إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182 - 193"

         فرصة للعناصر الفدائية النظيفة اللي هي زي فتح أنها تاخذ وضعها وننظف العمل الفدائي ونحرم العناصر العميلة والعناصر المشبوهة من العمل الفدائي.

         طيب راح سفيرنا بمجرد ما سافر الملك حسين للندن ثم واشنطن ثم باريس، لقيت حاجة غريبة.. خطة ماشية بخطوات لتصفية العمل الفدائى، بدل ما كان فى سبتمبر أيام جمال الله يرحمه ما كان عايش خبطة واحدة لا.. وصفى التل بيعملها حتة بحتة. لكن خطة ماشية خطوة بخطوة للقضاء على العمل الفدائي.

         لأول مرة بأعلن أمامكم. وبأعلن أمام العالم وأمام الدنيا كلها، إني بعت للملك حسين فى لندن وبعت له فى واشنطن، وبعت له في باريس، أن يا أخ حسين. الحق الوضع بيتدهور. حتى أكثر من هذا تقرير جاني من لجنة المتابعة بتاعة الباهى الأدغم وجاى لى أنا بصفة شخصية بعته له كما هو أنه أنا باثق فيك يا أخ حسين. الموقف متدهور والناس اللى هو سايبهم في الاردن: أخوه ورئيس الوزارة ماشيين فى عملية قضاء كامل على الفدائيين، بعت له وهو فى لندن، وهو فى واشنطن، وهو فى باريس. ورد على، الكلام ده بأعلنه لأول مرة أمامكم وأمام الشعب وأمام العرب كلهم، يعنى لو أنا عايز اهاجمه. أو لو أنا عايز اتجنى عليه. زى ما بيقول فى جوابه هنا كنت فضحته من زمان. لكن أنا باقول أنا مش عايز افتح مشاكل مع حد، أنا عايز ألم الدنيا وعايزين نشوف معركتنا مع عدونا. بعت له.. لحقته.. مافيش فايدة.. فى النهاية بعت الجواب بتاعه اللى بعته من لندن لوصفى التل وأخوه يقول لهم: لا تدخل.. وانه الاردن.. والاردن.. والكلام ده.. وجواب أقل ما يقال فيه إنه عديم اللياقة، وعديم الذوق.. لأن ده أنا بابعت لك سرا يا أخى. ده أنا ما اذعتش إن أنا بابعت له إلا امامكم دلوقتى.. الله طب لو أنا عايز احرجك.. انا ما احرجتكش، وأعلنت كل يوم أن أنا بعت برقية وقلت كذا وزنقتك.. لأ أبدا ده أنا بابعت لك على أساس أن أنا عندى امل.. قام بعت لاخوه وانه لا تدخل فى الاردن.. ولا.. ولا.. ولا.. وبرضه فى البرقية دى بعت لى يقول لا تدخل.. وبعدين يقول لى.. ان الاردن بيعترف باتفاقية القاهرة وعمان. طيب أصدقك والا أصدق رئيس وزارتك اللى بيعمل كل حاجة..

         أنا فى المناسبة دى لازم أنوه بموقف الملك فيصل.. الملك فيصل أعلن أنه متمسك باتفاقية القاهرة وعمان اللى وقعها الملوك والرؤساء العرب.. الحقيقة. موقف الملك فيصل موقف رجل حريص على المصلحة العربية.

         الملك حسين بيغالط.. أنا بارد على الملك حسين رد بسيط أمامكم بعد ما كشفت كل هذه المعلومات أنا مش مستعد أصدقه عليه أنه يتحمل مسئولية اللى بيجرى.. الجرائم اللى جرت في الاردن.. المجازر اللى جرت ضد الفدائيين.. التوقيع وقعه بين جيشه وبين الفدائيين.. التوقيع اللى وقعه بين شعبه فى الاردن وبين الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية.. تصفية المقاومة الفلسطينية.

         الملك حسين النهارده بيتباهى أن عنده الفين وتسعمائة فى المعتقل من المقاومة الفلسطينية. وأنه فيه كذا واحد لجأوا لاسرائيل من المقاومة هربا منه.. أنا باحط كل هذه الحقائق أمام العالم العربى علشان يحكم على الملك حسين.. وأنا مش عايز أوصفه بالوصف اللى يستحقه.. أنا لسانى أعف من انى أقول هذا الوصف أنا باسيبه للأمة العربية. لشعبه.. لكن عايز أقول له حاجة أمامكم وأمام الأمة العربية.. وأمام أمريكا.. حسين لن يزيد على حجمه.. حتى لو كانت وراءه أمريكا حيفضل فى حجمه.. مصر هى مصر.. وحجم مصر هو حجم مصر، حتى ولو كنا، فى معركة، حجمنا هو هو.. معروف لامريكا ولغير أمريكا.. اللى وراء حسين، حجمنا هو هو.. لن نفرط أبدا فى حقوق شعب فلسطين اطلاقا ولن نساوم عليها.

         بعد كده.. الموقف العربى حاولت أحكيه فى اللجنة المركزية.. سمعتم من المدعى العام امبارح القصة.. ما سمعتوش القصة كلها.. أنا الحقيقة لما رحت اللجنة المركزية حاولت احكى لهم.. اللجنة المركزية المفروض تكون هى اللى بتحط المسائل الرئيسية.. فعدت احكى لهم إن العالم النهارده عالم الكيانات الكبيرة.. ما عدش شعوب صغيرة تقدر تعيش النهارده.

         النهارده ايه.. الولايات المتحدة مائتين وكذا مليون.. روسيا.. الاتحاد السوفيتي مائتين وكذا مليون ومعه مجموعة من الدول .. أمريكا أيضا معاها مجموعة.. جت أوروبا لقت نفسها أمام أمريكا حاتنضر راحوا عاملين السوق الاوروبية المشتركة تمهيدا علشان تكون تكتل سياسى يقدر يقف أمام أمريكا.. ودخلت فيه انجلترا.. ماعدش العالم بتاع الكيانات الصغيرة، طيب احنا هنا فى الأمة العربية أحوج مانكون اننا نتحد مع بعضنا.. بس بالصيغة اللى نتعلم فيها من التجربة اللى فاتت بتاعتنا في سوريا.. ان كل دولة بيبقى لها مقوماتها كاملة.. وبعدين بعد ذلك علشان ما نعملش حساسيات.. كلنا بيجمعنا من فوق مجلس رياسة وبنسق سياستنا والمسألة ما عدتش مسألة أنها مصير وانها لغة واحدة.. وانها تاريخ واحد.. ومصير واحد.. لا ده فيه ما هو اكثر من هذا.. ده فيه إسرائيل.. إسرائيل اللى فى قلب المنطقة، واللى إن ماكناش نتكتل ككيان واحد لن نستطيع أبدا أن احنا نواجه الهجمة الشرسة بتاعة الصهيونية.. صلاح الدين قعد 80 سنة على ما خلص المنطقة من الصليبين، وقبلهم التتار.. درس خدناه سواء من التتار أو من صلاح الدين لازم مصر وسوريا كانوا بيبقوا سوا ويتبقى فيه وحدة عربية.. من غير ديه ما كانش العرب بينتصروا..

         رحت اشرح ده فى اللجنة المركزية ولا من مجيب. ما حدش كان واخد باله، كلهم كانوا مستنيين يشوفوا إيه الاصوات علشان المجموعة إياها مرتبين العملية.. طيب النهارده زى ما بحكى لكم العالم ماعدش عالم الكيانات الصغيرة، لازم كيانات كبيرة بتقف علشان تعيش سوا للدفاع عن نفسها.. سوا اقتصاديا على أى صورة من الصور.. الكيانات الصغيرة ما تقدرش تعيش، وآديكم شايفين أمريكا بجلالة قدرها، رايحة للصين النهارده.. احنا بنرحب بهذا.. بنرحب بهذه الخطوة وبندعي الله انها بس ما  تكونش عملية انتخابية وما تكونش للدعاية الانتخابية.. ليه؟.. لأن ديه اذا صحت تكون لسلام العالم.. احنا عايزين سلام العالم.. احنا مع السلام .. لكن حتى أمريكا رايحة للصين !!

<9>