إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر اللقومي للاتحاد الاشتراكي العربي

         طول الفترة دي الأمريكان مش ساكتين هم وإسرائيل. تذكروا أن يوم وفاة الرئيس بالذات كان رئيس الولايات المتحدة على ظهر حاملة طائرات في البحر الأبيض لحضور مناورات، وكتبت الصحف الأمريكية أن الغرض من هذه المناورات صراحة هو أن نسمع مدافعنا في البحر الأبيض لجمال عبد الناصر.

         ما كنوش ساكتين، بيتحركوا. الحرب النفسية ماشية، حملات التشويه لموقفنا ماشية. يروح وزير خارجيتنا يزور إيطاليا وأسبانيا يجد فيهما كلام باعتاه الحكومة الأمريكية للأسف عن موققنا، أقل ما يقال فيه إنه كذب، كذب صريح، أقل ما يقال فيه. فيصحح الصورة ويندهش الناس في إيطاليا وفي أسبانيا إن دولة كبرى عليها مسئوليات الدول الكبرى في العالم تلجأ لمثل هذه الأساليب. وكان علينا بعد ما توقف القلب الكبير عن الحياة، كان علينا إن إحنا نكمل المسيرة. وفي وسط الأحزان والتمزق والنزيف كان علينا إن إحنا نستمر ونعمل ونكمل.

         وصل رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي السيد كوسيجين مع وفد، وأجرينا معاه محادثات، زي ما قلت لكم كنا بننزف وإحنا بنشتغل علشان نكمل، لا يجب أبدا إننا نتوقف عن السير. أجرينا محادثات مع رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي، وزي ما هو موقف الاتحاد السوفيتي تماما زي ما كان وزي ما هو النهاردة معانا كانوا، وزي ما ذكرت لكم في كلامي هنا في الأول مش جايين يعزوا بس، لا دول جايين يعزوا وجايين يؤكدوا أخوتهم وصداقتهم ودعمهم الكامل لنا في مرحلة المحنة اللي إحنا بنمر بيها. في هذه المحادثات اللي اشتملت على أكثر من ثلاث اجتماعات. أكد رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي أمام القيادة السياسية في بلدنا موقف الاتحاد السوفيتي ودعمه وتأييده للحق العادل لنا واستمرار تأييده في المرحلة المقبلة بصورة أشد مما كان في الماضي، حتى لا يظن أعداءنا إن إحنا في محنة فعلا أو إننا فعلا بعد جمال سينتهي كل شيء زي ما كانوا متصورين. وبرضه حاييجي اليوم إن شاء الله اللي تفاصيل كل هذا لازم نعرفها، لأن ده ملككم كشعب، ملككم تعرفوا مين الصديق ومين العدو، كلكم تعرفوا في وقت محنتنا وفي وقت ألمنا، وفي وقت واجهنا فيه أقصى ما واجهنل حتى من 9 و 10 يونيه. والله في 9 و 10 يونيه كنا حطام، بس كان معانا جمال، والشعب كله طلع وقال جمال يبقى في مكانه في سبتمبر وإحنا بنواجه هذه الحرب النفسية الشرسة والضغوط الرهيبة  والمدافع اللي بتطلق من نابولي علشان نسمعها هنا في القاهرة بواسطة الرئيس الأمريكي نفسه على ظهر حاملة طائرات. كل هذه الآلام وكل هذه المحن نعرف من حقكم أن تعرفوا مين اللي وقف معانا ومين اللي حاول يستغلها، يستغلها لكي يفرض علينا الهزيمة ويفرض علينا الاستسلام.

         وحاييجي اليوم اللي كل شيء يتقال بالتفصيل. إنما في المجمل بأقول إن الاتحاد السوفيتي صديق شريف وقف معانا وبيقف دائما في أشد أيامنا ألم ومرارة بشرف وبأمانة. ما بيستغلش أبدا أي وضع.

         في نفس الوقت جالنا وفد أمريكي برياسة وزير من وزراء أمريكا، مستر اليوت ريتشارد سون، وشفته قابلته وكان معاه رسميين من الأمريكان المشتغلين بالقضية عندنا، والمسئولين في وزارة الخارجية. وطرحنا

<6>