إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

         فى نهاية السنوات الخمسة الأولى من الخطة العشرية اللى معروضة على حضراتكم تكون الصناعة وكهربة الريف. قد استوعبت الجزء الأعظم من الطاقة الكهربية المتاحة، ومن ثم فقد بدات بالفعل الدراسات التمهيدية لتوليد الكهرباء من مصادر أخرى في مقدمتها منخفض القطارة ومشروع محطة الكهرباء الذرية.

تطوير الزراعة

         لم يكن الاهتمام بالصناعة ليعنى بأى حال إن احنا نهمل الزراعة. الدولة استثمرت فى السنوات العشر الأخيرة وحدها فى قطاع الزراعة والرى ما يقرب من 550 مليون جنيه غير استثمارات السد العالى الصافية، شمل الجهد الانمائى التوسع الأفقى والتوسع الرأسى بما يستلزمان من مشروعات الرى والصرف خرج الانسان المصرى لأول مرة منذ آلاف السنين ليغزو الصحراء على نطاق واسع ولا يقنع باستقطاع أجزاء بسيطة منها تحد بالوادى والدلتا. زادت المساحة المنزرعة فى 20 سنة بنسبة 16%. وإن أولئك الذين يحاولون التقليل من قيمة هذا الجهد بدعوى ارتفاع تكاليفه، يجب أن يذكروا أن غزو الصحراء لا يعنى فقط تسوية الأرض، وانما يشمل أعمال الرى والصرف ورصف الطرق وبناء الطرق الجديدة وتوفير الخدمات على مستوى متقدم .. كذلك تداول فساد الادعاء بأن توزيع الأرض على صغار الفلاحين يؤدى إلى تدهور الانتاج.. بفضل جهد الفلاح وأعمال التوسع الرأسى زادت انتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية.

         سنة 1952 كان متوسط انتاجية الفدان من القطن 4,5 قنطار أصبحت سنة 1970، 6,3 قنطار بين نفس التاريخين، زاد متوسط انتاجية الفدان من القمح من 5,18 أردب إلى 7,7 أردب.

         انتاجية الذرة من 6,3 للفدان إلى 11,3 للفدان أردب فى المتوسط. انعكست تنمية الاقتصاد القومى على هيكل التجارة الخارجية. ففيما يتعلق بالصادرات هبـط نصيب القطن من 85% زى ماحكيت لكم فى بداية الخمسينات إلى 48% فقط سنة 70 - 71 من 85 إلى 48  في حين ارتفع نصيب الصادرات الزراعية من 11,9% إلى 32%، أما الواردات فقد أصبح يحتل المركز الرئيسي فيها ما يلزم للانتاج من سلع استثمارية ووسيطة، وهبط نصيب السلع الاستهلاكية غير المواد الغذائية التى زادت وارداتها نتيجة للزيادة الكبيرة فى عدد السكان هبط إلى حوالى 5% وقد أصبحت صناعتنا توفر كل احتياجاتنا الاستهلاكية تقريبا وكانت تعبيرا عن استقلالنا الاقتصادى وانتهاء سيطرة بريطانيا على تجارتنا الخارجية وتنوع اتجاهات الصادر والوارد عبر مختلف القارات.

هدف الثورة هو: اسعاد المواطن

         إن الثورة المصرية وهى تعمل على زيارة الانتاج، كانت تدرك دائما أن هدفها هو اسعاد المواطن، وقد ترتب على زيادة فرص العمالة والارتفاع  في الدخول، أن زاد الاستهلاك العائلى خلال السنوات العشر الماضية بمعدل 8,3% فى الوقت ذاته قدمت الدولة للمواطنين خدمات أساسية. لقد أصبح التعليم فى جميع مراحله بالمجان، كما أن التلميذ فى التعليم العالى يحصل على الكتب بلا مقابل. فرض هذا بالضرورة التوسع في التعليم.

ثورة.. فى التعليم

         أما ضرورة التوسع فى التعليم فإن نسبة الاستيعاب المدرسي فى حـالة الالزام قاربت 75%، كان معنى ذلك أن ارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية فى العشرين سنة الماضية من 1,6 مليون إلى 3,8 مليون، بمعدل زيادة سنوية قدرها 7,1%، أى أكثر من ضعفى معدل زيادة السكان ارتفع عدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية بأنواعها من 250 ألف تلميذ إلى مليون ونصف بها، أى زيادة ستة أمثال التعليم الجامعى شهد ثورة حقيقية إلى جانب التوسع فى الجامعات القائمة تحت إنشاءات جامعة أسيوط كما دار تشييد جامعة الأزهر أعرق جامعات العالم لتعود إلى ما كانت عليه فى عهودها الزاهية تقدم كل أنواع المعرفة جنبا الى جنب مع الدراسات الدينية واللغوية، وامتدت فروع الجامعات إلى الأقاليم فقرر أن يتم خلال الخطة العشرية القادمة استكمال جامعة وسط الدلتا وجامعة شرق الدلتا وإنشاء جامعة فى أسوان. يبلغ عدد طلبة الجامعات والمعاهد العليا سنة 70 - 71 أكثر من 213 ألف طالب مقابل 40 ألف فقط عشية ليلة الثورة أى بمعدل زيادة سنوى 20%.

والخدمات الصحية

         عدد السراير، فى المستشفيات ارتفع إلى أكثر من 73 ألف سرير، أى بزيادة 150% خلال العشرين سنة أصبح هناك 2,2 سرير لكل ألف مواطن، بالرغم من التزامات مصر أزاء الدول العربية والافريقية من حيث تزويدها بالاطباء يبلغ عدد الاطباء الممارسين حاليا حوالى 15 ألف طبيب  بمعدل طبيب لكل 2300 مواطن وقد أقر مجلس الوزراء سياسة صحية جديدة لتطوير الخدمات الصحية والارتفاع بمستواها وبصفة خاصة تشغيل الاسرة بأعلى كفاية وتوفير خدمات التمريض على أوسع نطاق وبدء تقديم العلاج الطبى للعاملين فى الدولة بمساهمة بسيطة منهم فى التكاليف ويضيق المجال هنا عن الافاضة فيما تحقق فى مجال الاسكان الشعبى والمرافق والخدمات الثقافية التى أنشأت لها الدولة لأول مرة فى تاريخ البلاد وزارة مستقلة.

ومن أجل الفلاحين

         الفلاحون هم أغلبية الشعب الساحقة كانوا فى ذلك الوقت أول من اتجهت إليهم عناية الثورة، قانون الاصلاح الزراعى الأول هو باكورة الثورة، والآن وبعد قانون الاصلاح الزراعى الثانى الصادر فى سنة 69 اختفت من الريف المصرى تماما الملكية الاقطاعية.

<9>