إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني لعام 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 84 - 89"

بيقف روجرز وزير خارجية امريكا في يوم اول يناير 72 ويقول: سنعطى اسرائيل فانتوم برغم اننا نعلم متفوقة.. بعدها بأسبوع يقولوا دا  في نوفمبر اللي فات اتفقنا على قيام صناعة فى اسرائيل تصنع الفانتوم، والأسلحة الأمريكية داخل اسرائيل.. بعدها بأسبوع يطلع تانى يقولوا: زوارق جديدة حانديها لاسرائيل عشان تحمى مداخل ايلات فى البحر الأحمر. بعدها بأسبوعين تيجى اسرائيل جايبه المراسلين الأجانب وتفرجهم فى سينا على دبابة امريكية م. م 60 وعلى مدفع جديد 175 وعلى طيارة ف 130 اللى وخداها من امريكا على انها بتورى ان ما حدش يقدر يزحزحها من سيناء، اتفضلوا الأسلحة الجديدة اهه.. عمر اسرائيل ما عملت حاجة.. بنلاحظ انها حملة تصعيد ماشية ورا بعضها.. تشكيك...

         في أول يناير الفانتوم.. بعدها بأسبوع تصنيع الفانتوم والأسلحة المتقدمة.. بعدها بأسبوع الزوارق.. بعدها بأسبوعين بتعلن اسرائيل عن الأسلحة وتاخذ المراسلين الأجانب.

         فى نفس الوقت على الأمة العربية وعلى جبهتنا كلها وبالذات تركيز على مصر ان يا عرب ريحوا نفسكم، ايأسوا، مش حاتقدروا تحاربوا اسرائيل تانى، وما فيش حرب ثانية، واحنا ادينا اهه، وبندى اسرائيل اهه فانتوم.. الاتحاد السوفيتى اداكم ايه؟ وعامل معاكم ايه؟ ومشيت الحملة للاسف في العالم العربى.. للأسف حملة اليأس فى الوقت اللى ايام الحرب الصليبية الأمة العربية قعدت تمانين سنة ما يئستش لغاية ما طردت الصليبيين. النهاردة بييأسم وكان قمة العمل بتاعهم مشروع الملك حسين اللى دفعوا بيه وخلوه فى امريكا هناك يتطوع علشان يقول ما حدش يقدر يحارب اسرائيل ولا قبل للعرب في اسرائيل.. ولا.. ولا.. الكلام اللى قالوه واللى اتنشر فى الجرائد ده كله عشان يزودوا الحملة النفسية.

لن نيأس ابدا

         انا عايز أقول لهم احنا بقى لنا 5 سنين ما يئسناش، ومش حانيأس ابدا ان شاء الله، وعايز اقول لهم حاجة تانية: كلكم قرأتم الجرائد. ان البيان المصرى - السوفييتي اللى أعلن عن الزيارة بتاعتى بتاعة امبارح، وأول امبارح، وأول أول هناك، وعرفتوا ان الدنيا مقلوبة فى اسرائيل وطالبين عقد برلمانهم ومناقشة البيان.. أوروبا بتتكلم.. امريكا بتتكلم عن لهجة البيان.. انا مش حاتكلم كتير.. انما حاقول الآتى:

         فى معركتنا اللى جاية ما بيكفنيش تحرير الأرض، لابد غرور اسرائيل اللى بقاله 23 سنة، والعربدة، ده كله لازم يقف، يكون له حد، ولازم - زى ما قلت لهم - انا مستعد بمليون..  مستعد ادفع تمن هذه المعركة مليون.. بس عليهم همه كمان يجهزوا نفسهم بمليون جوه عندهم واكثر كمان.

نحن والسلام الحقيقى.

ايها الإخوة:

         من هنا سوف ننتقل إلى السؤال الثانى:

         أين نحن؟ نحن وسط معركة من أجل السلام الحقيقى، معركة فرضت علينا بالإرهاب ولم نتراجع ولم نتردد، زى ما احنا شايفين فى المرحلة الأخرانية، وزى ما انتوا شايفين فى المرحلة الاخرانية.. امريكا عطلت قرار مجلس الأمن، امريكا عطلت اجتماعات الأربعة الكبار، عطلت مهمة يارنج، عطلت اجتماعات مجلس الأمن ذاته، واقفة بتعطل كل شيء زى البلطجى، وبتقول: يانا يا لا، يانا احل يا لا.. طيب ما حدش بيقبل حل امريكا، واذا كان ولابد، زى انا ما قلت، وانتشر فى الولايات المتحدة، اذا كان ولابد من حل امريكى طب ما يحلوا مشكلتهم فى فيتنام قبل ما يحلوا مشكلتى أنا. ما بنقبلش حل امريكى. عطلت ده كله امريكا. فى المبادرة اللى انا قدمتها وقلت انه المشكلة اذ ا كان حقيقى مطلوب السلام، طيب والله احنا عايزين السلام، بس حا نعمل امتحان. وبعثت للرئيس نيكسون نفس هذا النص: كلمة امتحان. قلت له انا بأعمل مبادرتى دى امتحان سلام نمتحن اسرائيل.. المرحلة الأولى داخل سينا. تعبر قواتنا المصرية فورا علشان تقوم بواجبها داخل سينا، بأدى فترة وقف اطلاق نار محدودة اذا بعدها ما انتهتش اسرائيل تبقى لقواتنا اللى عبرت الحق بأنها تكمل تحرير بلدها. موافقوش. تعرفوا خدوا الكلام ده عملوا منه ايه؟ قالوا: نفتح لك قناة السويس واليهود قاعدين فى الضفة الشرقية. طب انا مش عايز. ومين قال ان انا عايز افتحها وهمه قاعدين فى الضفة الشرقية؟! علشان يرتبوا حقوق لليهود، ما فيش فايدة. معركة القناة اللى حصلت 56 لسة فى اذهانهم، عايزين يرجعوا للقناة تانى. وبعدين ما فيش فايدة. امريكا نظامنا عقله فى زورها. طب احنا قلنا عايزين سلام، الأرض اللى محتلة فى سينا دى أرضى واللا أرض اسرائيل؟ دى أرضي انا. لأ.. لأ.. ما نقبل مفاوضة مباشرة.. مفاوضة مباشرة يعنى ايه؟ اقعد مع اسرائيل على الترابيزة وهى محتلة ارضى؟ مين يقبل هذا ؟ وضربت مثل للأمريكان، بعثت لهم قلت لهم يعنى بلاش الكلام، لأنه طب يوم اليابان ما هجمت عليكم سنة 41 فى 7 ديسمبر، وبعد 23 يوم خرجوا من المحيط الباسفيكى كله، كله، مع أن دا مساة رهيبة، خرجت امريكا بالكامل بعد اليابان ما ادتها ضربة بالدم كان السفير اليابانى موجود عند وزير خارجية امريكا. قلت لهم يا ناس احنا قاريين التاريخ، كنتم تقبلوا تتكلموا مع السفير اليابانى واليابان يوم 7 ديسمبر وهى ضارباكم في الهاربر مع انها ما حتلتش ارض امريكية لسه تانى ؟! دا كان فى المحيط الباسفيكى اللى ملك العالم كله، ما احتلتش سنتى امريكى، ومع ذلك رفضتم، طب انا ازاى تبقى ارضى محتلة وتطلبوا منى انى اقعد معاهم واتفاوض معاهم. صهينت بقى كتير طول الـ 8 شهور فاتوا ما فيش فايدة. همه كل هدفهم اما انهم يدفعونا الى المفاوضة يقوم فى النهاية حايبقى تسليم لما أقعد معاهم ومحتلة أرضي،

<4>