إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

          وصلت القضية لمجلس الأمن كمرحلة زي حضراتكم ما تعرفوا أو زي ما إحنا متابعين كلنا، كمرحلة من مراحل العمل الدبلوماسي المكثف اللي ابتديناها بدءاً من بدء هذا العام. كان لا بد إننا نروح مجلس الأمن علشان نضع العالم كله والقوى الكبرى بالذات أمام مسؤولياتهم.

          في 5 يونيه الماضي - في هذه السنة - من شهر وشوية أنا كنت بازور القوات المسلحة وقلت لأبنائنا في القوات المسلحة ماحناش رايحين مجلس الأمن علشان نستجدي حلاً زي البعض ما يتصور من الانهزاميين. إنما إحنا رايحين علشان نضع العالم والقوى الكبرى بالتحديد أمام مسؤولياتها. عملنا كل ما نستطيع عمله من أجل سلام يقوم على العدل. ولكن وضح من مناقشات مجلس الأمن زي كلنا ما تبعنا وزي العالم كله ما تابع معانا إن كل العالم في جانب، وإسرائيل وأمريكا في جانب.

          نرجع شوية للخلف ونشوف العملية دي مش جديدة. دا أنا حكيت لكم ابتدت من 65، نيجي بعد 67، حصل العدوان في 67 وهللت وطبلت أمريكا، ومرت مرحلة أليمة من يوليه 67 استعرضت فيها أمريكا عضلاتها في العالم كله وكان أساس أو منطلق أمريكا اللي انطلقت منه هو منطلقها في مجلس الأمن وقت العدوان. لما يحصل إنه لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة يتخذ قرار بوقف إطلاق النار ولا ينص على الانسحاب إلى النقط اللي بدأ منها العدوان - دي أول مرة في تاريخ الأمم المتحدة - استمرت أمريكا في هذا المنطلق، وكانت أيام مليئة بالمرارة والألم. واستمرت أمريكا في مناوراتها إلى أن صدر قرار مجلس الأمن في 22 نوفمبر سنة 67 واتعين يارنج مبعوثاً للسكرتير العام، ويارنج قام سنة ونصف يسافر إلى الشرق الأوسط ويرجع إلى الأمم المتحدة، وكان واضح تمام الوضوح إن المنطلق اللي انطلقت منه أمريكا سنة 65 واللي انطلقت منه عند إصدار قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن سنة 67 في يونيه، هو نفسه اللي مستمر. هي السياسة هي هي - جونسون هو نيكسون. كلهم واحد، سياسة واحدة، تخطيط واحد مستمر، واللي حاييجي بعد نيكسون خطه هو نفس خطه. استمرينا لكن للإنصاف لازم أقرر.

          حقيقة أعلناها مراراً، أعلنها عبد الناصر وباعلنها أنا، إنه من أول يوم كانت قناعتنا ولا تزال أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، ولكن كان علينا إننا نعيد بناء قواتنا المسلحة. إحنا بنعترف إن إحنا خسرنا معركة عسكرية فعلاً ولازم نعيد بناء قواتنا المسلحة، ولازم وإحنا بنعيد بناءها نراعي متطلبات ومقتضيات المعركة اللي إحنا بنواجهها والعدو اللي إحنا بنواجهه، والإمكانيات اللي بتضعها أمريكا في ايدين هذا العدو. أعدنا بناء قواتنا المسلحة وجت سنة 68 وبدأنا معارك المدفعية، ودخلنا في سنة 69 على معارك الاستنزاف. لما ابتدت معارك الاستنزاف وكان يارنج تعب من السفر من الأمم المتحدة للمنطقة والعودة إليها بلا نتيجة، زي ما هو واضح تماماً، قالوا في اجتماع الأربعة الكبار لأن الموقف يدعو إلى اجتماع الأربعة الكبار علشان يتحل المشكل، وابتدوا الأربعة الكبار يجتمعوا - مرة أخرى نفس منطلق أمريكا بتاع 65، ومنطلق أمريكا من ثلاث أيام فاتت. مرة أخرى ظلت أمريكا وراء اجتماعات الأربعة الكبار إلى أن أوقفتها وشلتها كاملاً، وبمنتهى

<5>