إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول إعادة تنظيم الدولة وأزمة الشرق الأوسط، في 16 سبتمبر 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 208 - 215"

أبو زعبل.. تجاوزنا الغاره اللى على مدرسة بحر البقر اللى على أطفالنا الصغيرين اللى ماتوا بنابالم أمريكا، وطيارات فانتوم أمريكاني، وطيارين نصهم أمريكانى ونصهم اسرائيليين .. تجاوزنا عن كل هذا، وقلنا نبدأ صفحة جديدة، واحنا عايزين السلام .. لكن آدى النتيجة.. حتى موقف ساعى البوستة اللى كانت أمريكا مشمئزة وعاوزة تبطله تقهقرت عنه.. ايه السر اللى ورا هذا؟ طبعا حيبان، لأنه اللى كان بين ايدن وجى موليه وبن جوريون جه الوقت اللى ظهر فيه، لابد ان اللى بين أمريكا واسرائيل حيبان فى يوم من الأيام، لابد الحقائق حتبان. التآمر حيبان، لابد المهزلة اللى نبص نلاقيها ان امريكا تستأذن اسرائيل أنها تبعت سيسكو، تقوم اسرائيل تقول لها حافكر اقبل والا لأ قدام العالم كله.. وامريكا دولة عظمى، وامريكا بتبعت لاسرائيل من رغيف العيش إلى الطيارة الفانتوم. بدون أمريكا لا تستطيع اسرائيل انها تعيش شهرين.. حاجات كثير قوي، يعنى تجاوزنا عنها وقلنا بنتكلم فى السلام، لكن للأسف ده موقف امريكا.. وانا بضعه أمام العالم كله، امام شعبنا أولا، وأمام أمتنا العربية، وأمام العالم، وأمام المجتمعات الدولية كلها، علشان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والسكرتير العام ويارنج ياخدوا مسئولياتهم..

سنة 71 سنة الحسم

         أنا حددت فى حديث لى سابق وباستمرار ان سنة 71 سنة الحسم ان قتالا أو سلما.. وحددت هذا من واقع مصلحة القضية، مش أبدا لأننا احنا متحاملين على حد، أو لأن احنا صبرنا نفسنا وبس، لا، من واقع الدراسة الكاملة لمصلحة هذا الوطن ومصلحة القضية. مش المفروض أبدا ان احنا نسيب قضيتنا النهاردة زى ما أمريكا واسرائيل عايزين نقعد فى الأمم المتحدة عشرين سنة، وبعدين زى برلين أو زي حدود الأودر- نيس تبقى أمر واقع وخلاص، على شط القناة هما قاعدين وانتهت العملية، وكلام الاسرائيليين كده، وانا ما بيهمنيش كثير كلام الاسرائيليين، انما انا بيهمنى- فى المقام الأول- ان امريكا كدولة كبرى تحدد موقفها.. وكان عندى أمل كبير جدا ان الرئيس نيكسون حيحافظ على كلمته الى بعتها.

         سنة 71 سنة حاسمة ان سلما أو قتالا.. قضية لا تحتمل التأجيل.. احنا جهزنا البيت من الداخل عندنا ولابد ان نبدأ فى التجهيز.. في تجهيز نفسنا لمواجهة مسئوليات المرحلة اللى جاية، وهنا لازم أقول لكم ان كل شيء متوقف علينا احنا، المعركة دى معركتنا احنا، لا هى معركة امريكا، ولا هى معركة الاتحاد السوفييتى، ولا معركة اى حد تانى.. دى معركتنا احنا، متعلقة بارادتنا احنا، وبتصميمنا احنا.. علشان كده لازم نعد نفسنا من الآن لمواجهة القرار الذى تتطلبه المرحلة اللى جاية، والحسم اللى تتطلبه المرحلة اللى جاية..

إرادة واحدة.. وجبهة داخلية واحدة

         وما دامت ارادتنا واحدة. وما دامت جبهتنا الداخلية جبهة واحدة، يبقى مفيش سلاح  فى العالم بيقهر إرادة الشعوب.. وأكبر مثل عندنا فيتنام.. كل ترسانة أمريكا من الأسلحة الحديثة والأليكترونية، وكل الأسلحة بتشتغل في فيتنام ما قدرتش تقهر ارادة شعب له إرادة، وله وحدة وطنية ومتحد، وله هدف واحد..

         احنا الحمد لله بعد ما خلصنا بيتنا ووحدتنا الوطنية القوية، هدفنا واحد، ارادتنا واحدة، ما نخافش ابدا، حاندفع ثمن غالى..

العمق بالعمق.. والنابالم بالنابالم

         لكن بالمناسبة دى على أمريكا انها تعرف ان اسرائيل روخرة حاتدفع ثمن غالى لما بقول أنا: العمق بالعمق، والنابالم بالنابالم، العين بالعين، والسن بالسن.. أنا بقصد ما أقوله تماما..

         وإذا كنت باقول اني مستعد اضحى بمليون علشان استقلالى، وعلشان تحرير أرضى، تبقى امريكا لازم تقول " للدلاليع " بتوعها في اسرائيل انهم يكونوا جاهزين كمان يضحوا بمليون هم كمان، لأن أنا مش حضحى بمليون من عندى بدون مليون من هناك.. ابدا.. مهما كلفتنى..

         ده كان الموقف عن المعركة، لأن انا باعتبر الموقف عن المعركة هو الأساس، وهو اللى احنا بنبنى البنا عشانه، وهو اللى احنا بنغير وبنعيد تنظيم نفسنا عشانه..

         استعادة التنظيم سهلة جدا.. وحقولها فى كلمات بسيطة جدا:

الدستور الدائم هو المنطلق الأول

         احنا بعد ما عملنا الدستور الدائم بتاعنا كان لابد أن يكون الدستور الدائم هو المنطلق الأول لاعادة التنظيم، ليه؟.. لأن زى ما ورد في مقدمة الدستور: الفرد فى بلادنا هو القوة.. من قوة كل فرد فينا حتكون قوة الوطن كلها مجتمعة.. ومن قوة وطننا مجتمعة ووحدتنا الوطنية حننتصر بعون الله زى ما قلت لكم، وزى ما بيجرا فى فيتنام النهاردة، رغم كل أنواع الأسلحة الجديدة. فكان المنطلق الأول هو الدستور الدائم، والحمد لله انجزنا الدستور الدائم على صورة من أروع ما يكون.

الوزارة الجديدة

         بتيجى شوية مبادئ فى إعادة التنظيم.. اعادة التنظيم لو حبيت اشرحها لازم أكلمكم عن الدوسيه ده هو كله.. الدوسيه ده هو كله يعنى المكن أتكلم فيه ساعتين لكن الدوسيه حابعته بعد ما درسته مع رئيس الوزراء، ومع اخواننا كلهم، حابعته مجلس الوزراء الجديد، لانه فيه كل شيء، وفيه القرارات، وفيه كل شيء جاهز علشان الوزارة الجديدة اللى هى حتقوم بعملية التنفيذ،

<5>