إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي

        فى ذلك الظرف وماحمل بالنسبة لنا من متغيرات وما اتخذنا على أساس ذلك من تغييرات، راح شباب مصر يعبر عن نفسه. وبادئ ذي بدء فإنني أريدكم أن تعرفوا أن حركة الشباب المصري في التعبير عن نفسه لم تكن بعيدة عن الجو العام الذي وصفته لكم قبل قليل، أي كحالة من نفاذ الصبر.

        ولقد كان منطقياً أن يظهر نفاذ الصبر أول ما يظهر لدى الشباب، وهو بطبيعته حركة نحو المستقبل. كما أنه بالطبيعة أيضاً حركة نشيطة بالحيوية تتعجل ولا تتمهل، وذلك مفهوم. ويجب أن نعترف لأنفسنا أن بعض ما أحاط بحركة الشباب كان يمكن تفاديه، ذلك لأن أعداء الوطن والخائفين من تطوره التاريخي ودوره القائد في المنطقة العربية كلها كانوا على استعداد لاستغلاله، وبعض من هذا حدث بالفعل للأسف. كانت هناك أخطاء ألصقت نفسها بحركة الشباب. وكان هناك أعداء حاولوا أن يستغلوا حركة الشباب. ولم يكن لصدورنا أن تضيق. لقد انتظرت عليهم سبعة أيام كاملة. فلقد كان علينا أن نوازن بين الآثار الإيجابية لهذه الحركة وبين ما يمكن أن يصاحب ذلك من آثار سلبية.

        وكان الجانب الإيجابي أكبر وأوسع. ولذلك فقد تركنا الأمور تسير ما دام الأمر في نطاق التعبير وفي حلقة الحوار. ثم جاءت لحظة وجدت فيها أن الأخطاء قد تزيد وأن الاستغلال الخارجى قد تجاوز حده. ومن ثم فقد اتخذت القرار بفض الاعتصام في بعض كليات الجامعة، ولم يكن ذلك قراراً أرضاه بسرور.

        وأريد على هذا المستوى العالمي من السلطة الشعبية أن تعرفوا موقفي بكل وضوح. إنني لا أريد احتواء حركة الشباب، ولا أريد عزل حركة الشباب، ولا أريد ضرب حركة الشباب. وفي يقيني أن مثل ذلك خسارة لقوى النضال الوطني، بل هو خسارة للقوى الصانعة للمستقبل.

        ولكنني رأيت ومازلت أرى أن مبادرة الشباب إلى الاهتمام العام مطلب من مطالب الثورة والمعركة وما بعد المعركة. على أن يكون ذلك من خلال المؤسسات وليس خارج المؤسسات.

        ولقد أدرنا في الأسبوعين الأخيرين حواراً مكثفاً شاركت فيه اتحادات طلاب الجامعات، وكتل ضخمة من الشباب. وكان قصدنا أن نعطي للأمل محصلة التجربة، وإذا نجحنا في ذلك - وأدعو الله أن ننجح - فإننا نكون قد حققنا حلماً عظيماً تتمناه كل الشعوب في هذا العصر، الذي تتلاحق فيه

<9>