إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

أمريكا بقى الانسحاب ده السبب إن احنا قبلناه، والسبب الثاني طبعا إنه كان لابد نأخذ فرصة ندى فيها دفاعاتنا الصاروخية و.. و.. لكن هل اتقدم روجرز فى هذا المشروع سنة 70 مخلصا لحل سلمى للقضية لأ برضه، نعود إلى التعهدات الأمريكية لان دى بتدينا الخط الأمريكى الثابت اللى قبل جونسون مايخلص مدته فى نوفمبر سنة 68 اجتمع دين راسك مع وزير خارجيتنا فى ذلك الوقت محمود رياض وقال لمحمود رياض ريحوا نفسكم مع الانتخابات لان جونسون ماكنش مرشح نفسه، وكان واضح أن فيه واحد جديد جاى بداله. قالوا ريحوا نفسكم.. لن تتغير السياسية الأمريكية بتغير الرئيس الأمريكى، ثابت هذا وواضح تماما، وجه المستر نيكسون رئيسا للولايات المتحدة ولم تتغير التعهدات الأمريكية.. اذن خلونا نمسك لب المشكلة وجوهر المشكلة. هناك اتفاق وتعهد أمريكى لاسرائيل ماشي، اجتماعات أربعة كبار، اجتماعات اثنين كبار، اجتماعات مجلس أمن.. قرار مجلس أمن، كل هذا شيء والتعهدات الأمريكية لاسرائيل شيء آخر، ماشي فى خط ثابت وبينفذ حرفيا.

وحاجيلكم لقصة الاتصالات معايا اللى حصلت له سنة 71 مع امريكا طول 6 شهور أو أكثر بدأتها أنا شخصيا مع الرئيس الأمريكى نيكسون فى ديسمبر سنة 70، احنا كان نشاطنا أيه وردينا فى أيه يعنى فى المراحل اللى فاتت كلها، تعالوا نستعرض ليه لان دى مواقف لازم نثبتها للتاريخ، ونسمعها للعالم كله ولشعبنا وللفئة القليلة المضللة اللى متصورة أن أمريكا عايزة تحل المشكلة قبلنا قرار مجلس الأمن 242، عبد الناصر حاول مع نيكسون ونيكسون بعت لو تذكروا واحد اسمه اسكرانتون، كان محافظا وراح عمل تقرير.. لما رجع لأمريكا وقال فى هذا التقرير أن أمريكا لابد أن تأخذ موقفا محايدا ولا تنحاز لاسرائيل في هذه المنطقة، كان نتيجتها أن تقرير اسكرانتون واسكرانتون نفسه دفنوا إلى اليوم.. خلاص ماحدش عاد يسمع فى العالم ولا فى الولايات المتحدة لا عن تقرير اسكرانتون ولا عن اسكرانتون اطلاقا، انتهى اسكرانتون، حاجة ثانية قبلنا مشروع روجرز بتاع يولية 70 بتاع الانسحاب اللى قلتلكم عليه ووقفنا اطلاق النار بعد ذلك انا حاولت بعد ما اتوليت.. مباشرة بعد جنازة عبد الناصر كان وزير الخارجية الأمريكى ريتشاردسون هو اللى بيرأس وفد الولايات المتحدة هنا فى الساعة دى وقابلته حتى قبل ما انتخب وأنا نائب للرئيس وكان بيتكلم.. كنا أيامها فى وقف اطلاق النار الاول وبيتكلم على وقف اطلاق النار قلت له المشكلة مش وقف اطلاق النار بالنسبة لنا المشكلة مشكلة تحرير الارض بالنسبة لنا، واحنا لن نقبل ان ارضنا تبقى محتلة أبدا أبدا.. مهما كانت الظروف المسألة اننا احنا عايزين نحارب للحرب لا.. المسألة أن أرضنا محتلة مفيش فرد فى شعبنا يقبل هذا، عملنا ايه كمان، مدينا وقف اطلاق النار للمرة الثانية فى نوفمبر سنة 1970 فى فبراير سنة 71 اتقدمت بالمبادرة بتاعتى، 8 فبراير لما يارنج قدم المبادرة بتاعته ردينا رد ايجابى فعلا، روجرز يزور القاهرة وقالوا له لورحت القاهرة حيحدفوك بالطوب، جه وزار القاهرة ونزل من الاوتيل بتاعه ومشي فى شوارع القاهرة ولما جانى قابلنى في البيت بيقول أنا فى صورة غريبة اللى سمعتها قبل ماجى القاهرة قالوا لى إن المصريين حايحدفوك بالطوب. نزلت، الناس شافونى، الشعب شعب أصيل، وفيه حكومة. وفيه دولة، ومفيش حاجة أبدا، اصل فيه شعوب عربية أخرى انتم عارفين مايقدرشي كان يزورها حتى.. مظاهرات ؤ.. و.. قال لى: لا شعب اصيل..

         فيه دولة وفيه شيء الإنسان يحترمه، وصورة غريبة اللى مديينها هناك، جه روجرز قلت له اتفضل كويس اللى شفت هذا بنفسك، يعنى ده لاسبيل لهذا الشعب الاصيل اللى شفته عن تحرير كل سنتى من أرضه، لايقبل أبدا..

المناورة الأمريكية.. مرة أخرى

         نيجى بقى نكمل قصة أمريكا معانا - 24 ديسمبر سنة 70 بعت أول رسالة منى للرئيس نيكسون.. كانت رد على رسالة بعتهاعن طريق رئيس الوزراء فبعت أول رسالة منى وقلت للرئيس الأمريكى فيها فى 24 ديسمبر سنة 70 ان كل فعل له رد فعل، بمعنى كل فعل من ناحيتكم حايكون له رد أطيب من ناحيتنا.

         كل فعل سيىء من ناحيتكم حايكون له رد فعل اسوأ من ناحيتنا وبما انك بعت هذه الرسالة فأنا بنرد عليك وماكنش فيه اطلاقا مباشرة بينا، بعت قلت له: أنا مش عايز، أنا مشكلتى كلها أن عندى أرض محتلة، ما تدخلونيش فى وجع القلب بتاع الدول الكبرى.. الدول الكبرى لها سياساتها ولها استراتيجياتها. أنا مش عايز أخش فى هذا الكلام ولا وجع القلب اطلاقا. انا راجل عايز ابنى بلدى وننمى ونخش عصر التكنولوجيا ونتعاون مع كل إنسان.. كل المشكلة اللى بينى وبينك هى إسرائيل، ووقوفك من خلف إسرائيل، علما بأنه بدون المساعدات الأمريكية لن تستطيع إسرائيل، مش بس تحارب بالفانتوم أو بالقنابل أو بغيرها، لا ما تستطعش تلاقى رغيف العيش الصبح لاهلها بدون أمريكا. وعليه انا مافيش مشكلة بينى وبينك اطلاقا. مشكلة وقوفكم وراء إسرائيل. واوعوا تفتكروا إن احنا طلعنا فى الحرب لاننا خدنا نكسة أن احنا حانموت، لا مش حنموت اطلاقا. ولا حانسلم. مش حانسلم. احنا صامدين اهه بقى لنا أربع سنين كان وقتها، وادى احنا صامدين واقفين وحانصمد وحانكمل وشرحت موقفى فى هذه الرسالة للرئيس نيكسون. جه رد عليها على طول فورى. انه بيقدر هذا كله، ومدح فى الشعب المصرى وفى تاريخه الطويل والمدنية والحضارة و.. و.. ولكن مافيش شيء جدى يعنى.. مشينا بعد ذلك وأعلن، وطلب روجرز انه بيجى ييزورنا فى مايو، وشفته فى مايو - وزى ما حكيت لكم - سألته نص سؤال مباشر " عاوز ايه منى؟ إيه اللى عايزه ؟ قال لى. أبدا.. ما باطلبش شىء اطلاقا، بعد ما أعلنت المبادرة بتاعتك فى فبراير، وبعد قبولك اتفاق سلام ما نطلبش منك شيء، إحنا بنطلب الآن الحقيقة من الطرف الآخر وهى إسرائيل، وانا مسافر رايح إسرائيل علشان هذا الكلام من هنا من مصر، اتكلمنا بمنتهى الصراحة فى كل شيء، طيب وسافر، وبعت لى سيسكو بعد ما سافر بنتيجة محادثاته فى إسرائيل، واتكلمنا وقيمنا الصورة، قعد سيسكو معايا ساعتين درسنا

<16>