إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

التناقض بين الوعود
والاصلاح الفعلى

         كانت خطب العرش المتوالية تؤكد عزم الحكومة على مكافحة الفقر والجهل والمرض، عشناها الفترة بتاعة زمان دى اللى طلع فيها الشعارات دى، الفقر والجهل والمرض، ومع ذلك إذا نظرنا إلى مجال الصحة نجد أن عدد الاسرة بالمستشفيات لم تتجاوز 1,4 سرير لكل ألف مواطن، ولم يزد عدد الاطباء عن طبيب واحد لكل ثلاثة آلاف و800 مواطن، كان عدد الأطباء فى كافة أنحاء البلاد لا يتجاوز 5668، النهارده بيتخرج كل سنة أكثر من 1700 طبيب، كان فى البلد كلها 5600 النهارده فى السنة الواحدة بنطلع 1700، كانت الغالبية من الأسرة والأطباء بالقاهرة والاسكندرية - السراير اللى فى المستشفيات - أما سكان الريف أقصى ما كانوا يطمحون فيه، مفتش الصحة فى المركز، ومستشفى متواضع فى عواصم المديريات وبعض البنادر.

التعليم.. كان يخضع لسياسة دانلوب

         التعليم: حكمت التعليم لعشرات السنين سياسة دانلوب المشهورة اللي كان أساسها تعليم العدد المحدود اللازم علشان يزود الحكومة بالموظفين، ويجب أن نذكر.. أن الجامعة المصرية نشأت فى مستهل هذا القرن بجهود شعبية، ولم تصبح حكومية الا سنة 25، وأن المواطنين أنشأوا بأموالهم الكثير من المدارس حين ضاقت عن أولادهم مدارس الحكومة التى ظلت تتقاضى المصروفات الباهظة حتى قبيل الثورة فى التعليم العام واللى ما بعد قيام الثورة فى التعليم العالى، ومع ذلك.. فقد كان تقدم التعليم محدودا للغاية.. أن عدد تلاميذ المدارس الابتدائية لم يزد عن 7500 تلميذ لكل مائة الف مواطن، وعدد تلاميذ المدارس الثانوية الفنية لم يزد عن 1160 تلميذ لكل مائة ألف مواطن، أما التعليم العالى فكان الوصول اليه يكاد يكون مقصورا على ابناء أغنى أسر الطبقات الوسطى فما فوقها، ولذلك لم يزد عدد الطلاب فيه عن 189 طالب لكل مائة ألف، ومع ذلك.. ومع البطء الشديد الذى اتسم به النمو الاقتصادى، انتشرت البطالة بين المتعلمين على قلة عددهم، فى حين زادت الأمية أكثر من 80% من الشعب.. الخدمات الاجتماعية كانت مقصورة على بعض الاعانات للجمعيات الخيرية حتى صدر قانون الضمان الاجتماعى المتواضع في سنة 50، ولم تكن الدولة تعير الثقافة أدنى اهتمام، هذه هى مصر قبل الثورة..

تحكم استعمارى في مقدراتها
واستنزاف لثرواتها

         أيها الأخوة والأخوات..

تلك كانت صورة مصر ليلة 23 يوليو، الاستعمار بيمتص ثمار عرق الشعب العامل ليغنى احتكاراته العالمية، وعلى ضفاف النيل بعض مئات من الاجانب والمتمصرين والاقطاعيين وكبار الرأسماليين يكدسون الثراوات، ويعيشون فى بذخ واسراف وتبذير، بعضهم كان بيبعت يجيب العشا من مطعم مكسيم فى باريس لما يعمل عشا، مفيش هنا لاجروبى ولا المحلات ولا. ولا.. بيبعت يجيب العشاء من مكسيم فى باريس، اد كده يعنى!!!

         الحرب العالمية الثانية خلقت حالة من الرواج المصطنع، مصدره التضخم الذى تم لتمويل نفقات القوات البريطانية في مصر، ودفع ثمنه الشعب كله، في صورة غلاء لم يسبق له مثيل مفادش هذا الا طبقة أغنياء الحرب اللى قلنا عليهم دول، ولما تعاظم نضال الشعب المصرى من أجل الحرية والتقدم، أخذ الأجانب وكبار الأثرياء يهربون رءوس أموالهم الى الخارج ، وفقدت البلاد عشرات الملايين من الجنيهات خرجت خارج مصر.

حرمان فئات الشعب العاملة من حقوقهم الأساسية

         كان الفلاح يتحمل العبء الأكبر من الاستغلال فهو القاعدة العريضة للهرم الاجتماعى من عرقه يحصل الاقطاعى على الايجار الباهظ وتحصل البنوك العقارية على فوائد قروضها للاقطاعيين.. يحصل تجار الداخل وغيرهم من السماسرة على الأرباح تتخم بيوت التصدير والشركات الأجنبية كانت الجمعيات التعاونية القليلة القائمة تحت سيطرة كبار الملاك وبنك التسليف ما يسلفش الا لمالك أو بضمانة مالك، عمال الزراعة محرومون من حق التنظيم النقابى لا يحميهم أى تشريع وأجورهم في الحضيض سيف الفصل التعسفى مشهور على الطبقة العاملة.

         لقد ناضل العمال طويلا حتى حصلوا على الاعتراف بحق التنظيم النقابى فى سنة 1942 ولكن حظر القانون عليهم أن يوحدوا صفوفهم فى اتحاد عام، ناضلوا من أجل زيادة الأجور، ولم يحصلوا الا على حد ادنى للاجور قدره 12,5 قرش فى سنة 50، حيث كانت الأسعار قد زادت أكثر من 300% في ذلك الوقت مما كانت عليه قبل الحرب، ولم يكن العمال يعرفون من التأمينات الاجتماعية الا التأمين ضد اصابات العمل.. المثقفين كانوا بيعانوا أيضا من ضيق فرص العمل بصفة عامة بسبب البطء الشديد فى النمو الاقتصادى، وكانت الرأسمالية الوطنية تختنق فى قبضة البنوك الأجنبية وفى ظل سيطرة الأجانب على التجارة الخارجية كانت مصر فى ذلك الوقت وليلة 23 يوليو مجتمع الـ 2/ 1 في المائة.. نص فى المائة هو اللى عايش ومستمتع بكل شىء.

مصر الثورة: بعد 20 عاما

         بنيجى نشوف بعد 23 يولية.. الآن وبعد 20 سنة عانينا فيها كافة الضغوط والمؤامرات من جانب الاستعمار والاستغلال

<7>