إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

التطورات بسرعة خيالية. أي نكون قد حققنا الاتصال بين حركة الأجيال، وبذلك يكون نضالنا قد تعزز بقوة الاستمرار الذي يربط التراث بالنضال وبالرؤية المستقبلية الباهرة.

       ولعلي أمامكم هنا أن أضيف أمرين اتخذت في كل منهما قراراً أرجو أن توافقوني عليه.

القرار الأول، أن نعيد إقامة منظمة الشباب على أساس جديد، ومن قوة الدفع البناء الذي ولدته حركة الشباب المصري طول تاريخها البعيد والقريب.

       وأريد أن أكلف الدكتور كمال أبو المجد، وهو من أقرب خبرائنا السياسيين اتصالاً بمشاكل ومطامح الشباب، بهذه المسئولية.

أما القرار الثاني، فهو إنني طلبت إلى النائب العام أن يفرج فوراً عن كل الطلبة الذين ما زالوا محتجزين للتحقيق في بعض ما لحق بحركة الشباب الأخيرة. ولقد كان باقياً من هؤلاء قرابة الثلاثين. وقد طلبت الإفراج عنهم جميعاً بدون استثناء واحد، على أن يحول التحقيق كله برمته وأوراقه وبما توفر من معلومات به إلى الجامعات، تتولى عن طريق المجالس التأديبية بحثه. وعندما يثبت في هذا الإطار الجامعي أن هناك في التحقيقات ما يمكن أن يختص به القضاء، فإنه يمكن وقتها وليس في هذا الوقت أن تكون المساءلة القانونية.

       وإذا كان لي أن أضيف شيئاً آخر، فهو أن أقول أمامكم وأمام شعبنا إنني واثق في شبابنا، لأنني واثق في مستقبل شعبنا. وإذا فقدت الثقة في الشباب، فمعنى ذلك أن أفقد الثقة في المستقبل. وذلك ما أرفضه رفضاً باتاً وقاطعاً، لأن إيماني بمصر وقدرها ومستقبلها لا يلحقه ظل من شك. وأجدني في هذا أعمم الحكم فأقول إن أي شعب يفقد إيمانه بشبابه سوف يصبح شعباً لا عزة له. شعباً آثر التوقف ليس عن التقدم فحسب، بل عن مسيرة الحياة كلها.

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي

       لقد كان علي في ذلك الوقت أن أجمع الخطوط الرئيسية في موقفنا النضالي، وأن أتحرك بعد إعادة ترتيب البيت في الداخل إلى جهود أخرى خارج حدود الوطن.

       وفي هذا الإطار ومن أجل هذا القصد كانت زيارتي للاتحاد السوفيتي في اليوم الثاني من هذا الشهر، ولقائي بالإخوة والأصدقاء قادته لمحادثات واسعة ومعمقة حول تقديراتنا الجديدة للظروف

<10>