إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

         كانت سياستنا ترتكز على هذين العنصرين ولا تزال ولن تتغير وإن كنا نتمنى من صميم قلوبنا أن تتمكن فصائل المقاومة الفلسطينية من تحقيق وحدتها ومن تركيز عملها.

         إن الغرور قد وصل بالعدو إلى حد إنكار كل وجود لشعب فلسطين.

         من هنا كان اقتراحي في الخطاب الذي ألقيته يوم 28 سبتمبر ونحن نحتفل بذكرى جمال الذي أعطى لهذه الأمة كلها عمره وجاد بنفسه الأخير وهو يحارب مع المقاومة الفلسطينية، معركة من أعنف وأشرس معاركها، أقول من هنا كان اقتراحي بأنه إذا تألفت حكومة فلسطينية في المنفى فإننا على استعداد للاعتراف بها.

         ولم نكن بهذا نريد أن نفرض عليهم ما لم يستعدوا له بعد أو ما لم تتهيأ ظروفهم لتحقيقه.

         لقد عرضت اقتراحاً وتركت الرأي فيه لهم ولشعب فلسطين. ولم يكن الاقتراح إلا محاولة للرد على التحدي الذي وصل إلى حد إنكار الوجود ذاته على شعب فلسطين.

         وهو مجرد صيغة للمناقشة.

         وهناك بالتأكيد صيغ أخرى ولكن الصيغ كلها وسائل للتعبير عن أهداف، وأهدافنا هنا هي:

         وحدة المقاومة الفلسطينية. ثم: تركيز عملها النضالي ؟

         وليس ذلك مهماً في حد ذاته فحسب ولكن أهميته العظمى تنبع من أن ذلك وحده هو التعبير الحقيقي والضروري عن وجود الشعب الفلسطيني وعن نضاله.

         سوف انتقل الآن، بإذنكم، أيها الاخوة والأخوات، إلى الحديث عن بعض المواقع الهامة بالنسبة لنضالنا وأبدأ منها بالعلاقات المصرية السوفيتية.

         أريد أن أضع أمام حضراتكم ما يلي:

أولاً: إننا نقدر تقديراً عالياً قيمة الصداقة العربية السوفيتية ونحن لم نقصر في الحرص عليها ولا في حمايتها ضد هجمات ضارية وجهت إليه.

         ولسنا نحن بالذين ننكر الجميل أو نتنكر لأصحابه. بل إننا لم نكن نعتبر الأمر مجاملات أو جمائل وإنما كنا نفهم العلاقات العربية السوفيتية باعتبارها صداقة استراتيجية بالنسبة لنا ونحن لم نتغير.

ثانياً: إننا اضطررنا مكرهين لوقفة موضوعية مع الصديق، وقد شرحت لكم دواعيها هنا في جلسة لهيئتكم البرلمانية أثناء دورة الانعقاد غير العادي التى دعيتم إليها في شهر أغسطس الماضي.

         كما أنني شرحت دواعيها في اجتماعات اللجنة المركزية ولغيرها من مستويات تنظيمنا وأجهزتنا السياسية.

<8>