إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

          لذلك فإنني أجد من واجبي وقد وصلت إلى هذه الإشارة إلى أمتنا العربية أن أحدد أمامكم بوضوح مسألتين أرى منهما خطراً كبيراً وأتمنى لو استطاعت أمتنا أن تتداركه.

          المسألة الأولى هي أن العمل العربي المشترك لا يبدو الآن في وضع يمكنه من أداء دوره الفعال في المعركة وهي معركة الجميع لأنها مستقبل الكل ومصيرهم بغير استثناء.

          إن الأمة العربية، في وقت خطر داهم، تبدو وكأنها مشغولة عنه بغيره مما لا أريد أن أفيض فيه الآن.

          ولقد أكون منصفاً فأقول إن هناك جهوداً عربية لها قيمتها ولها تأثيرها ولكن الحق يقتضيني أن أقول أيضاً إن هذه الجهود لم تبلغ بعد حدها الممكن فضلا عن حدها اللازم.

          ومع أن هناك علامات مشجعة كقيام دولة اتحاد الجمهوريات العربية بين جمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية الليبية، والجمهورية العربية السورية، والاستعداد لإقامة الوحدة الشاملة بين مصر وليبيا، إلا أن التحدي ليس موجهاً إلى دولة واحدة أو اثنتين أو ثلاث من دول هذه الأمة العربية وإنما التحدي موجه لها كلها.

          وكان حلمنا في وقت من الأوقات من الخليج إلى المحيط. والخطر علينا الآن في هذا الوقت من الخليج إلى المحيط أيضا.

          ولا يمكن لأمتنا أن تواجه ذلك التحدي بالانشغال بقضايا فرعية هي أبعد ما تكون عن قضية المصير فضلا عما فيها من استنزاف لجهود تحتاجها قضية المصير.

          وقد أقول لحضراتكم إننى لست يائساً من إمكانية العمل العربي المشترك، بل العمل العربي الموحد، بل العمل العربي الواحد، ولعلنا أن نعثر على الصياغة الصحيحة لهذا الجهد الذي نريده والإطار الأكثر ملاءمة لإيجاده، وهذه مهمة نباشرها فعلا عن إدراك بان النجاح فيها سوف يحدث آثاراً واسعة المدى على الصراع الذي نخوضه وهو صراع لا تواجهنا فيه إسرائيل وحدها.

          أما المسألة الثانية، في صدد العمل العربي، هي المقاومة الفلسطينية، ونحن أول من يدرك طليعة التعقيدات التي تتشابك في الساحة الفلسطينية ولكننا مع ذلك كله نعتقد أن نضالنا العربي العام لا يستطيع أن يكمل مسيرته ولا أن يحول هذه المسيرة إلى زحف منتصر ما لم تكن الطلائع المسلحة للشعب الفلسطيني في المقدمة وفي الصف الأول.

          ولقد كانت سياستنا إزاء المقاومة الفلسطينية ترتكز على عنصرين:

الأول: اعتبار المقاومة الفلسطينية هي الممثل الشرعي الحر لشعب فلسطين.

الثاني: إننا نقيس موقف كل بلد عربي ونقيس اتجاهه من علاقته بالمقاومة الفلسطينية.

 

<7>