إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

          أمريكا أعلنت إنها تمد إسرائيل بالسلاح. وأعلنت إنها ستحتفظ بالتفوق لإسرائيل لتردع العرب. وسربت عمداً أنباء عن معونات مستمرة لإسرائيل. الشواهد كلها تشير إلى أنها عملية حرب نفسية على جبهتنا الداخلية. فقد تعهدت أمريكا لإسرائيل بالتفوق حتى ييأس العرب.

          النقطة الواضحة هو موقف أمريكا. وهو عنصر أساسي من عناصر المعركة، تصعيد الموقف بالاتفاق مع إسرائيل لزلزلة الجبهة الداخلية. يريدون أن يهدموا إرادتنا من الداخل بعد أن استطعنا أن نبني جبهتنا العسكرية. حتى ننفجر من الداخل ونختلف على أنفسنا فلا يمكن لقوتنا أن تقوم بمعركتها. وإذا حدث انفجار داخلي فلن تكون إسرائيل وأمريكا في حاجة إلى معركة وتنتهي القضية وننتهي كشعب وتتحقق أهداف إسرائيل وأمريكا.

          أردت أن أخرج بهذا الدرس إلى العالم، وعايز أقول لكم حاجة. في غرب أوروبا قالوا لنا: لا بد أن يحس العالم بكم ويعرف قضيتكم، وأنتم وحدكم القادرون على أن تجعلوا العالم يحس بكم. لا أمريكا ولا روسيا.

          خلاصة الموقف: أن نأخذ مسئوليتنا كاملة بتحرك عسكري جاد وتحرك سياسي جاد. وبدون ذلك لن يحس بنا العالم وتظل القضية معلقة. وأقصى ما نصل إليه هو حل جزئي أو مرحلي.

          هذه المرحلة علامة بارزة. مرحلة المواجهة الشاملة وقد كان مقرراً أن يعقد هذا الاجتماع في نوفمبر الماضي بناء على حسابات في الصيف. وفي افتتاح مجلس الشعب في نوفمبر الماضي، قلت إنني في أغسطس دعوت رئيس الوزراء وأمين الاتحاد الاشتراكي ووزير الحربية وأعطيتهم تصوري عن المرحلة. وكان تخطيطي أن ندخل هذه المرحلة في نوفمبر الماضي. لكن لظروف لم يحن الأوان للكشف عنها تأجلت - وكان هذا محسوباً منذ الصيف الماضي - وهذا معناه إننا نسير بخطة وليس نتيجة لأحداث أو متغيرات.

          الدرس الذي خرجنا منه بوضوح هو أنه لا بد أن تدب الحياة فينا ونقول للعالم إننا أحياء ونستطيع أن نغير الموقف عسكرياً وسياسياً. ولا يكفي أن ننتصر، بل لا بد من البناء، ونحن مؤهلون لذلك. يجب بناء الدولة جنباً إلى جنب مع المعركة، وإلا لن يكتب لنا البقاء.

          أنتقل للجزء الداخلي في المرحلة الماضية. في مستهل كلامي قلت لكم أنه في مايو سنة 71 وقفت في حلوان وقلت لا بد أن نجعل من هذه المعركة منطلقاً لبناء جديد، وإلا كتب على شعبنا الضياع نهائياً. لا يكفي أن ننتصر في المعركة، لا بد من البناء الجديد القائم على كل ما في العصر من علم وتكنولوجيا ونحن لا ينقصنا لا العقول ولا القواعد الصناعية ولا الكادرات ولا أي شئ. موجود عندنا كل شئ ومؤهلين أن ندخل هذا العصر بخلاف دول كبيرة مثلنا. نحن مؤهلون تماماً، بل أجزاء منها موجود.

<7>