إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

الوقت وقت التشنج عدونا يتمنى من كل قلبه أن نتخذ قراراً خاطئاً نتيجة تشنج أو نتيجة عدم دراسة أو تعسف أو انفعال.

         وأنا أقول لكم بكل صراحة كممثلين لهذا الشعب وأقول للشعب من خلالكم أن أحداً لن يجعلني أبداً تحت أي ظرف من الظروف أتشنج أو أي شيء آخر أن أتخذ أي قرار في غير وقته ولا في غير موضعه ولا بدون حسابات مع كل المسؤولين عن تنفيذه.

         هذا عن النقطة الأولى.. وهي الوحدة الوطنية أما عن النقطة الثانية:

وهي العمل العربي المشترك فلعلكم تابعتم في الفترة الماضية ما قمت به من رحلات إلى مختلف بلاد عالمنا العربي مشرقه ومغربه.. أن الهدف الأساسي لهذه الرحلات كان ولا يزال أن نجد قاعدة صلبة واحدة لعمل عربي موحد في هذه الظروف التي تجتازها أمتنا العربية فنحن جميعاً كأمة عربية نشترك في مصير.. ونعيش معركة واحدة كان لابد أن نلتقي كأخوة.. وأن نبحث كل شيء  بمنتهى الصراحة.. إن هدفاً أساسياً من أهداف عدونا إسرائيل هو أن لا يقوم في هذه المنطفة أبداً عمل عربي موحد.. بل إنها تضع خلافات الدول العربية وتناقضاتها كمبدأ من مبادئ وجودها وقيامها في هذه المنطقة من العالم.

         أستطيع أن أقول لكم بحمد الله إننا في المشرق وفي المغرب استطعنا أن نصل إلى حد مشترك من الاتفاق.

         وفي رحلتي الأخيرة إلى الجزائر ثم تونس ثم ليبيا. خرج شعب المليون شهيد ليعبر عن رأيه في المعركة ومن خلاله وباسم هذا الشعب أتوجه لهم بكل الشكر والتقدير وكما كان العهد دائما فقد وعد الرئيس بومدين أن يشارك في معركة المصير بكل ما يستطيع.

         في تونس.. أعجز حقيقة عن أن أعبر عما أبداه الشعب التونسي من مظاهر العروبة.. والحماس.. والأصالة.. وأنا أوجه لهم أخلص الشكر من هذا المكان أعاهدهم أن يكون شعب مصر كما أرادوه دائماً عند ظنهم.

         لقد كنا في جلسات مع الرئيس بورقيبة ومع المسؤولين هناك واستطعنا فعلا أن نتحدث في كل شيء بصراحة وبصراحة كاملة واستطعنا مثلاً أن نعد الأرضية المشتركة لعمل عربي موحد.

         أما بالنسبة لليبيا - أراني في غير حاجة إلى أن أتحدث عنها لقد أتممنا ولا زلنا نتمم ما بدأناه من أعمال على خط الوحدة وكما تعلمون فإن الرئيس معمر القذافي قد وضع كل إمكانيات ليبيا للمعركة.

<5>