إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

وقابلت القادة السوفيت، استطعنا إن إحنا نزيل السحابة دي كلها، واستطعنا إن إحنا نتفق بالنسبة للخطوات المقبلة.

          زي ما سبق وأعلنت في أول اجتماع لي مع القادة السوفيت بعد ما شرفني الشعب بانتخابي، كان يوم أول واثنين مارس سنة 1971، وفي محضر هذا الاجتماع أثبت فعلاً ما سنتعرض له إحنا في هذه المنطقة في المرحلة المقبلة في المحضر الرسمي، ولما لم أقتنع فيما أعلنت أنا قبل كده، قلت لهم أنا مش مقتنع ولا بد أن نثبت في المحضر إن إحنا مختلفين. إحنا أصدقاء ما في شك، ولكن مش عيب إن الأصدقاء يختلفوا، وأصريت لأنه كان لنا وجهات نظر وكان للاتحاد السوفيتي وجهة نظر إنه الحل السلمي هو الحل الذي لا حل سواه، مع الأخذ طبعاً بعين الاعتبار إنه يقوي قوتنا الدفاعية.

          وأنا كنت بأقول إنه ترك الحال على ما هو عليه في مارس 71 حا يخلي إسرائيل تعربد في المنطقة وحا يخلي أمريكا تنطلق علشان تحقق أهدافها وأهداف إسرائيل.

          كان تقديري ولا يزال من وقتها، من مارس سنة 1971 لغاية النهاردة ولغاية بكره، وزي ما أثبتت الأحداث، إنه بالحرب النفسية اللي بتشنها علينا أمريكا وإسرائيل، وبالتسليح اللي لا حدود له، والمساعدات اللي لا حدود لها، اللي بتأخذها إسرائيل من أمريكا، حنيجي يوم نلاقي إسرائيل بتعربد. وده اللي حصل، لماذا راحت أغارت على جنوب لبنان وبعدين ضربت سوريا، وبعدين رجعت ثاني عملت العملية الأخيرة بتاعة بيروت، اللي إن دلت على شئ فإنما تدل على أن إسرائيل تشعر بحماية أمريكا وتأييدها المطلق إنها تستطيع أن تعمل أي شئ في المنطقة، حتى تدخل البيوت على الناس وتقتل المدنيين وتقتل النساء جوه شققهم وفي بيوتهم في قلب بيروت. هذا العدوان مش عدوان على شقق بيروت بس، وأنا بأكلم النهاردة الأمة العربية كلها، هذا العدوان عدوان على كل عاصمة عربية، على كل بيت عربي، على كل كرامة عربية، على كل عزة عربية، على كل شرف عربي. هذا الهجوم وهذه العربدة الإسرائيلية المؤيدة من الولايات المتحدة، دي مش هجوم على شقق في بيروت، دي هجوم على كل إنسان منا. مرات يوسف النجار اللي ماتت وهيه واقفة بتدافع عن جوزها في قلب شقتها هي أمي وأختي وأمك وأختك، هي كل ما نعيش إحنا علشان نحافظ عليه من شرف ومن إباء عربي.

          اللي وقع في بيروت اتكلمت عنه سنة 1971. ونيجي النهاردة للموقف، ما هو الموقف النهاردة؟ الموقف النهاردة أمريكا وإسرائيل طبعاً عايزين استمرار وقف إطلاق النار، ليه؟ من تحت وقف إطلاق النار وحالة السكون اللي إحنا فيها، إسرائيل بتغير في الأرض، بتبني المدن، بتبني المستعمرات ببجاحة ووقاحة على الأرض، في شرم الشيخ يعلنوا ويقولوا إحنا قاعدين إلى الأبد، ويبنوا مكاتب سياحية وفنادق وغيره. في الجولان، في الضفة العربية، في غزة، في سيناء، في كل مكان، عايزين وقت، علشان يمضي الوقت يبقى الأمر الواقع، ويكونوا همه بنوا المدن وبنوا المستعمرات وغيروا المعالم.

<5>