إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ومجلس الشعب

عملها، في خط سيرها كله، الحفاظ على وقف إطلاق النار بأي ثمن، ليه؟ زي ما قلت تجميد القضية ينتهي بها إلى الموت المحقق، وأن تنفذ إسرائيل كل ما تريده.

          وصلنا إلى سنة 1973، أوائل 1973 وقررنا إن إحنا نروح مجلس الأمن علشان نضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته. وعقد مجلس الأمن المرحلة الأولى في يوليه، وتأجل، وسبب التأجيل زي ما عرفتم حضراتكم إنه كان فيه مؤتمر قمة موجود. ومن ناحية أخرى كانت الوفود عايزة فرصة علشان تتكلم. لكن من انعقاد مجلس الأمن الفترة الأولى وضح إيه؟ وضح إن العالم كله في جانب وإسرائيل وأمريكا في جانب آخر. إسرائيل وأمريكا هدفهم الأساسي، وبرضه خلينا واضحين وخلينا فاهمين نعرف عدونا إيه؟ هدفهم الأساسي زي ما قلت ابتداء من أغسطس 1970 الحفاظ على وقف إطلاق النار بأي ثمن، ليه؟ لأن ده وراه تجميد القضية، ثم الموت بالكامل للقضية لصالح إسرائيل، بتحقق اللي هيه عايزاه كله. حرب نفسية فيه.

          إمداد إسرائيل وكل شئ بتعمله أمريكا وأعلنته صراحة. أمريكا في 72 وأوائل 73 دخلت بعملية جديدة. دخلت بعملية الحل الجزئي - إن القضية ممكن تتحرك والقضية ممكن تتحل إذا بدأت بحل جزئي بين مصر وإسرائيل هدفه فتح قناة السويس وربط هذا الحل الجزئي بالحل النهائي برباط ما. وكلام الأمريكان الرسمي، رباط ما يعني إيه؟ يعني الحل الجزئي يبقى كل اللي عملناه وكل اللي بنكافح من أجله ينتهي في الآخر يطلع إنه فتح قناة السويس، مش الأرض المحتلة بتاعتنا العربية ولا التحرير ولا أي حاجة. ترسى العملية على فتح قناة السويس.

          بدأت تدخل هذه العملية في العالم، وفوجئت بالحقيقة. في أوائل هذا العام بالذات إن دول كثيرة من غرب أوروبا ومن العالم ابتدت تاخذ هذا المنطق اللي هو باستمرار بقى التكرار التكرار التكرار، ابتدوا ياخذوا هذا المنطق ويقولوا لي الله طب ما هو ممكن يعني ممكن القضية تتحل بفتح قناة السويس وربط الحل ده اللي هو الجزئي ده بالحل العام وخلاص. القضية تأخذ مسارها في الحل وتتحرك وتنتهي الأمور. مشيت هذه النغمة في العالم كله، وحتى بعض أصدقائنا زي ما قلت لكم جم يقولوا هذا الكلام. ده كله سبب أساسي من أسباب مرواحنا لمجلس الأمن علشان نقول للعالم لا القضية مش قضية فتح قناة السويس لنا، القضية قضية الأرض المحتلة. القضية قضية تحرير أرضنا، القضية قضية تحرير كل شبر عربي، القضية قضية العدوان، القضية قضية دولة عاملة زي البلطجي في المنطقة ووراها البلطجي الكبير في العالم اللي هي أمريكا بيديها كل شئ علشان تفعل ما تشاء بتحدي العالم، لإرادة العالم، للأمم المتحدة، لمجلس الأمن، لكل شئ وبمنتهى البساطة والصراحة وعلناً أمام العالم كله.

          رحنا مجلس الأمن. المجلس ينعقد إن شاء الله بكره عشان يكمل الجزء الثاني من عمله. وزي ما قلت لكم التعليمات اللي أخدها الدكتور الزيات إحنا بنضع حقنا كاملاً وبمنتهى الوضوح وعلى مجلس الأمن أن يحدد موقفه من حقنا، وكل واحد يقول رأيه، اللي عاوز يستخدم فيتو يستخدم، واللي بيمشي مع السلام القائم على

<8>