إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

         ما زال المجتمع هناك مجتمع عنف تمزقه التناقضات الاجتماعية الحادة وتضيع منه يوماً بعد يوم هذه القيم الحضارية التي كان الظن يوماً من الأيام إنها انتقلت إليه في دورة طبيعية من دورات التطور التاريخي.

         إن الحلم الأمريكي يضيع لأن العلم بغير روح لايصبح طاقة بناءة وإنما يصبح قوة تدمير للنفس قبل أن يكون قوة تدمر للغير.

         إن العلم الأمريكي في فيتنام مثلا دمر بغير حساب. ولكن ذلك التدمير في فيتنام بغير حساب دمر أيضاً في روح الشعب الأمريكي بغير حد ولا حساب.

أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،

         لقد حاولنا وجربنا وطرقنا كل الأبواب. وأصغينا إلى كل المقترحات. وكنا أكثر استجابة ومرونة لكل المتغيرات.

         وكان ذلك كله صادراً عن ثلاثة أشياء:

          السلام القائم على العدل أولاً.

          والمبدأ الذي لا يمكن أن نحيد عنه ثانياً.

          والفهم الضروري لأنفسنا ولقضايانا، ولعالمنا ومشاكله في المقام الثالث.

         ثم وصلنا الآن إلى نقطة أصبح محتماً فيها على كل واحد منا، كما قلت لحضراتكم، أن يحمل مسؤوليته بالكامل، وأن يعطي كل ما عنده بغير حساب، وأن يكون مستعداً إلى أقصى درجات الاستعداد.

         ولقد كنت أدرك أننا بقرب هذه النقطة في هذه الملحمة النضالية العظيمة التي يخوضها شعبنا منذ عشرين سنة تحت ألوية ثورة 23 يوليه والتي قادها ذلك المصري العظيم، ذلك العربي العظيم، ذلك الإنسان العظيم جمال عبد الناصر.

         ولعلي أقول لحضراتكم إنني فور الانتهاء من أعمال المؤتمر القومي الأخير للاتحاد الاشتراكي العربي، وقد احتفلنا فيه بالعيد العشرين لثورة يوليه المجيدة، كرست كل جهدي تأهبا لهذه النقطة القادمة على طريق نضالنا.

         كان في اعتقادي دائما أننا يجب أن نبدأ من البداية الصحيحة، وأن نضع أنفسنا في الموقع الذي نخوض فيه معركتنا إلى النهاية المنتصرة بإذن الله.

         كنت على ثقة أن كل شيء يبدأ بنا، وأن كل شيء ينتهي بنا.

<4>