إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

        وكان بين اعتباراتنا ما يلي:

  • إن موازين القوى في شبه القارة الهندية، وحيث لنا صداقات مبدئية مع الهند وصلات روحية مع الباكستان. هذه الموازين قد اختلفت.
  • إن الاتحاد السوفيتي وهو الطرف المناصر لنضالنا في الشرق الأوسط كان مستغرقاً في صراع شبه القارة الهندية.
  • إن العالم لا يستطيع أن يتحمل أزمتين ساخنتين في الوقت. وإذا كان لإحداها أن تطغى على الأخرى، فإن حجم الصراع في شبه القارة الهندية سوف ينتزع كثيراً من دفة الصراع في الشرق الأوسط.
  • إن الولايات المتحدة الأمريكية، كما تظهر ذلك وثائق سرية نشرت في واشنطن وكشفت طرفاً من مداولات مجلس الأمن القومي الأمريكي وأجهزته، اعتبرت ما حدث في شبه القارة الهندية هزيمة لها. ومن ثم فإنها كانت على استعداد للاندفاع بطريقة أكثر حمقاً في منطقة أخرى.

الأمر الثالث: فيما أعرضه عليكم من حقائق، أنه قد حدث شيء مما توقعنا بالفعل حدوثه متمثلاً في إعلان الرئيس الأمريكي عن صفقة فانتوم وسكاي هوك جديدة لإسرائيل أضافت إلى السلاح الجوي للعدو، وهو أداته الرئيسية في الصراع  القادم، ما يساوي ثلث قوات هذا السلاح.

        وبصرف النظر عن القوة المضافة إلى العدو، فلقد كان ما هو أخطر منها هو الإحساس الأمريكي بالهزيمة في شبه القارة الهندية، ومن ثم الاستعداد للتهور والحماقة. كانت قوة النيران الجديدة لدى العدو تحتاج إلى إضافات أخرى لأوضاع استعدادنا نحن. بالحسابات. وكان المزاج الأمريكي السائد بعد هزيمة شبه القارة الهندية مزاجاً يستدعي إضافة من الحذر. وأرجو أن يكون واضحاً أمام حضراتكم أن الحذر شيء والتردد شيء آخر.

        كان متوقعاً إذن الإضافة إلى أوضاع استعدادنا، وليس قبول منطق الإرهاب. وكان موقفنا هو الحذر وليس التردد. لقد كنا نعلم ولابد أن يستقر ذلك العلم في تفكيرنا وضميرنا، إننا سوف نواجه  وإننا في المواجهة سوف ندفع الكثير. ولكن الواجب علينا أيضاً ونحن نعلم ذلك ونعلمه لأنفسنا، أن نكون مصممين على أن يدفع العدو بدوره كثيراً.

<5>