إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

تشكيك في المستقبل وانهيار الوضع بعد جمال وانتهاء كل شيء. مرة بالتهديد إن فيه مواجهة حاتكون بين الدول الكبرى وإن لابد إن مصر تسمع الكلام. استغلال لآلامنا واستغلال للميتم اللي كنا فيه. إحنا في الميتم لسه كنا وبنعيد بناء الوضع بتاعنا في الداخل واللي زي ما قلت لكم أحمد الله إن شعبنا الأصيل القوي الثابت أثبت لكل هؤلاء كبار أو صغار إن إحنا شعب أصيل بنحزن لكن ما بننساش أبدا في أشد أوقات حزننا ما بننساش نفسنا ولا بننساش أهدافنا وبنصر على إننا نكمل مسيرتنا ونكمل معركتنا.

         تمت اتصالات ثانية مع رئيس وزراء فرنسا لأنه جه وكانت اتصالات طيبة، وتمت اتصالات أيضا مع وزير خارجية بريطانيا لما جه في العزاء. وبهذه المناسبة أنا بأعلن أمامكم إن إحنا بنرحب بالفهم لحقيقة القضية وبالفهم للسلام القائم على العدل اللي بدا أخيرا من وزير خارجية بريطانيا في تصريحه بشأن الانسحاب وتفسيره لقرار مجلس الأمن. بنرحب به وبنقول إن إحنا والله مفتوحين القلب والعقل، بس لسلام قائم على العدل مش فرض السلام أو فرض الاستسلام علينا. أبدا. ومع ذلك وبرغم هذا كله فأنا بأقرر أمام حضراتكم إن إحنا لا نزال حتى هذه اللحظة نريد السلام ولكننا نرفض الاستسلام.

         ابتدينا نواجه عملية الانتقال في وسط الجو المشحون وفي وسط الحرب النفسية الرهيبة اللي بتشنها علينا الولايات المتحدة. وانعقدت اللجنة التنفيذية العليا ثم انعقدت اللجنة المركزية ثم انعقد مجلس الأمة.

         وتحدد موعد للاستفتاء على رئيس الجمهورية، وتم كل هذا في مهابة الشعب ووعيه، اللي ارتفع إلى درجة أذهلت الكل، ونالت احترام الكل وإعجاب الكل لغاية النهاردة. في نفس الوقت كان جيشكم وقواتكم المسلحة على القنال ما بضيع دقيقة، أبداً. رفع الكفاءة القتالية، زيادة التدريب على الأسلحة، زيادة الاستيعاب على الأسلحة الحديثة اللي وصلت، زيادة الاستيعاب بالنسبة للحرب الإلكترونية العديدة ما ضيعناش إطلاقاً أي وقت.

         وهنا لابد أن أشير مرة أخرى إحقاقاً للحق وللتاريخ أن الاتحاد السوفيتي أيضا في أثناء الميتم اللي استغلوه الطرف الآخر عشان يعملوا علينا ضغط وحرب نفسية ومحاولة تحطيم لكل معنوياتنا، ولكل مقاومة فينا. كان الاتحاد السوفيتي يمدنا بدعم جديد أثناء الميتم، علشان يثبت إن في أوقات المحنة واقف معانا. بعد ما انتهينا من العملية الدستورية وانتخب رئيس للجمهورية، وبدأنا نأخذ أوضاعنا علشان نكمل المسيرة بتاعتنا، كان لابد إن إحنا نبدأ بعمل سياسي لكي نفضح فيه كل المخططات اللي حاولت الولايات المتحدة وإسرائيل أنهم يشوهوا بها موقفنا أمام العالم، وخرق وقف إطلاق النار والحملة النفسية الشرسة اللي حصلت واللي حاولوا بها انهم يغيروا الانطباع اللي أخدته دول العالم كلها عن قبولنا للمبادرة، ويقلبوه إلى إننا خرقنا وقف إطلاق النار. واجتمعنا قبل سفر وزير الخارجية إلى نيويورك. واتفقنا على بدء حملة سياسية على مستوى الأمم المتحدة، بمعنى إثارة القضية داخل الأمم المتحدة علشان نفضح موقف أمريكا وإسرائيل أمام العالم كله. ونقول الحقيقة اللي انتهزوا فرصة مؤتمر الهيلتون اللي حصل، العربي هنا، ثم الميتم اللي إحنا دخلنا فيه وانشغالنا،

<8>