(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

قطعنا بعرقنا من خدماتنا، قطعناه من التنمية علشان أجيالنا ما راحش على الأرض، موجود هناك على القنال وبتشوفوه شرف وكرامة وصمود وإباء وعزة - إعداد كامل في كل لحظة.

          كل ده موجود لكن الحملة النفسية اللي قلت لكم عنها استطاعت إنها تخش إلى بعض النفوس وبعض الناس يقول إيه: طب ما نقعد ونقفل على نفسنا ونبني وبعدين بعد كده نبقى نحرر. مش متاح - وده كله اللي عايزاه أمريكا وإسرائيل إنه بقاء الحال على ما هو عليه - في السكون ووقف إطلاق النار بس - دا هو ده المطلوب. دا كل يوم أمريكا بتحسب، وما أسعدها وما أسعد إسرائيل إن الوضع يفضل زي ما هو. من خلاله بتبني المستعمرات بتبني المدن، بتغير، بتوضب الشريحة اللي حا تأخدها من مصر، وبتوضب القطعة اللي حا تأخدها من الجولان، والقدس تكون كملت محاصرة القدس العربية ونزعت بقية الأرض اللي مش عارفة تنزعها. في غزة غيرت المعالم وبتغير المعالم. في سينا تكون بنت المستعمرات زي اللي عملتها في شرم الشيخ وغيرها - هو ده المطلوب - المطلوب إن إحنا نقعد ساكتين، ونقعد معناها ايه؟ معناها إن إحنا حا نتاكل جوه نفسنا، من داخلنا إحنا حاننفجر على نفسنا من داخلنا، لأن نفوسنا مجروحة كلنا. ما حدش حايقدر يقعد ساكت أبداً. وإزاي حا نبني، نبني إزاي إذا كان هناك حصار كامل من حولنا.

          عملية الميراج الأخيرة اللي انتم سامعين عنها دي اللي إسرائيل بتقول إن الطائرات الميراج الليبي جات لمصر ومقدمة حملة عنيفة على فرنسا علشان توقع بين فرنسا وبين مصر وبين فرنسا وليبيا. وكأنها إسرائيل - زي ما قلت برضه لإخواننا السوفيت في مارس 71 من سنتين وشوية إن حا توصل لهذه المرحلة كأنهم أوصية إسرائيل على المنطقة هنا.

          البلد دي بيروح لها كذا، والبلد دي ما يروحلهاش كذا، ويروحوا يضربوا في جنوب لبنان، يضرب في صيدا، يضرب في بيروت، يضرب في سوريا، يضرب في مصر. ماحدش يقول له حاجة. مش هو ده اللي ماشيين فيه النهاردة - النهاردة الطيارات جات لمصر، يبقى إزاي الكلام ده، وتقوم القيامة لأن إسرائيل لا تسمح ولأنها ولي الأمر في المنطقة هنا. وأمريكا بتساند وواقفة وراء إسرائيل مائة في المائة. أمر غريب.

          دخلت الحملة النفسية على البعض هنا. طيب إذا كانت إسرائيل قاعدة تمارس هذا الدور في المنطقة بتأييد ومساندة الولايات المتحدة الكاملين، حانبني إزاي هنا والحصار ده قائم علينا. غرب أوروبا له مصالح في أمريكا، ومابيقدرش يدينا، صديقنا الاتحاد السوفيتي بيصل إلى حد معين معانا زي ما قلت لكم قبل كده طيب حانبني ازاي؟ ياريت. كل يوم بنتأخره في وقف إطلاق النار ضرر على القضية خالص، لأنه بيدي خصمنا الفرصة لفرض الأمر الواقع، وهو ده اللي هو عايزه.

          دخلت الحملة النفسية على البعض عندنا هنا، وبدال ما يتحول الجرح اللي في قلبنا والحقد المرير اللي حطته فينا الهزيمة إلى نار وكراهية لأعدائنا، عايزين نفكها في نفسنا، تبقى مصيبة كبيرة. لا، علشان كده زي ما بقول لكم كانت النتيجة إنه في المرحلة الماضية البعض هنا اهتزت نفوسهم واهتزوا من الحملة النفسية.

<10>