(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

          أقول الموقف العربي النهاردة بيتحسن يوم بعد يوم. زي أنا ما قلت قبل كده أمام اللجنة المركزية ومجلس الشعب، في المؤتمر المشترك. زي أنا ما قلت إن هناك سلبيات في الموقف العربي، مهمتنا النهاردة ما نخدش الأمور لا بعصبية ولا بنرفزة، المسألة لا تحتمل عصبيه ولا نرفزه لأن ده مستقبل ومصير، ولكن كل شئ نأخذه بدراسة ووعي وفهم لأبعاد كل مشكلة.

          الموقف العربي زي أنا ما قلت فيه سلبيات، لكن فيه إيجابيات وبيتحسن يوم بعد يوم، ولابد أن تتغلب الإيجابيات على السلبيات.

          أول حاجة في الموقف العربي اللي هيه القاعدة الأصلية اللي إحنا بنرتكز عليها هو الاتحاد الثلاثي أو اتحاد الجمهوريات العربية اللي بيننا وبين سوريا وليبيا. زي أنا ما قلت قبل كده، وزي ما اتقدمت الحكومة ببيانها أمام مجلس الشعب، يكفي أن يقوم اتحاد الجمهوريات العربية لثلاث دول مصر وسوريا وليبيا، وهم يمثلوا تقريباً نحو نصف الأمة العربية، يكفي أن يقوم هذا الاتحاد من خلال غبار ودخان الهزيمة والمعركة. إحنا كنا في هزيمة، انهزمنا سنة 1967، ومن ضمن استراتيجية أمريكا أنه بتنتهي قضية الوحدة العربية إلى الأبد تمهيداً للقضاء على النظم التقدمية، وبذلك تنتهي مشاكل أمريكا في المنطقة. لا، على العكس، من غبار الهزيمة ولأول مرة ثلاث دول مع بعض بيقوم اتحاد الجمهوريات العربية من مصر وسوريا وليبيا، شكل جميع أجهزته من مجلس وزاري، إلى مجلس أمة اتحادي، ووزراء اتحاديين وبيباشروا وماشيين، صحيح بخطوات وئيدة، ولكن خطوات ثابتة وأكيدة على الطريق من خلال الهزيمة. دي القاعدة الأصلية اللي إحنا بنرتكز عليها. بيننا وما بين سوريا زي زمان انتم عارفين فيه قيادة موحدة بالنسبة لقواتنا المسلحة، وتفاهم كامل على كل شئ. بيننا وما بين ليبيا سامعين انتم سبتم الإجراءات والدراسات في اللجان المختصة علشان قيام الوحدة الكاملة بين مصر وليبيا هذا العام. ماشيين. مش واقفين، وبرغم أن اللي كان بينتظره أعداؤنا هو العكس، هو إننا في هذه المرحلة تنتهي نهائياً قضية الوحدة العربية أو الصلات اللي بين كل دولة والثانية.

          النهاردة بيسعدني إني أعلن أمامكم أن العراق بدأ في ممارسة دوره القومي بالنسبة للمعركة.

          القائد العام الفريق أول إسماعيل، زي ما انتم عارفين سافر في رحلة، هو اليوم في العراق. العراق بيمارس اليوم مسئولياته على المستوى القومي، وما في شك إحنا كلنا بنرحب به في هذه المرحلة.

          السعودية، لعلنا سمعنا تصريح وزير البترول في أمريكا، في السعودية هناك اتصالات ثنائية بيننا وما بين بعض. والسعودية تقف وتؤيد. ونحن كما قلت، وكما سأقول دائماً، لن نطلب من أي أخ عربي أكثر مما سنؤديه إحنا أنفسنا. إحنا الأول حنضرب المثل بنفسنا وحنحرك، وحنكسر الجمود والسكون اللي موجود، وبعدها كل أخ عربي عليه أن يقوم بمسئوليته، وعليه أن يقوم بدوره.

<12>