إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

        إننا على تشاور مستمر مع المقاومة الفلسطينية. إننا نولي اهتماماً كبيراً بأوروبا الغربية. ونعتقد بحيوية دورها في معركة تمس الشرق الأوسط وتؤثر على البحر الأبيض بكل ما لها من أهمية سياسية واقتصادية واستراتيجية وحضارية.

        إننا نسعى إلى تحقيق أثر إيجابي نتيجة للجهد الذي بذلته منظمة الوحدة الأفريقية. إننا في إيماننا بدور الأمم المتحدة، لم نتخل عن التزاماتنا الدولية التي قبلناها بإرادة حرة.

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي

        إننا في ذلك كله نصدر عن التزام عالمي وإنساني بقوة القانون. ونحن لا نستطيع أن نطالع الدنيا بأننا لا نريد قوة القانون، وإننا تحولنا فجأة إلى قانون القوة كما يفعل غيرنا. إننا نهزم أنفسنا بأنفسنا إذا قلنا بقانون القوة بدلا من قوة القانون.

        ولابد أن يستقر في وعينا جميعاً أن عملنا بالسلاح واستعدادنا للمعركة وقرارنا بدخولها هو تعزيز لقوة القانون، وليس تخلياً عنه إلى قانون القوة. إن العالم لم يصبح غابة، ويجب أن نحول دون ذلك بكل جهودنا. ولقد نتذكر إننا إذا سمحنا بتحويل العالم إلى غابة، فإننا قد لا نكون في هذه الغابة أقوى الوحوش. ولهذا فإن قوة القانون هي السلاح، والقانون لا يجب أن يكون أعزل من السلاح، وإلا تحولت الدنيا بالفعل إلى غابة.

        ومن ثم فإن قرارنا بحمل السلاح دفاعاً عن الحق، دفاعاً عن القانون هو نضال إنساني شريف لا تقتصر أهميته على حدودنا فقط، ولكنه يتعدى هذه الحدود ويتخذ من ذلك قيمة عالمية.

        إننا نحمل السلاح وسوف نحمل المزيد من السلاح. ولقد قاتلنا وأمامنا قتال شديد، ولكن سلاحنا وقتالنا ليس سلاح وقتال العدوان وإنما هو سلاح وقتال الحق والحرية.

        ويتحتم أن نكون مع القيم الإنسانية والحضارية في نضالها، لكي تكون القيم الإنسانية والحضارية معنا في نضالنا.

        ولا يجب في هذا الصدد أن يخدعنا كسب سريع يحصل عليه غيرنا بالسلب والغصب، ذلك لأن التاريخ طويل ولقد أثبتت تجربته أن الجريمة لا تفيد وإلا فأين ذهب الطغاة منذ بداية التاريخ إلى نهاية هتلر.

<12>