إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في جامعة الإسكندرية في ذكرى ثورة 23 يوليه

          أنا تقديري في هذا الصراع، وبارجو وأنا باتكلم هنا لرجال الجامعات، لازم نتكلم بأسلوب على تقديري إنه حلقة من الحلقات زي ما قلت لكم إن مرت بشعبنا محن قبل كده، مر بنا التتار، ومر بنا الصليبيين، واليوم غزوة أشرس من كل هذا، غزوة الصهيونية المؤيدة بالولايات المتحدة الأمريكية. علشان نواجه هذه الغزوة، نحمد الله إنه اللحظات اللي كانوا عايزين بعد 5 يونيه إن إرادتنا تهتز فيها نتيجة الهزيمة الأليمة وننسى الصمود. نحمد الله إنها فاتت، عدت خلاص. شعبنا في 9 يونيه و10 وقال أبداً أنا باصمد رغم إنه في 9 يونيه كنا فاقدين زي ما قلت لكم 80% من سلاحنا. قواتنا المسلحة منيت بهزيمة مريرة، لكن شعبنا لم يفقد إرادته أبداً، أبداً، واستطعنا إنه، هذه الصدمة وهذا الذهول، نتعداه وندخل مرحلة الصمود.

          اليوم بعد ست سنوات ما راحوش هباء. هذا الصمود وراءه إرادة ووراءه قوة، طيب إزاي ها نخرج من هذا المأزق، زي ما قلت حوالينا حصار كامل، يا عرب ايأسوا مفيش لكم حل أبداً إلا إنكم تتكلموا مع إسرائيل وتقعدوا معاها على الترابيزة. وزي أنا ما قلت في 23 يوليه طيب نقعد على الترابيزة إزاي وهي محتلة أرضي. ده إذا فرض وكان هناك شبهة في إننا حنقعد، طيب نقعد إزاي وهي محتلة أرضي. علشان أقعد معاها وهي محتلة الأرض تقولي أنا عايزة أرض قد كده، أقول لها لا، تقول لي طيب أنا محتفظة بالأرض اللي موجودة عندي. عملية زي لعبة التلات ورقات، يعني كله حصار. في غرب أوروبا نبص نلاقي الدول تقول آه والله معاكم حق، ولكن البعض يا إما بيجامل أمريكا، والبعض بيجامل إسرائيل خايف ومش عايز مشاكل لنفسه، والعالم أصبح عالم مصالح زي ما إحنا عارفين كلنا، وعليه كل واحد بيقول والله القضية قضيتكم، انتم اتصرفوا وورونا انتم، لأنه مش حيحل المشكلة إلا انتو.

          حصار زي ما قلت من كل اتجاه حتى حصار من الأصدقاء.

          في سنة 71 أنا كنت حريص أشد الحرص من سنتين إننا نصل إلى المرحلة اللي إرادتنا فيها تستند إلى قوة بأسرع ما يمكن، ليه، علشان ما نوصلش إلى هذه المرحلة اللي إسرائيل تعربد فيها في المنطقة ولا راد لها إطلاقاً ولا مجيب عليها إطلاقاً، وبالتالي بالتدريج حييجي الوقت اللي يصبح فيه الوضع أمر واقع، وفعلاً يستطيعوا أن يتسللوا لداخل نفوسنا إنه ما فيش فايدة. سنة 71 كان هذا الكلام، ما كنتش عايز نوصل أبداً لهذه المرحلة من غير ما تكون قوتنا موجودة منذ 71. علشان كده باقول إنه شفنا الحصار من الأعداء وشفنا الحصار أيضاً من الأصدقاء. علينا إن إحنا نقرر بنفسنا النهاردة بعد الفيتو الأمريكي وبعد مسلك أمريكا وموقف أمريكا، مش راح نتنرفز. أبداً إحنا ماشيين في خطنا تماماً اللي رسمناه للمواجهة الشاملة في الصراع المصيري، لكن من هنا من جامعة إسكندرية أنا باهدي هذا الفيتو وما يعنيه كاملاً باهديه إلى الاتحاد السوفيتي.

<5>