إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

تقول إن احنا ماشيين فى عملية تسوية بين مصر وإسرائيل ما معناه: أنه يا دول غرب أوروبا، ويا دول أفريقيا، ويا عالم، مالكوش دعوة خلاص.. اسكتوا احنا ماشيين فى تسوية والعملية ماشية وخلاص.. بيموتوا الموضوع علشان برضه تعهداتهم ينفذوها لاسرائيل.. المفاوضات المباشرة ونسلم في النهاية لاسرائيل.

         فأنا مش عايز هذا الكلام أمام العالم.. والقضية مش ممكن تموت بالشكل ده لانه ده بيعملوا على تمويت القضية قلت لهم ماليش كلام معاكم، خلاص انتوا ناس مالكوش كلمة وبتغشوا.. وبتخدعوا فعلا للاسف يعنى علاوة على الكذب فيه غش وفيه خداع للآن يعنى سيسكو بيجى يتكلم معايا ساعتين بعدما يوصل أمريكا بشهرين، نتيجة هذا الكلام يبعث مشروع لوزارة الخارجية المصرية عندنا.

         هذا المشروع فيه كل ما دار بينى وما بين سيسكو لوحدنا ما كانش فيه حد معانا غير ربنا.. وأنا.. انتم عارفين طريقتى، ما باحطش جهاز تسجيل اطلاقا.. ما باحبش هذا، فالكلام بينى وبينه ربنا هو الثالث، فييجى كاتب هذا المشروع ويبعتوا لى عن طريق المشرف على رعايا أمريكا هنا.. اقرأ الكلام.. الاقيه الكلام اللى احنا اتكلمنا فيه ساعتين.. وأكثر من 90% انا موافق عليه فيه.. فبمجرد ما تعرف وزارة الخارجية اننى انا موافق على هذا وإسرائيل تمسكهم وتمسك مستر روجرز وتديله درس في الأخلاق فى خطبة علنية فى الكنيست بمجرد ما تضغط إسرائيل ييجى صادر بيان من وزارة الخارجية الأمريكية يقول إن المشروع اللى راح ده لا دخل لوزارة الخارجية الأمريكية فيه، وإنما هو من اختراع المشرف على رعايا أمريكا فى مصر المستر بيرجس، طب يا ربى الكلام في المشروع لابيرجس كان معايا أنا وأنت يا سيسكو اللى قلناه.. والكلام اللي وارد في المشروع كلمة بكلمة مكتوب حتى اختيار الكلمات من سيسكو ومنى مكتوب بالنص ما حدش درى بيه.. يبقى ايه دخل بيرجس فى الموضوع، همه عايزين ينسحبوا بالكامل لانه همه مش عايزين بقى الا تعهداتهم لاسرائيل. وشافوا انه حيخشوا أو أنا بادخلهم فى عملية حايتورطوا فيها لا.. بسرعة انسحبوا ويصدر بيان وزارة الخارجية يقول لا علاقة لوزارة الخارجية الأمريكية بهذا الموضوع، الله اللى هوه سيسكو ده مش مساعد وزير الخارجية والمناقشة اللى عملها معايا فى المشروع ساعتين.. الكلام اللى فى المشروع كلامه شخصيا معى لوحدنا ماكنش حد موجود ده اسمه ايه.. أوصفه بايه.. قطعت معاهم بعد كده، استمرت أمريكا في موقفها ابتداء من يناير 1972، يوم واحد يناير يقف المستر روجرز وزير خارجية أمريكا ويقول برغم تفوق إسرائيل فى السلاح فاننا سنعطى إسرائيل مزيدا من الفانتوم.. يوم واحد يناير 1972. بعدها بثلاثة أيام لقد تم اتفاق فى نوفمبر 1971 يعنى قبل الكلام ده بشهر. نوفمبر 1971 والكلام ده فى يناير 1972 تم اتفاق بين إسرائيل وأمريكا على تصنيع كل الأسلحة الأمريكية الحديثة داخل إسرائيل عملية ابتدت أمريكا تعمل حملة تصعيد. الحملة النفسية اللى على الامة العربية انه يا عرب إيأسوا، ريحوا نفسكم، مافيش فايده، بندى إسرائيل سلاح وهيه متفوقة، حانديها اكثر. وقالها صراحة روجرز وبنديها حق تصنيع، طب الاتحاد السوفييتى بيديكم ايه وبيعملكوا ايه، ادى هدف الحملة النفسية اللى مشيت من أول يناير 1972 لغاية يومنا هذا بهدف تيئيس الأمة العربية.. تيئيس مصر في المقام الأول لانه عارفين الصمود كله هنا.. الوقفة كلها هنا.. القوة الاساسية للامة العربية هنا، طبعا همه داخلين على اجتماع مع السوفييت فى مايو 1972 فمن أول 1972 بيصعدوا الحملة عشان يخشوا من مركز القوة فى المفاوضات مع السوفييت، وفى الوقت ذاته ييأسونا.. إيأسوا يا عرب.. يا مصر بالذات ايئسى يا مصر مافيش فايدة، حاندى إسرائيل برغم تفوقها وأديناها الصناعة قبل كده بشهر، والاتحاد السوفييتى مش حايديكو حاجة، نهاية الموقف الأمريكى ايه؟.. بعتوا قالوا وأعلنوا ما بيخبوش أعلنوا انه ريحو انفسكم مافيش غير حل جزئى نفتح لكم قناة السويس بس وده يبقى تمهيد بعد كده نبقى نتكلم في الحل الثانى، همه فاهمين يعنى فتح قناة السويس حانجرى عليه وإسرائيل تبقى قاعدة فى سيناء. فى الشرق هنا عندنا ابتدا الموقف الأمريكى زى ما قلت لكم من أول سنة ياخذ التشدد وصل لذروته في التشدد الأول قالوا عندكم الحل الجزئى وبعتوا قالوا الحل الجزئى ونفتح لكم القناة، وبعدين بعد فترة من الوقت وإسرائيل قاعدة جوه سيناء نفكر فى بقية الحل على مهلنا فضل يتصاعد الموقف الأمريكى يتصاعد يتصاعد إلى أن كان روجرز فى مطار الكويت في ضيافة دولة عربية وقالها صراحة قال مفيش غير المفاوضات المباشرة ريحوا نفسكم ولا الحل الجزئى حتى خلاص انتهى تصاعد الموقف الأمريكى مفيش غير مفاوضات مباشرة بينكم وبين إسرائيل، عايزين تحلوا اقعدوا مع إسرائيل مفيش قعاد مفيش حل للمشكلة.

         آدى الموقف الأمريكى.. عشان كده انا ابتديت وبأقول إنه بيشكل موقف خطير فى مشكلة الشرق الاوسط هو موقف الولايات المتحدة اللى بتؤيد العدوان الاسرائيلى واللى ملتزمة تجاه إسرائيل بالتزامات مكشوف لنا منها ثلاثة محددين باعترافات الرسميين الأمريكيين والاسرائيليين.

موقف الاتحاد السوفييتى وتطور العلاقات معه:

         آدى موقف الاتحاد السوفيتى وايه اللى جرى بينا وبينه أنا منذ توليت الحقيقة كانت العلاقات السوفيتية المصرية مسألة من المسائل اللى بتولاها بنفسى حتى فى وقت عبد الناصر الله يرحمه أنا كنت متولى هذه الناحية بالذات، وكنت بسافر الاتحاد السوفيتى وباتكلم معاهم وعلى علم بكل صغيرة وكبيرة فى العلاقات بيننا وبين الاتحاد السوفيتى.. بعد ما توليت سافرت فى 1، 2 مارس 1971 أول زيارة لى للاتحاد السوفيتى الزيارة كانت سرية واحد واتنين مارس واجتمعنا.. اجتمعت بالقادة السوفيت الثلاثة واختلفنا فى تلك الزيارة وهى أول زيارة لى بعد انتخابى رئيسا للجمهورية اختلفت معاهم وكان معايا وقد كان فيه ناس من الخونة اللى فى السجن الآن ورجعت هنا وجمعت اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكى وحكيت لهم القصة، قصة الخلاف ولكن فى ذلك الوقت فى مارس 1971 الخلاف أمر ممكن يحدث بين الاصدقاء مفيش شك وكايماني يعنى ان شعوب الاتحاد السوفيتى وأنا زى ماقلتلكم على علم بكل تفصيل في علاقاتنا مع الاتحاد السوفيتى منذ عبد الناصر إلى يومنا هذا. ناس واقفين معانا سياسيا

<18>