إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي

        كل هذه الاعتبارات فرضت علينا إعادة الحساب. ولكنها لم تفرض علينا، ولا يمكن أن تفرض علينا العدول عن الهدف. إننا وجدنا أنفسنا مطالبين بدورة على الطريق لتوفير قسط أكبر من الضمان والأمان لوصولنا إلى هدفنا. ولم نقرر أبداً الخروج عن طريقنا.

        إن طريقنا بالنضال حتمي، بل انه ليس لنا طريق غيره، وإلا رضينا بالاستسلام، وهذا ما رفضناه في أحلك الظروف وأصعب الأوقات. إن أي تهاون أو تقصير لا يعني إننا نقامر بحقنا المشروع في الأرض والحرية الآن، ولكن معناه أيضاً أننا نقامر، بل ونضيع تماماً حقنا في الأمل والمستقبل. لأن هذه الأمة لن تقوم لها قائمة إذا رضيت بما هو أقل مما صممت عليه.

        وأنتم تعرفون أهدافنا التي صممنا عليها لهذه المرحلة وتلخيصها في هدفين:

  • إزالة آثار العدوان على كل الأرض العربية المحتلة بعد 5 يونيه سنة 1967.
  • والثاني عدم المساس بالحقوق التاريخية والمصيرية لشعب فلسطين. لأننا لانملك هذه الحقوق في مصر. بل إن هذا الجيل العربي كله على مستوى الأمة العربية بأسرها لا يملك ولايحق له التنازل أو المساومة على شيء منها.

        لقد كان عهدنا جميعاً قاطعاً حول هذه الأهداف. وكان عهدنا عليها بالحساب وليس بالمقامرة. وبالقبول الجسور للخطر وليس بالتهور اللامسؤول حيث تجرنا الانفعالات.

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي

        في ذلك الوقت وأمام هذه المتغيرات، كانت هنا أولويات لابد أن نواجهها.

        ولقد تحملت ما فرضته الأقدار عليّ من مسئوليات وتوكلت على الله وباشرت بمواجهة ما رأيته ضرورياً.

        كان علينا أولاً أن نبدأ بترتيب البيت. وهكذا فإنني أخذت إلى موقع المسئولية الرئيسية في التوجيه السياسي والدولي صديقي الدكتور محمود فوزي. وفي نفس الوقت فإنني كلفت الدكتور عزيز صدقي وهو واحد من أكفأ الذين حملوا مسئولية الإنجازات العظيمة لثورة 23 يوليه. بتشكيل الوزارة. وكان طلبي من الوزارة محدداً بما يلي:

<7>