إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني لعام 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 84 - 89"

ده تسليم على طول، يا اما إن هذا النظام اللى قائم على تحالف قوى الشعب العامل واللى بيطبق الاشتراكية والفرص المتكافئة واللى بيضرب مثل جديد لحياة الانسان العربى على الأرض العربية لازم يمشى ويزول.

         ادى خلاصة الموقف، لا ده بنقبله ولا ده بنقلبه وكل اللى حاقوله مش حتكلم كثير، انا طالب الصبر والصمت، وزى ما قلت: صبرنا يكون صبر المؤمن، وصمتنا يكون صمت الواثق. ما بنتكلمش ابدا. نجهز نفسنا لمعركتنا. كل واحد فيكم، فى مصنعه، فى بيته، فى الحى اللى هو ساكن فيه، في أى مكان، لازم يكون جاهز ويجهز نفسه للمعركة.

         ايها الإخوة:

         نحن نعرف اين نحن من هذا كله. لا فائدة من العمل من اجل السلام الا اذا كان السلام له سلاح يدافع به عن نفسه ويفرض به كرامة الحق وشرف المبدأ.

         اذا فضلنا نتكلم عن السلام 100 سنة مافيش سلام، انما يوم ما حنكون جاهزين للمعركة بيبقى فيه منطق آخر.

الوحدة الوطنية ودروس معركة 1956

         ايها الإخوة:

         غدا نقول اين نحن أيضا فاننا نحدد الصديق كما حددنا العدو. حملة التشكيك ضد الاتحاد السوفييتى والعلاقات العربية- السوفيتية. الحملة الشرسة اللى اتعرضت لها بلدنا فى الفترة الماضية وعقدت الاجتماعات وبتكلم وياكم والمتشنجين اللى طلعوا بيعيطوا دلوقتى على استقلال مصر لاحسن احنا خلاص. كل هذا سبق صادفناه. لوتذكروا سنة 56 أيام معركتنا مع القناة. في يوم 19 يوليو 56 يطلع المستر دالاس وزير خارجية امريكا بيان رسمي موجود، لأنه طلع رسمى وانكتب فى الصحف، موجود في التاريخ، ان مصر بلد مفلس  ولا يستطيع ان يبنى السد العالى، ولا يتحمل اقتصاده بناء السد العالى اطلاقا، لأنه بلد مفلس، ولأن بقى امريكا اله الاقتصاد واله الدنيا وربنا الجديد اللى عارف مصائر العالم، وكان زى ما تذكروا رد عبد الناصر الله يرحمه في 26 يوليو هنا فى بلدكم، ودخلنا المعركة الباردة: مؤتمرات لندن. والمعركة السخنة اللى ابتدأوها فى اكتوبر بالهجوم علينا. كان فيه أيامها 11 محطة اذاعة شغالة الـ 24 ساعة علينا، لأن الشعب كله كان فى وحدة وطنية، رجل واحد. وقفنا وقابلنا الحرب الباردة، التحدى قابلناه بتحدى اشد منه.، المعركة.. الحرب دخلناها.. انتصرنا.. لأن الشعب لما بيكون فى وحدة وطنية واحدة مفيش قوة على الأرض تهزمه ابدا ابدا.. بإرادة الله.. قوة الشعوب وإرادة الشعوب من ارادة الله مفيهاش مناقشة، ما حد يقدر يهزمنا أبدا، ويوم ما حيبقى فيه فيتنام مغروزين خلاص انما اليومين دول شيء غريب !! شيء غريب عمال ابص له باندهاش، يعنى ايه التشنج اللى طالع جديد على الاستقلال والنفوذ السوفييتى اللى هنا، ومش عارف ايه، والاتحاد السوفييتى. و. و. الخ..

         طيب اللى بيتكلموا دول ما بيتكلموش على اللى بتعمله أمريكا. اللى عملاه امريكا النهاردة اللى بلا حياء بيقول رغم التفوق حنعطيلها زيادة ونديها تصنيع.

         أنا قلت لروجرز وزير الخارجية لما كان عندى، قلت له: والله إسرائيل مش بتأخد منك الفانتوم بس لااسرائيل بتاخد رغيف العيش، لأن لو الشيك أبو 500 مليون دولار مارحش لاسرائيل مش حيلاقوا رغيف العيش مش الفانتوم، والله احنا بنطلع نصف قمحنا على الأقل حناكل نصف رغيف من عرقنا ما بنشحتش من الاتحاد السوفييتي ولامن أى حد، والنصف الثانى بنشتريه؟!. من رغيف العيش للفانتوم المتشنجين دول ما بيشنجوش على أمريكا ليه ؟ بيشنجوا على الاتحاد السوفييتى ليه. مش فاهم .. علشان احنا بنتصل بالاتحاد السوفيتى كدولة كبرى يعنى مش ضمن التشنج برضه ؟ بقى ياربى الجماعة الأمريكان.. روزفلت فى أثناء الحرب ماكنش حليف للاتحاد السوفييتى علشان بلده ؟ وتشرشل فى أثناء الحرب ماكنش حليف للاتحاد السوفييتى علشان مصلحة بلده؟. ده كانوا حلفاء مش أصدقاء زينا.. احنا أصدقاء وكلهم كانوا حلفاء. كان روزفلت بيسافر، بيروح طهران، ويروح مالطة، ويروح يقابل ستالين فى كل حتة. بيجرى تشرشل راح موسكو جرى على ستالين، كانوا بيجروا على الاتحاد السوفييتى عشان مصالحهم. طب لما احنا بيننا وبين الاتحاد السوفييتى صداقة ووقف معانا فى الساعات السودة سنة 67 في الوقت اللى كانت أمريكا، وموجودة في الصحف، لأنه اللى مكتوب في الصحافة انتهى اتسجل فى التاريخ، شماتة ما بعدها شماتة. طول الفترة من 5 لغاية 9 و 10 يونيو. شماتة الأمريكان ومابيتكلموش عن ده ليه ؟ لما نصادق الاتحاد السوفييتى، بقينا دولة كبرى رايحين للدول الكبرى.. حييجوا يحتلونا.. ويعملوا.. ايه العقد دى ؟! يعنى بدى واحنا فى هذه المعركة اللى احنا بنخوضها النهارده زى مابقول : من نحن وأين نحن ؟

إرادتنا ملكنا

         من بعد ثورة يوليو احنا عارفين هوايتنا تماما. إرادتنا ملكنا. طيب ما هي دى المشكلة كلها. ولو كنا احنا بنسلم في ارادتنا كان ما بقاش عندنا مشاكل، ده بعد شهرين حنكمل عشرين سنة، ومن يوم ما ابتدت الثورة طول العشرين سنة معارك متوالية. ومع ذلك ما وقفش البناء أبداً، كانت معارك لغاية النهاردة من يوم 23 يوليو سنة 52 لغاية هذه اللحظة واحنا في معارك مع القوى الخارجية. ومع ذلك بأيديكم، بعرقكم وعرق الشعب، بنينا السد العالى، بنينا اكثر من 1200 مصنع، انجزنا انجازات، وبدأنا التحول الاشتراكى، ودخلنا على عتبة مرحلة، لولا الحرب كان شيء تانى خالص، عملنا انجازات ضخمة جدا، برغم اننا فى معارك من 23 يوليو 52 لغاية النهاردة، لكن احنا بنقبل هذه المعارك ليه لأن احنا مصرين، ان ارادتنا تكون حرة، ما حدش يملى علينا ارادته، محناش في منطقة نفوذ حد، احنا اللى بناخد قرارنا بنفسنا. طيب ايه بقى لزوم البكا دلوقت على استقلال مصر؟ هى

<5>