إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

          أقول إنه بدون أن نتخذ من هذه المعركة نقطة انطلاق تكتب لشعبنا الحياة، وضربت مثلاً كما قلت بالاتحاد السوفيتي. الاتحاد السوفيتي في عام 41 كان التفوق العلمي والفني الألماني عليه أضعاف تفوق إسرائيل علينا، أضعاف أضعاف، بل أن ألمانيا أخذت العالم كله بما فيه الدول الصناعية العظمى على غرة. عشرة سنين ظل هتلر يجهز فيها نفسه، تماماً كما ظلت إسرائيل تجهز نفسها عشر سنين من 57.

          أخذ هتلر الدول الصناعية الكبرى على غرة إنجلترا كانت دولة صناعية من الدرجة الأولى، أمريكا كانت دولة صناعية من الدرجة الأولى، فرنسا كانت دولة صناعية من الدرجة الأولى. ومع ذلك لأن هناك واحداً ظل يجهز نفسه عشر سنوات والثاني نايم، أمكن أن يأخذ فترة زمنية تفوق فيها الألمان ليس فقط على روسيا التي لم تكن دولة صناعية درجة أولى، كانت دولة عادية. فهو تفوق على الدول الصناعية الدرجة الأولى لأنهم لم ينتبهوا، وكان هو منتبه ويرتب نفسه كما حدث بين إسرائيل وبيننا.

          أقول إنه ما لم يسر البناء، بناء الدولة الجديدة إلى جانب المعركة، الاثنين في وقت واحد، لن يكتب لشعبنا البقاء. الاتحاد السوفيتي ظل ثلاث سنوات يحارب حرباً شرسة إلى أن أخرج الألمان من أرضه، ولكنه لم يقف، أكمل البناء الجديد الذي جعل الاتحاد السوفيتي قوة من قوتين كبيرتين في العالم اليوم. طلعوا القمر وأرسلوا لونوخود على القمر، وعندهم تكنولوجيا، وعندهم صواريخ عابرة، وتذهب أمريكا تتفق معهم، ويسافر نيكسون إلى موسكو لكي يتفق معهم. لماذا؟، أقاموا البناء إلى جانب تحرير الأرض.

          هذا ما قصدته إذا لم تكن المعركة نقطة انطلاق لبناء جديد، فحتى لو كسبنا المعركة عسكرياً وحررنا أرضنا بعد خمس سنين، سنكون في وضع أسوأ ويعتدي علينا مرة أخرى، وسيكون أبعاد الاعتداء أمام التقدم العلمي الرهيب الذي يسير في العالم أكثر من أبعاد ما وقع علينا. وتكون الهزيمة ألعن مما وقع في سنة 67.

          هذا التفسير لكلامي ما لم نجعل من المعركة نقطة انطلاق لبناء جديد، يبقى إحنا بنقامر بمصير شعبنا أمام الله وضمائرنا وأمام شعبنا والأجيال القادمة.

          ماذا حدث في الداخل؟ إحنا حكينا عن اللي حصل في الخارج وطلعنا بالدرس المستفاد. ماذا حدث في الداخل؟، إحنا بدأنا مسيرتنا منذ عبد الناصر، بالميثاق وبيان 30 مارس. في 28 سبتمبر سنة 70 توفي عبد الناصر، تحملنا كلنا المسئولية ومضينا إلى أن جاء 15 مايو. في 15 مايو قلنا هنا علامة من علامات الطريق، الميثاق هو دليلنا تماماً، بيان 30 مارس هو الأساس اللي الشعب أعطاني ثقته وانتخبني على أساسه، هذه هي الوثائق الأساسية ما بعد 15 مايو، وهو استمرار للميثاق ولبيان 30 مارس، ولكن بعد 15 مايو وبعدما تكشف لنا ما تكشف كشعب ناديت قلت علشان نطبق الميثاق التطبيق السليم ونمارس الممارسة الديمقراطية السليمة الواردة في بيان 30 مارس، يبقى إنه لا بد أن نأخذ بدولة المؤسسات وسيادة القانون، من هنا بيكتسب 15 مايو أهمية، مش لأنه تاريخ ثورة جديدة، أبداً ثورة 23 يوليه ثورة واحدة لا تتجزأ، وثائقنا وثائق ثابتة، الميثاق، بيان 30 مارس. ووضعت أنا بعد 15 مايو برنامج العمل الوطني. وثائقنا ثابتة،

<8>