إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

          ثم إنها بعد الحرب تعرضت لظروف هي من أصعب ما يكون، ويكفي أن نتذكر أن مئات الألـوف من شبابنا تحت السلاح، وتحت أقصى حالات الاستعداد منذ أكثر من خمس سنوات وسط طبيعة شاقة وأمام احتياجات ملحة. وفي مواجهة عدو يحصل على أكثر مما يريد.

          وفى هذا كله صبرت القوات المسلحة وصابرت.

          لم ينقصها الإيمان يوماً، ولا نقصتها روح القتال، ولا كفت عن إعداد نفسها لنداء وطنها حين يصدر إليها الإشارة في ظروف يجب أن تتهيأ لصدور الإشارة.

          أما بالنسبة للأولوية الثالثة، وكان يجب أن تكون الأولى بحكم الضرورات التي تفرض أن يخدم التنظيم السياسي وأن يحكم من حيث هو يخدم، فإنني مرة ثالثة التقيت بالمهندس سيد مرعي ووضعت أمامه تصوري لتنشيط وتكثيف وتعميق عمل التنظيم السياسي بحيث يصل إلى أن يكون القوة المعبرة عن أهداف النضال الشعبي والقوة القائدة لتحقيق أهداف هذا النضال.

          ولابد لنا أن نتفق جميعاً، على أن نضالنا لايستطيع أن يصل إلى تحقيق أهدافه العليا إلا تحت قيادة تنظيم شعبي تنبع حركته من حركة الجماهير وتكون عناصره هي الطلائع التي تملأ المواقع الحساسة في الساحة وفق فكر وطني وقومي أصيل يصف بوضوح ما يريد، ويعرف بيقين كيف يستطيع بقوة الجماهير أن يحقق ما يريد.

أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،

          لقد استطعنا في مجال هذه الأولويات الثلاث التي قدمتها على غيرها استعداداً للنقطة التي نوشك أن نصل إليها ما يمكن أن نقول، بغير ادعاء، إن قيمته كبيرة.

          واعرف انه ما زالت أمامنا جهود أخرى كثيرة نبذلها في مجال هذه الأولويات وفي مجالات أخرى غيرها وأن مجلسكم الموقر سوف يكون قوة دافعة لهذه الجهود.

          ولقد بدأنا لأننا لم نكن نستطيع أن ننتظر وتحركنا لأن الحركة كانت ضرورية بل حيوية.

          وكان تقديري، ولا يزال، إننا يجب أن نفرض أنفسنا على المتغيرات الطارئة بسرعة ولا ننتظر وإلا وجدنا هذه المتغيرات تفرض نفسها علينا وتتركنا وراءها.

          وأجد من واجبي أن أقول لكم بعد ذلك كله أن حجم الجهد المطلوب بالعرق والدم لتحقيق الأمل يحتاج إلى كل إنسان على هذه الأرض، إلى كل رجل وإلى كل امرأة، إلى كل شيخ بل إلى كل طفل.

          لأن التحدي هو أن نكون أو لا نكون، تكون أمتنا العربية كلها أو لا تكون.

 

<6>