إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

مهازل ولازم العالم كله يسمع. في الفترة الماضية قامت علينا حملة صحفية ضارية شرسة، ولا زال بعضها لغاية النهاردة، سواء في أمريكا أو في أوروبا وتشويه كامل لموقفنا، وكأننا إحنا المعتدين مش المعتدى عليهم. وكأننا إحنا اللي بنهزأ بالعالم وبقرارات الأمم المتحدة وبنرتكب جرائم القتل جهاراً نهاراً باسم الدولة زي اللي بتعمله إسرائيل. حملة صحفية ماشية، ماشية في أوروبا وماشية في أمريكا.

          لا بد بقى، إحنا طلبنا مجلس الأمن يجتمع علشان حقائق القضية كلها تتقال قدام العالم وقدام صحافة العالم يتقال، يارنج اتصل بنا امتى واتصل بإسرائيل امتى وقال لنا إيه وردينا إيه، وقال لإسرائيل إيه وإسرائيل ردت إيه. اللي كانو بيتجنبوه دايماً. بنحط كل شئ بوضوح. ليه ده أمر حيوي وأساسي في تحركنا الدبلوماسي المقبل. طيب ما حدش يتصور إن ده نهاية تحركنا الدبلوماسي أبداً، لأن أنا قلت تحركنا الدبلوماسي ماشي قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة. التحرك الدبلوماسي ما يقفش، ولكن هناك علامات على الطريق. اجتماع مجلس الأمن المقبل علشان يضع تفاصيل القضية كلها أمام العالم اللي بيحاولوا النهاردة بحملة صحفية شرسة متعمدة اللي بيطلقوها في أوروبا وفي أمريكا لازم نضعها أمام الرأي العام العالمي كله. وإحنا ماشيين في طريقنا، الإعداد والحملة الدبلوماسية، الإعداد للمعركة والحملة الدبلوماسية.

          فرنسا، حكيت لكم عن محاولات التوقيع اللي بتعملها إسرائيل بينا وبينها، بين فرنسا وبيننا وبين فرنسا وليبيا، وكأن إسرائيل بقت الوصي الشرعي على المنطقة اللي تقول الدولة دي يروح لها طيارات ودي لا يروح لها دبابات ودي ما يروحلهاش. بريطانيا واقفة عند موقفها، وأنا يسعدني هنا في هذا العيد وأمامكم في هذه المناسبة لأول مرة كنت بأتكلم بعد اجتماع مجلس الأمن. بيسعدني إني أوجه الشكر حقيقي إلى فرنسا وإلى إنجلترا على موقفهم في مجلس الأمن أخيراً. حقيقي إن القرار اللي كان لازم يصدر ماصدرش، إلا أن موقف فرنسا وإنجلترا كان موقف مشرف ومع الحق ومع العدالة، وكان يسعدني جداً ويسعدنا هنا إن أمريكا تستخدم الفيتو علشان إن كان لها بقية من أصدقاء في هذا العالم يعرفوا من هي أمريكا النهاردة. وبعد حادث بيروت يعرفوا كويس من هي أمريكا النهاردة.

          موقف إيطاليا، فوجئنا في الأسبوع الماضي بشيء غريب. طلع إن أندريوتي بتاع إيطاليا قال قدم مشروع، والمشروع ده فيه حل للقضية. بقى الراجل عايز يساهم في حل القضية باعتبار إن إيطاليا من الدول اللي لها مصالح كثيرة معانا اقتصادياً من ناحية، ولها أيضاً مصلحة في فتح قناة السويس لأنها متضررة من قفل القناة كأكثر من أي دولة أخرى، فيحاولوا يبذلوا مجهود. كان هنا وزير خارجيتهم في مصر في الشهرين اللي فاتم وقابلته واتكلم معايا واتكلم في أن إيطاليا عايزة تبذل مجهود. وأنا قلت له ما عندناش مانع، أي واحد عايز يبذل جهد إحنا بنرحب بهذا، ولكن موقفنا حدوده أهه، الموقف اللي إحنا كلنا عارفينه، عايزين يفشلوا أو يوقعوا بينا وما بين إيطاليا كمان. قاموا قالوا أندريوتي مقدم مشروع علشان قناة سويس جديدة تشترك فيها إسرائيل. بقى الحكاية إيه؟ سنة 68 فوجئنا في الصيف، جاي لنا وزير من وزراء الصومال برسالة عاجلة من رئيس جمهورية الصومال في ذلك الوقت المرحوم شارماركي وقال إن فيه رسالة خطيرة

<14>