إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

وتعرضت البلاد للغزو مرتين لننظر إلى صورة مصر في أوائل السبعينات .. احنا شفنا صورة مصر فى أول الخمسينيات، تعالوا نشوفها فى أول السبعينات بعد 20 سنة من قيام الثورة.

اشتراكية حقيقية:

         لقد أكد الميثاق أكثر من مرة أن الاشتراكية كفاية وعدل وانها ليست مساواة فى الفقر ولكنها تكافؤ فرص فى اقتصاد مطرد النمو متزايد الانتاج يسير قدما نحو الرخاء الشامل ولذلك فانه يجدر بنا أن نوضح بادىء ذى بدء ماطرأ على الانتاج من زيادة فى حجمه وتغيير فى هيكله قبل أن نتعرض لتطوير الخدمات وإجراءات العدالة الاجتماعية.

التنمية الاقتصادية والاجتماعية:

         بعض الأرقام القليلة يمكن تصور لنا فورا أبعاد التنمية الاقتصادية، الأرقام ماتكدبش.. لقد زاد الناتج القومى خلال الفترة من 56 - 1966 بمتوسط سنوى قدره 6,7 %. وفي السنوات التى تلت العدوان وبالرغم مما أحدثه من خسائر معروفة وبالرغم من عبء المجهود الحربى نجحت البلاد في تحقيق معدل نمو فى السنوات الخمس الماضية بلغ 5% فى المتوسط.. لقد بلغ حجم الاستثمار الثابت في السنوات العشر الأخيرة وحدها حوالى 3300 مليون جنيه مقابل الف مليون جنيه فى السنوات الخمسين اللى سبقت الثورة فى خمسين سنة.. ألف مليون جنيه.. فى عشر سنين 3300 مليون جنيه انعكست هذه الزيادة على مستوى معيشة المواطن فقد زاد متوسط دخل الفرد النقدى من 35 جنيه سنة 52 إلى 79 جنيه سنة 70 - 1971.

زيادة الدخل الفردى:

         38 سنة - زى ماحكيت لكم - من أول سنة 13 لـ 51 زاد الدخل الفردى جنيها واحدا فى 38 سنة.. فى عشرين سنة زاد دخل الفرد 44 جنيه ينبغى أن يضاف إليه لتقدير الارتفاع الحقيقى فى مستوى المعيشة تعاظم الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن بمعنى التعليم المجانى ده كان بيدفعه أيضا المواطن والخدمات الصحية واستمرار فى طريق التنمية، نص برنامج العمل الوطنى على ضرورة مضاعفة الدخل القومى فى السنوات العشر القادمة، وتم اعداد خطة عشرية لتحقيق هذا الهدف.

التقدم الصناعى:

         لعب التصنيع الدور الأساسي في هذا النمو السريع الذى  يندر أن نجد له مثيلا فى الدول النامية باعتراف أجهزة الأمم المتحدة ذاتها.

         لقد كان الانتاج الصناعى فى سنة 52 لا يزيد عن 282 مليون جنيه بلغ سنة 70 - 71 أكثر من 2424 مليون جنيه، أى أن معدل نمو الانتاج الصناعى فى العشرين سنة كان 11,4% سنويا.

         كان نصيب الصناعة من الدخل القومى حوالى 9% زى ماحكيت لكم سنة 1952 فوصل إلى 22% سنة 70- 71.

         في نهاية السنوات الخمس الأولى من الخطة العشرية سيتجاوز نصيب الصناعة من الدخل القومى نصيب الزراعة وبهذا تعبر مصر خطوة حاسمة لتصبح بلدا صناعيا زراعيا بعد أن عاشت طويلا بلدا زراعية خالصة. انتاجية العامل فى الزراعة. علشان كده الاستمرار فى التصنيع هو السبيل الأساسى لاستمرار الزيادة السريعة فى الدخل القومى، وأهم من الزيادة فى حجم الانتاج الصناعى حدوث تغيير شامل وعميق فى هيكل الصناعة المصرية، لقد كانت أهم الصناعات القائمة في بداية الخمسينيات زى ماحكيت لكم: السكر والغزل والنسيج والأسمنت والأسمدة، ولقد زاد  الانتاج منها عدة اضعاف نتيجة للتوسعات والمصانع الجديدة. انتاج الغزل مثلا زاد من 49000 طن سنة 1950 إلى 175000 سنة 70 - 71، انتاج الأسمنت فى نفس الفترة من مليون إلى 3,8 مليون، انتاج الأسمدة الأزوتية من 83000 طن الى 765000 طن، السكر من 195000 طن الى581000 طن، تولى القطاع العام انشاء عدد كبير من الصناعات لأول مرة فى البلاد وفى مقدمتها صناعة الحديد والصلب، صناعة المطروقات، الصناعات الكيماوية الثقيلة، صناعة محركات الديزل السيارات، الجرارات، الصناعات البترولية والبتروكيماوية، هذا بالاضافة إلى الجديد من الصناعات الغذائية والاستخراجية والمنتجات المعدنية والأجهزة الكهربائية. الفارق الكبير بين قيمة الانتاج الصناعى فى 1952 وقيمته الآن توضح أن الدور الأساس فى التصنيع تولته الدولة عن طريق الصناعات الجديدة والتوسع في الصناعات القائمة. الاستمرار فى طريق التصنيع. وضع برنامج العمل الوطنى للصناعة هدف نمو خلال السنوات العشر القادمة 120%. تضمنت الخطة العشرية ترجمة لما جاء ببرنامج التركيز على نمو الصناعة وبالذات الصناعات الثقيلة وفى مقدمتها الحديد والصلب، مجمع الفوسفور والألومنيوم والسليكون وصناعة الآلات.

اهتمام الثورة بمصادر الطاقة

         ولما كان التصنيع وتطوير الزراعة وتوفير الكثير من الخدمات يعتمد على الطاقة المحركة، فقد عنيت الثورة عناية خاصة بمصادر الطاقة إذا كانت جهود التنقيب عن البترول قد نجحت حتى الآن فى مضاعفة انتاجنا من البترول من 1952 إلى الآن بحوالى تسع مرات فهي تبشر باذن الله بالمزيد من النجاح وان الجهد قد أثمر في قطاع الكهرباء بعد كهربة خزانات أسوان خاض الشعب المصرى معركة رائعة ستظل مضيئة فى تاريخه العريق هى معركة السد العالى بما يوفره من طاقة ضخمة ورخيصة. هكذا زاد انتاجنا من الكهرباء من 991 مليون كيلو وات ساعة في سنة 1952 إلى 8113 مليون كيلو وات ساعة  سنة 1970 - 1971.

<8>