إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

الصراحة وبلا حياء، مش حتى بتعمل ده في الخفاء، لا أبداً ده زي سكالي ماراح للزيات وبيقوله. وكمان تقدموا لمجلس الأمن، الصيغة دي وتمضوا عليها أو إحنا ما نوافقشي ونستخدم الفيتو. بلا حياء.

          قضى على اجتماعات الأربعة الكبار، قضى على اجتماعات الاثنين الكبار بعد ذلك، قضى على اجتماعات المناوبين بتوع الأربعة الكبار، وكله صراحة وجهاراً نهاراً. أمريكا - بلا حياء - وبلا أي خشا، طيب، إلى أن وصلنا إلى مبادرة روجرز سنة 70 ووقف إطلاق النار. المبادرة كان فيها شيئين اثنين، كان فيها الانسحاب ووقف إطلاق النار 90 يوماً. بمجرد أن حصل وقف إطلاق النار وشمت إسرائيل نفسها. اتفقت إسرائيل - زي المعتاد - مع أمريكا، ما هو الطريق والأسلوب اللي يتحللوا بيه من كل شئ. زي ما تذكروا بدأت حكاية إن مصر نقضت وقف إطلاق النار بإدخال الصواريخ على منطقة القناة، وزي ما بقول برضه بلا حياء. شئ غريب، طيب الأرض اللي غرب القناة أرضي واللي شرق القناة أرضي أيضاً طيب نفرض حتى إنه اتحركت الصواريخ زي ما بيقولوا على غرب القناة، طب ماهي دي أرضي ودي أرضي يعني. لا، أمام الطاغوت الأمريكي مصر خرقت وقف إطلاق النار. في هذا الوقت توفى الرئيس جمال الله يرحمه. زادت أمريكا من حملتها وشنت على طريقة أسلوب الكمبيوتر بتاعها يحسب ويقول لهم مصر دلوقت في زنقة اضغطوا عليها. وابتدوا يعملوا علينا حملة ضغط عنيفة. مصر خرقت وقف إطلاق النار، مصر.. مصر.. مصر.. علشان يدوا لإسرائيل المبرر إنها تطلع من التزام الانسحاب.

          ومنذ ذلك التاريخ بدأت عملية جديدة بين أمريكا وإسرائيل، وهي إنه وقف إطلاق النار يتحول إلى حالة دائمة لتجميد الموقف في المنطقة. لأن تجميد الموقف بوقف إطلاق النار يتيح لإسرائيل تفعل ما تشاء في الأرض المحتلة. تغير ما تشاء، بمضي الوقت بيصبح الأمر أمر واقع.

          ماكانش خافي علينا هذا الكلام، بدليل إنه لما جينا في فبراير 1971 بعد انتهاء الفترة الثانية لوقف إطلاق النار وقلنا مافيش بالنسبة لنا، وقف إطلاق النار مقيدين به إحنا من جانبنا. لما جينا في فبراير كان واضح لنا تماماً إن بعد الفترة الثانية إذا أخذوا موافقتنا على وقف إطلاق النار يبقى وقعنا في الشرك، لأنه مطلوب امتداد وقف إطلاق النار إلى ما لا نهاية علشان من خلال هذا يتجمد الوضع في المنطقة تمهيداً للأمر الواقع. وتبقى إسرائيل في أمان وفي اطمئنان وتغير ويصلها مئات الملايين اللي بتروح لها كل كام شهر، تفعل ما تشاء والعالم أمام تجمد الوضع في المنطقة بالتدريج يفقد اهتمامه وحماسه وينتهي الأمر إلى الأمر الواقع وإلى الحدود زي ما حصل في الحرب العالمية الثانية بعد 25 سنة أصبحت الحدود أمر واقع وقبلها العالم كله، وقبلها الأطراف ذاته. ما كانش خافي علينا وده السبب اللي كان إلحاح مستمر مني شخصياً إن المعركة ما تقفش، ما نسكتش، جينا في فبراير مدينا شهر واحد من جانبنا. ده كان معناه أيه؟ كان معناه إنه مبادرة روجرز سقطت نهائياً في 4 فبراير 1971، وده قرار اتخذناه هنا في القيادة. هذه المبادرة سقطت نهائياً يوم 4 فبراير وتقدمت أنا بعد ذلك بالمبادرة اللي قلت فيها إنه إذا كان مطلوب سلام حقيقي قائم على العدل فاحنا مستعدين لهذا السلام على أساس إن إسرائيل تنسحب فوراً بلا اتفاق وبلا أي توقيع. تنسحب فوراً

<6>