إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

ويانا في الأمم المتحدة ونتكلم كلنا، بس قبله نرجع لخمسة يونيه. لا العملية زي ما بأقول عملية لعبة كده عملية نصب. انسحاب لا قبل المفاوضات، طب مفاوضات عايزة أرض في المفاوضات، لا طب استنى زي ما أنا في الأرض كلها، هي عملية غريبة يعني. طيب أمام الموقف ده كله في المرحلة الماضية دي كلها كان خط سيرنا إحنا إيه وكنا بنقابل ده كله إزاي أمام كل هذه المناورات وأمام كل هذه المخططات اللي بتتخطط واللي حكيت لكم عنها.

          من أول لحظة توليت فيها المسئولية وإلى هذه اللحظة وأنا باارتب خطتي للمواجهة على ثلاث نقط:

النقطة الأولى: هي القوة الذاتية المصرية.

النقطة الثانية: هي الإمكانية العربية الهائلة اللي للعالم العربي.

النقطة الثالثة: الدعم السوفيتي السياسي والعسكري.

واخدهم نقطة نقطة.

النقطة الأولى كانت القوة الذاتية المصرية. القوة الذاتية المصرية تجلت على أروع صورة معنوياً يوم 9 و10 يونيه، أظن كلنا نذكر هذا التاريخ 9 و10 يونيه سنة 67. في الوقت اللي كنا مضروبين مجروحين هزيمة أليمة مريرة بأبعاد مجرحة بالكامل، ومع ذلك خرج شعبنا تلقائياً وبلا أي تنظيم من أي جهة كانت تلقائياً، بما ترسب في نفسه من حضارة 7000 سنة، وأصالة 7000 سنة، وصمود 7000 سنة، خرج الشعب كله بيرفض الهزيمة بيرفض الاستسلام.

          زي ما قال عبد الناصر ما كانش فيه عسكري من السويس إلى القاهرة، ومع ذلك شعبنا كان بيقول لا، لا للهزيمة، لا للاستسلام. أدي محور قوتنا الذاتية الأساسي لغاية هذه الخطة. ارادة الشعب، تصميم الشعب. بيتجلى كله في الفئات وخاصة في ابن البلد اللي في الشارع المصري، الأصالة، الصلابة، الإيمان، مايسبشي تاره أبداً. لا للهزيمة، لا للاستسلام، أبداً، وده اللي محير إسرائيل لغاية النهاردة. ليه؟ هم كانوا متصورين إن الهزيمة العسكرية كفيلة بأن تقضي على إرادتنا كشعب وإننا حانسلم. طيب وقالوا حرب الست أيام هي نهاية المطاف وانتهت كل مشاكل إسرائيل، بل تخيل البعض في إسرائيل وقعد جنب التليفون إن مصر هاتطلب وتقول شروطكم إيه قد كده بيفكروا وبالغرور.

          شعبنا وقف قال لا. أيامها قالوا على الحكاية دي، قالوا لا دي صحوة الموت. دي صحوة موت بس ادوهم فترة وبعد ذلك حاينتهوا. لا، إلى هذا اللحظة وإلى أن تقوم الساعة لن يستطيع أو لن تستطيع قوة أن تقهر إرادة شعبنا أبداً إن شاء الله.

<10>