إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

المتغيرة. ولست أريد أن أدخل في تفصيلات ليس هذا مكانها. وإنما سيكون مكانها في الجلسة السرية غداً إن شاء الله حول محادثات موسكو. ولكنني أريد أن أشير أمامكم هنا إلى عدة نقاط.

أولاً: إن الصداقة العربية السوفيتية قاعدة من أصلب القواعد التي يتحتم أن نخوض من فوقها نضالنا. هذه القاعدة ليست ضرورية للمعركة فحسب، بل إنها ضرورية أيضاً لما بعد المعركة.

        ولقد كان من هنا إصرارنا دائماً على أن صداقتنا مع الاتحاد السوفيتي ليست مرحلية ولكنها استراتيجية ثابتة.

ثانياً: إن ما بيننا وبين الاتحاد السوفيتي ليس مصلحة فحسب، ولكنه شيء أكبر قيمة من المصلحة، وهو المبدأ من حيث العداء للاستعمار ومقاومته. ومن حيث رفض الأسلوب الرأسمالي للتطور، ومن حيث الإيمان بأن الحرية لاتتجزأ وأن الرخاء لايتجزأ وبالتالي فإن حركة التحرر الوطني جزء أصيل من حركة الثورة العالمية سياسيا واجتماعياً.

ثالثاً: إن محادثاتي مع القادة السوفيت حققت نجاحاً كبيراً ساعد عليه الفهم المشترك للمواقف والتحليل المشترك لمعنى التطورات.

        ولقد عدت من موسكو إلى دمشق ثم إلى بنغازي لمحادثات مع الرئيسين حافظ الأسد ومعمر القذافي. وكان ذلك ضرورياً لأن القاعدة الفعلية للمعركة والتحقيق العملي لآمالنا قبلها، وآمالنا بعدها يتجسد كله في هذه المرحلة في دولة الاتحاد. فسوريا، هي قلب الحركة العربية، كما أنها أرض الجبهة الشمالية. وثورة ليبيا هي العمق الكبير وراء الجبهة المصرية، كما أنها أهم المواقع الثورية العربية وأكثرها حيوية وشباباً.

        إلى جانب هاتين الخطوتين، محادثات موسكو والمحادثات في إطار دولة الاتحاد، فإن جهودنا كانت واصلة إلى أبعاد أخرى.

        لقد توقفت في بريوني لحديث هام مع الرئيس تيتو الذي كان هو وعبد الناصر ونهرو قادة تيار وسياسة اللاانحياز والسلام القائم على العدل لكل الشعوب. إن هناك اتصالات دائرة بيننا وبين عواصم عربية عديدة عزيزة علينا نقصد بها إضافة كل طاقة يمكن إضافتها للمعركة.

<11>