إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، في الاجتماع المشترك لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي

لكن بعد 15 مايو لكي نطبق الميثاق ولكي يشترك الشعب كله في حمل المسئولية قلنا دولة المؤسسات وسيادة القانون، ووضع مجلس الشعب القوانين المنفذة للدستور ومنها قانون الحريات، حصلت المناقشات في مجلس الشعب، وبدأ كل إنسان بعد 15 مايو يحس تماماً بمسئولية في المرحلة وفي المعركة اللي إحنا عايشنها، وعندما أقول المعركة فالمعركة قائمة منذ العدوان ومن قبل العدوان، وإنما دخلت في دورها بعدوان 67 في الدور النهائي لها. نحن في معركة من 67 مش جديد الذين يريدون التشكيك في المعركة.

          إحنا في المعركة من 67 والمعركة قائمة من 67، قلنا علشان نطبق الميثاق ونطبق الخط الاشتراكي بتاعنا بنعمل دولة المؤسسات وسيادة القانون ونعطي ضوابط للسلوك الديمقراطي، كيف؟ العلاقة بين المؤسسات وبعضها، وبالتالي بين الدولة كلها كدولة وبينها وبين الشعب. لا بد أن أكون صريحاً معاكم، آمالي في هذه الناحية بالقدر الذي كنت أريده لم يتحقق بالنسبة لدولة المؤسسات أو سيادة القانون، لماذا؟ بعض الأوضاع والحساسيات القديمة فرضت نفسها، بعض القوى لم تعرف دورها في الممارسة الجديدة. قواعد الممارسة نفسها كانت دائماً محفوفة بخطر بعد الظروف التي عشناها كلنا واللي انتم عشتوها. قواعد الممارسة التي نبهت عنها في مجلس الشعب محفوفة بالمخاطر، كلها يعني مثل هذا الموقف، وأنا قلت في مجلس الشعب إنه لا بد أن الإنسان يتجاوز ويكون فيه شئ من التجاوز لكي تكمل التجربة. يعني معناها إنه تحصل أخطاء ونصلح الأخطاء، لكن المسألة تعدت هذا لأنه كما قلت توجد حساسيات وكما قلت هناك ناس لم يقدروا على تحمل الدور المطلوب منهم تماماً، وكما قلت وهذه أخطر نقطة، الممارسة فهمت خطأ، الناس يتكلمون عن الصراع بين الحكومة والاتحاد الاشتراكي، وبين الاتحاد الاشتراكي والحكومة، وبين مجلس الشعب والاتحاد الاشتراكي، وبين مجلس الشعب والحكومة. في دولة مؤسسات، هذا مش ممكن لأن ذلك يعني دولة متناقضات وليس مؤسسات.

          علماً بأنه في وسط هذا كله يحكمنا ظرف قاهر وهو المعركة. ولا نستطيع أن نؤجل المعركة إلى أن نرتب أنفسنا، ونرتب الممارسة، لأنه لا مصلحة وطننا ولا المرحلة التاريخية اللي بنمر بيها ولا مرحلة الظروف الدولية التي تحيط بنا والتي تحدثت لكم عنها والتي أسفر عنها اتصالنا بالعالم كله تسمح أن تنتظر المعركة حتى نرتب أنفسنا في الداخل، فالمعركة ملحة تماماً كما أن الممارسة السليمة ودولة المؤسسات وسيادة القانون ملحة ولا بد أن يسير الاثنان معاً.

          ماذا كانت نتيجة ذلك؟. كانت نتيجته التضارب الذي حصل، ونتيجته الصراعات التي طلعت من داخلنا. أسباب البلبلة في موقفنا نحن خلقناها من داخلنا وانعكست طبعاً على العالم من حولنا، وأنا نبهت لهذا في اجتماع عام في مجلس الشعب، ونبهت في اجتماعي مع اللجنة الدائمة لمجلس الشعب، ونبهت في اجتماعي مع الصحفيين الذين حضروا. نتيجة هذه التناقضات حصلت بلبلة لنا وعكسنا هذه البلبلة من حولنا على العالم، بل وهذا ما ساءني فعلاً أننا شوهنا سمعة مصر بدون داعي. بيان يطلع باسم طلبة، وأنتم كلكم تعرفون أن هناك 250 ألف طالب في الجامعات والمعاهد العليا والذين قبض عليهم في ديسمبر يبلغ عددهم 48 تقريباً،

<9>