إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال

          شيء غريب - الأمر الغريب اللي الإنسان بيستغرب له إن المحادثات اللي - دارت بين بريجنيف ونيكسون في مايو سنة 72 - السنة اللي فاتت - والاثنين زعماء الدولتين الكبار في العالم - ودي في غرفة هما الاثنين لوحدهم. يطلع خبرها يروح لايبان وانه بريجنيف طلب من نيكسون إن الشرق الأوسط يكون له أسبقية، قام نيكسون قال له لا - وإن ايبان بيقول لنيكسون إن شاء الله يا نيكسون بقى لما بريجنيف يروح لك واشنطن تعمل كده زي ما عملت في موسكو - إزاي أخبار الرؤساء اللي على هذا المستوى بتطلع إلا إذا كان إسرائيل هي أمريكا، وأمريكا هي إسرائيل. أمر محزن ومخجل، وبعدين ولا تكذيب من أمريكا، أبداً. كل شئ بتقوله إسرائيل وتعلنه جهار النهار، تصريح أبا ايبان اللي بأقول لكم عليه ده ولا تعليق عليه. علشان يسمع أصدقاؤنا في الاتحاد السوفيتي، حتى الجلسة الخاصة اللي بتبقى بين بريجنيف ونيكسون بتكون عند إسرائيل، لأنه لسه أصدقائنا في الاتحاد السوفيتي بيصدقوا في عملية الحل السلمي اللي جاي.

          ماشية الحرب النفسية. ودخلت على العالم العربي كله، وللأسف دخلت على البعض عندنا هي في بلدنا للأسف مش من العمال ولا من الفلاحين، ولا من الجنود إطلاقاً - القاعدة الأساسية بتاعة الثورة، القاعدة الأساسية لهذا الشعب سليمة مائة في المائة - سليمة مع قواتها المسلحة. لكن كبشر وكجرح خلاص حانخش على السنة السادسة - النفوس مجروحة، كلنا مهيئين. فيه قصور في حاجات كثيرة في الدولة في الخدمات. ما حد ينكر هذا ولا أنكره أنا أبداً، في قصور ليه لأنه من ست سنين مضت وإحنا بنصرف ما معدله 700 مليون جنيه على القوات المسلحة غير الاعتمادات الإضافية. فيه قصور، ممكن في التليفونات يكون فيه قصور، في المواصلات يكون فيه قصور، في الإسكان فيه قصور - ممكن - شبكاتنا محملة معبأة - كل ده ممكن وبنستحمله. طبعاً ممكن لأي واحد في مثل الظروف دي وكلنا مجروحين فيها ونفوسنا مجروحة، واللي إحنا كلنا عايشين مرحلة قلقة، وعايشين مرحلة بنشوف فيها حوالينا تطورات في هذا العالم من الكبار ومن الصغار على السواء، بتمس قضيتنا - ممكن لأي واحد وأسهل شيء إنه يقول المواصلات فيها كذا - التموين فيه كذا - شبكة التليفونات - والمجاري طفحت - دا المواصلات أيه - ممكن - وده كله ممكن. بس هل إحنا في ظروف عادية؟ إحنا مش في ظرف عادي زي ما قلت لكم إحنا بنصرف من ست سنين 700 مليون جنيه في السنة. كان مفروض ميزانية القوات المسلحة ما بتزيدش عن 200 أو 250 مليون جنيه يعني فوق الـ 450 مليون جنيه سنوي، كان مفروض إنها في التعمير وفي التنمية ولكن بنقطعها من قوتنا بنقطعها بكفاحنا وعرقنا وبنحطها لقواتنا المسلحة علشان نعيد بناء قواتنا المسلحة وأمكن أن يعاد بناء قواتنا المسلحة على أحسن وأكمل صورة.

          وهنا قدامكم وفي عيدكم وباسمكم بأتوجه لكل فرد من أبنائنا في القوات المسلحة على خط النار بأتوجه لهم بكل الشكر والعرفان باسمكم جميعاً وباسم الشعب لأن كل الظروف في الحر والمطر وفي البرد - في كل الظروف قاعدين مرابضين ومستنيين الإشارة بيتلهفوا جميعاً علشان يوصل لهم الأمر، بأطمئنكم عليهم، بطمنكم على اخوتكم وبأقول لكم إن كل اللي صرفناه في المرحلة الماضية في الست سنين وقطعناه من قوتنا

<9>