إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

اسمها الدايرة السنية ومكن لهم من الاستيلاء على أراضى الحكومة بدعوى استصلاحها وجعلهم العمود الفقرى للسلطة السياسية والاجهزة الادارية ذلك انهم كانوا كطبقة اداة للاستعمار فى ارهاب الفلاح واستغلاله وربما كان من المثير أن نذكر بأوضاع الريف عشية الثورة. كان عدد من يملكون أكثر من 50 فدان يزيد قليلا عن 11 ألف و 800 فرد كانوا يملكون 38% من المساحة المنزرعة بمتوسط يقارب 200 فدان للفرد الواحد فى المتوسط. على قمة هذه الطبقة 60 فرد بالعدد يملكون أكثر من ألفى فدان بمتوسط قدره 4800 فدان للفرد الواحد لما نضربها في بعضها فاذا اخذنا في الاعتبار ملكية العائلة لما هو معروف من أهميتها فى الأوضاع الاقطاعية وصلت أرقام الملكية إلى حدود خيالية وكان معنى هذا التركيز الشديد فى الملكية الزراعية أن الغالبية العظمى من الفلاحين لم تكن تمارس الملكية اصلا أو تمارسها في حدود لا تذكر اقل من فدان وعليهما بالتالى أن تستأجر من كبار الملاك. ومع تزايد عدد سكان الريف وثبات المساحة المنزرعة في معظم القرى أخذت الايجارات ترتفع بشكل جنونى حتى وصل ايجار الفدان الواحد عند صدور قانون الاصلاح الزراعى الاول 60 جنيها أما العمال الزراعيون الذين لم يكن بوسعهم حتى أن يستأجروا الارض فقد كانوا فى قاع البؤس يقل اجر الواحد منهم عن أجر ماشية الحقل من اجل ذلك كان كبار الملاك الاقطاعيين يسيطرون على الحياة السياسية.

         الدستور مثلا كان يشترط لعضوية مجلس الشيوخ ملكية ارض لا تقل ضريبتها السنوية عن 150 جنيها لازم يكون عنده ارض بيدفع عليها ضريبة على الاقل 150 جنيها.

         انتخابات مجلس النواب لما ما تزيفهاش بيسيطر عليها تماما اصحاب البيوت، والمتعلمين من أبناء هذه الطبقة يحتكرون المناصب العليا فى الدولة منهم ومن أعضاء البرلمان بيجى الوزراء، ومن بين الملاك واتباعهم يتعين العمد واجهزة الدولة الادارية على مختلف مستوياتهم، وكانت تكاليف التعليم فى مختلف مراحله ولا سيما التعليم العالى لايتحملها الا المقتدر، الكلام ده كله لازم يعرفه شبابنا ويعرفوا كانت ايه مصر ليلة 23 يوليو سنة 1952.. كان أيه اللى ماشي فيها، لقد كانت تلك الطبقة تمثل فى مواجهة الفلاح. الفلاح اللى بيمثل أغلبية الشعب المصرى.

         الطبقة القليلة دى كانت بتمثل فى مواجهة الثورة والسلطة، الاثنين سوا في ثورة وسلطة كانت تملك لقمة العيش ورهبة السلطان. نيجى للرأسمالية الكبيرة: حاولت الرأسمالية الوطنية بعد ثورة 19 أن تبنى الصناعة المصرية وأن تدعم التجارة المصرية وتوجد نشاط مصرفي مصرى، ورفعت شعار تفضيل المنتجات المصرية في الاستهلاك وتمت تشجيعها ولكن الاستعمار منه شيئا بالحكومة حارب تلك الجهود.

         ثم تلت الازمة الاقتصادية الكبرى.. في أوائل الثلاثينات.. قضت على الكثير من المشروعات التجارية وعدد من مشروعات النقل والصناعة القليلة التى نشأت برءوس أموال مصرية.

         ومن ناحية، أغلق الاستعمار أمام الرأسمالية المصرية أبواب التجارة الخارجية، وتجارة الجملة، وأعمال البنوك، وشركات التأمين.

         وزى ما قلت كلها كانت فى ايدى الاجانب، الكلام ده كله عشناه، وعاشه ناس كثير من اللى قاعدين ويانا، في الوقت ذاته، الاستعمار وارب الباب لعدد محدود من كبار الأغنياء بيشتغلوا بالانشطة الطفيلية، أو بتلك الانشطة المرتبطة بعملية الاستغلال الاستعمارى لموارد البلاد.

         تجارة الداخل في القطن، مقاولات، عقود التوريد لقوات الحلفاء إلى آخر الكلام.

         امام تصاعد حركة التحرر الوطنى فى الاربعينات، لجأت بعض الشركات الاجنبية إلى استخدام بعض الواجهات المصرية، فاحتل عدد من الباشوات مقاعد مجلس الادارة، واقتنى بعضهم شيئا من اسهم تلك الشركات، كذلك تحولت فروع بعض الشركات الاجنبية إلى شركات مساهمة مصرية، وسرعان ما رفعت شعار حماية الصناعة المصرية لتفرض الجمارك العالية التى تمكنها من البيع بأسعار مرتفعة.

         كما دخلت فيما بينها اتفاقات احتكارية لتحول دون أى انخفاض فى الاسعار.

         وهكذا كانت الرأسمالية المصرية فى مجموعها على درجة من النمو ضعيف إلى بعيد، كما كان وداخلها انقسام واضح بين الراسمالية الوطنية.. ضحية القهر والاستغلال اللي ما بيدوهاش، والراسمالية الكبيرة التى تدين بالولاء للمستعمر، والتي سلمت مرة وإلى الابد بألا مستقبل لها الا فى خدمة هذا المستعمر، ولا ربح لها الا من فتاته، ولذلك لم تكن تتصور مصر، الا دائرة في فلك، ولا تنظر إلى المطالب الوطنية الا نظرة مساومة مع الاستعمار للحصول على شروط افضل في اقتسام عرق جماهير الشعب العامل.

         أنا باذكر حادثة في هذا المجال، الحكاية اللى باحكيها دى، وامام التيار الوطنى والقومى في الاربعينات، عملوا حكاية كانت مفضوحة عملوا شركات مصرية اسما، جابوا شوية باشوات عملوهم أعضاء مجلس ادارة، انتم عارفين اول معركة حصلت بيننا وبين إسرائيل كانت فى سنة 48 عند قيام إسرائيل، وكانت الهدنة فى سنة 49- 50 عدت للجيش بعد حوالى 8 سنين، وحبيت انى اشترى راديو عشان احطه فى بيتى، زى ما كل واحد بيحط راديو فى بيته، وكان فى ذلك الوقت الراديو بالتقسيط، المحلات كلها موجودة فى انحاء القاهرة تابعة للتوكيلات بتاع الشركات الاجنبية اللى قالوا عنها شركات مصرية، وبقى أعضاء مجلس ادارة فيها باشوات من بتوعنا، وبقت شركة مصرية، فى ذلك الوقت كان توكيل شركة فيليبس فى المنيل، وأنا ساكن فى المنيل، اللى ماسك هذا التوكيل فى ذلك الوقت حى يرزق فى هذه اللحظة، وكان عضو مهم فى جماعة الاخوان المسلمين، وموجود لغاية النهارده.

<5>