الله.

العمل العربى

         باجى للنقطة الثالثة وهى " العمل العربى " وحقيقة كان أمر مؤسف.. الوضع العربى النهارده وانا باستعرضه أمامكم.. ايه الوضع اللى إحنا فيه ؟ الجبهة الشرقية زى انا ما قلت أمام المؤتمر الفلسطينى ما قامتش أبدا.. لم يكتب لها أن تقوم منذ أن أطلق اسم الجبهة الشرقية.. فيه جبهة شمالية اللى هي سوريا ودى فيه بيننا وبينها اتفاق ودخلنا مع بعض زى ما انتم عارفين فى اتحاد الجمهوريات.

         أما الجبهة الشرقية اللى كان مفروض انها الأردن، والعراق والمقاومة الفلسطينية فلم يكتب لها أبدا فى يوم من الأيام انها تقوم.. تفكك كامل فى الجبهة العربية.

         من ناحيتنا احنا وانتم شاعرين وشايفين انا بابذل كل ما استطيع علشان نلم نفسنا ونلم جبهتنا كعرب أمام عدونا، لأننا أمام عدونا، اللى هى الغزوة الصهيونية الشرسة، ما فيش تمييز بين دولة ودولة. أو دى ملكية ولا دى جمهورية، أمام اسرائيل كلنا عرب. ما فيش داعى.. خلونا نقف كلنا مع بعض بابذل المستحيل علشان نبدأ صفحة جديدة.. ولكن للأسف: التفكك قائم، لازال فينا يا عرب من هو غاوى الحرب بالكلام والاذاعات والشعارات.. الملك حسين بعت لى جواب امبارح وصل النهارده. وجبته معايا اهه.. مفهش حاجة والله احنا متعودين من أيام جمال بنحط شعبنا فى الصورة فى كل شيء.

         أنا مش عايز اتعرض لان برضه نفس اللهجة ونفس الطريقة بتاعة الكلام والمزايدات.. انما استوقفتنى حاجة غريبة قوى، جاى وهو بيشرح بيقول انه عايز يعيد توكيد الحقائق التالية.. بيقول ايه: ان الاردن لم يتخل عن اتفاقية القاهرة ولم يتنكر لها، ولا لما تبعها من اتفاق مع المقاومة الفلسطينية، على العكس من ذلك، فهو مؤمن كل الايمان بالركيزتين الاساسيتين لتلك الاتفاقية، سيادة الدولة وحرية العمل الفدائى، إيمانا تلقائيا وطبيعيا منه بقدسية حق شعبه فى مقاومة الاحتلال فى الارض المحتلة. أنا مش راضى أقرأ لكم الباقى لانه ما يساويش، أنا قريت دى. حيرنى. بيقول ان الاردن متمسك باتفاقية القاهرة وعمان، ورئيس وزراؤه من تلات أيام عامل مؤتمر صحفى رسمى، وأعلن فى العالم كله إن الاردن يرفض اتفاقية القاهرة وعمان.. أصدق مين ؟ ؟

         وبعدين برضه يهمنى تسمعوا، ويسمع الشعب، ويسمع الشعب العربى، والعالم العربى. والعالم كله القصة من أولها. الملك حسين وصل هنا فى ديسمبر الماضي واجتمعنا فى قصر القبة فى محادثات رسمية.. وفد مصرى برياستى.. ووفد اردنى برياسة الملك حسين.. والميكروفونات كانت على الترابيزة من فوق مش تحت. يعنى أصواتنا مسجلة بعلمنا.. ايه اللى دار فى هذا الاجتماع.. في هذا الوقت أنا كنت سحبت سفيرنا فى الاردن عقب ما اتعين وصفى التل رئيسا للوزارة. الملك حسين كان فى طريقه الى لندن وواشنطن وباريس.. فى المحادثات اتكلمنا في كل شيء. فى المقاومة الفلسطينية واتكلمنا في المستقبل، وكان رأيى اللى مسجل بالصوت وحقول ايه هو كمان اللى مسجل بصوته.

         وكان رأيى ان احنا مقبلين على مرحلة حاسمة في تاريخ الأمة العربية اللى هى سنة 71- واللى جاى لكم أنا بعدين حاتكلم عنها لما اتكلم عن الموقف الخارجى. وطلبت منه ان احنا نلم نفسنا كعرب، وان الجبهة الشرقية عنده اللى هى بتكون منه ومن المقاومة الفلسطينية ومن العراق يلموا انفسهم تحت قيادته.. قال العراق مش عايز قيادتي.. قلت له هى حره بنبذل معاها مجهود، لكن هي حرة، انت والمقاومة. والجيش الاردنى يكون على الخط، قال لى طيب انت سحبت سفيرك.. قلت له نتعاون سوا.. قال أنا مستعد.. طيب ايه رايك فى المقاومة؟

         قال رأيى إن فيه عناصر طيبة فى المقاومة. ولابد أن نعطى الفرصة لكى يكون العمل الفدائى والمقاومة الفلسطينية حقيقية فى المعركة بتاعتنا. قلت له: عداك العيب.. أنا معاك فى هذا. أكثر من هذا قلت له أنا أعلم أن فى المقاومة الفلسطينية عناصر عميلة ومنحرفة. وانا مستعد. أنت يمكن تتحرج، لا. انا عندى من الشجاعة إنى أقول فى القاهرة هنا، وأعلن للعالم العربى تجريد هذه العناصر المنحرفة من المقاومة الفلسطينية وأقف معاك في هذا.

         الجبهة الشعبية بالذات اللى راحت احتلت سفارتنا فى ستوكهولم من ثلاث أيام، قال سفارتنا إحنا والسعودية وتونس عشان احنا ضد المقاومة الفلسطينية عملية عملاء. قلت له أنا فى ديسمبر الكلام ده- قلت له انا مستعد أعلن من هنا بأعلى صوتى، أنا عندى الشجاعة احرجهم أمام العالم العربى كله بس أدى العناصر الطيبة فرصة تشتغل وبالذات أنا بأقصد فتح.. قال لى: خلاص موافق، طيب ازاى نبدأ ؟ قال لى: رجع سفيرك تانى قلت له: يومين اثنين وفى الثالث سفيرى حيكون عندك برغم انى أعرف من هو رئيس وزراؤه وصفى التل.

         وفعلا سافر هو إلى لندن، بعت سفيرنا رجع تانى في ثالث يوم بالظبط زى ما قلت على أساس ان احنا بنتعاون سوا  لاعطاء

<8>