إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

        تأتي النقطة الثالثة وهي صداقة الأصدقاء وعلى رأسهم الاتحاد السوفيتي - دعوني أتكلم معكم بصراحة. فى الفترة الماضية بعد أن أعلنت في أكتوبر ونوفمبر أنني قطعت كل علاقة مع أمريكا بسبب الغش والخداع والكذب وبعد أن انسحبوا من كل ما سبق أن تعهدوا به أمامنا. وبعد أن شرحت كل هذا في الصحف وفي العالم كله وفي صحف أمريكا ذاتها في داخل أمريكا. بدأت حملة نفسية شرسة على المنطقة العربية كعادة الأمريكان. ذكرت لكم في هذا الخطاب انه كان فيه 11 محطة إذاعة سرية أيام معركة سنة 56 أيام ما أممنا القناة. كان فيه 11 محطة إذاعة سرية بتذيع كل يوم علشان بتحاول تهد من روح الشعب المعنوية أوتقهر إرادة الشعب. وما أثرتش هذه الحرب النفسية إطلاقاً.

        بعد ما أعلنت في أكتوبر ونوفمبر موقف أمريكا وحددت بصراحة اني قطعت كل الاتصالات معاهم لأنه لا جدوى من الحديث مع من هم متشنجين أكثر من إسرائيل - الأمريكان متشنجين أكثر من إسرائيل. بعد هذا بدأت حملة نفسية شرسة على المنطقة العربية هدفها التشكيك في كل شيء التشكيك في قدرتنا كعرب التشكيك في إمكانية قيام معركة أخرى - التشكيك في كل شيء. وجم في يوم أول يناير 72 وأعلنوا عن إمداد إسرائيل بالفانتوم بعدها بأسبوع أعلنوا عن اتفاقية كانت معمولة قبلها بشهر في نوفمبر للتصنيع بعدها ثاني أعلنوا عن زوارق جديدة حايزودوا بيها البحرية الإسرائيلية. حملة تصعيد ماشية باستمرار - إسرائيل تعمل عرض للأسلحة الأمريكية اللي هي أول مرة في سيناء وتجيب المراسلين الأجانب علشان تفرجهم على دبابة جديدة وطيارة ومدفع.

        للأسف الحملة الأمريكية في بعض البلاد العربية لقت صدى وابتدى بعض الانهزاميين يقولوا ما دام ما أحناش قادرين نحارب إسرائيل ليه ما نتكلمش أو نتفاوض معاها. ابتدا تشكيك زي ما أرادته أمريكا وإسرائيل تماما وفجأة خرج علينا مشروع الملك حسين اللي هو مشروع آلون في حقيقته. وأعلن الملك حسين ما أعلنه في الولايات المتحدة من أنه مافيش أمل من أي معركة أخرى ولا مواجهة مع إسرائيل - والنتيجة يعني؟ - هل نرضخ لطلبات أمريكا وإسرائيل. آخر موقف لأمريكا طالبة فيه بتقول فيه حاجتين إتنين إلى أنا قلت في عيد العمال انه حتى ما يساويش إن إحنا نرد عليه وماردتش عليه - طالبة فيه شيئين إن إحنا نتفاوض تفاوض مباشر مع إسرائيل. والأمر الثاني أنها تفرحنا بأنها تفتح لنا قناة السويس وإسرائيل على الضفة الشرقية من القناة. ما حد يقبل هذا إطلاقاً في شعبنا - إطلاقاً - ولا في الشعب العربي. إذا كان حكام عرب أو مسؤول عربي انهارت قواه وخار وجبن، الشعوب العربية ما خارتش قواها أبداً وشعبنا هنا في مصر شعبنا هنا في مصر ما بتخورش قواه أبداً وما بيسلمش ومش دي أول غارة علينا - على هذه المنطقة يواجهها شعبنا، شعبنا واجه قبل كده وقد استطاع أن يواجه الصليبيين وواجه عشرات قبلهم. ماسلمش في إرادته ولا في أرضه أبداً. وزي ما بقول لكم. وزي ما قلت قدامكم دلوقت وبقول لشعب تونس إن شعب مصر حيكون عند حسن ظنه دايمًا كان شعب تونس صوت واحد - رجل وامرأة وطفل وتلميذ وشاب وكهل. كل إنسان ثقته في مصر كاملة وفلسطين، فلسطين.

<6>