إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في عيد العمال ، 1 مايو  1974
المصدر :" قال الرئيس السادات ، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية ، ص 124-131"

فيتنام الشمالية " انتصار لفيتنام وليس ضد الاتحاد السوفيتى " لكن وساطته فى الشرق الأوسط ومباحثاته معنا "هزيمة وعمل ضد الاتحاد السوفيتى " مكتب للبنك الأمريكى تشيس مانهاتن فى موسكو يفتح مكتب " كويس" لكن مكتب لنفس البنك فى مصر "خطر علينا"

         إستخدام رؤوس الأموال الأمريكية والألمانية واليابانية لاقامة مصانع فى روسيا ولاستثمار حقول الغاز فى سيبريا" كل ده مقبول"...  لكن استخدام هذه الأموال لتعمير مدن القناة واحياء الصحراء الغربية" غير مقبول " ؟ ؟ مراهقة سياسية وصراخ أقل ما يقال عنه انه يخفى المرض وعدم الثقة بالنفس..

         إن الذين يحاولون أن يقيدوا حركتنا بهذا الصياح غير المسئول لن ينجحوا فى ذلك. والحكم الصحيح على صياحهم هذا هو أنهم يحاولون اجهاض انتصارات الأمة العربية والعودة بالقضية التى حركناها بالدم، العودة بها إلى التجمد وهذا هو ما تريده اسرائيل وتعقد عليه أملها فى الخلاص من المأزق الذى وجدت نفسها فيه بعد حرب أكتوبر..

الشرارة.. والعبور.. وفك الاشتباك

         وأعود فأقول ما قلته مرارأ أن المعركة لم تنته بعد. وأننا وقد سمينا حرب أكتوبر" الشرارة " اى أنها البداية، وأن العبور وفك الاشتباك مرحلة سوف تتلوها مراحل أخطر. وأن قواتنا العسكرية وتجربتنا القتالية اليوم أكبر وأعظم وأن صراعنا صراع أجيال بأشكاله العسكرية والسياسية والحضارية ، وأن جيلنا يقوم بواجبه فى تخليص أمتنا من عار الهزيمة وفتح أبواب التقدم والانطلاق أمامها. وتسليم الأمانة إلى الأجيال المقبلة فى صورة وطن قادر على النصر، عامر بالثقة بالنفس. مؤهل لمواجهة التحديات المقبلة.

الموقف العربى متماسك

         إن الموقف العربى متماسك وكل محاولة لشق التضامن العربى محكوم عليها بالفشل، وكل من يحاول هذا سوف يجد نفسه فى النهاية معزولا عزلة لا تنفعه ولا تنفع المستقبل العربى الذى انفتحت أمامه الأبواب..

النصر منطلق للبناء الجديد

أيها الأخوة والأخوات:

         لعلكم تذكرون أيضا أننى قلت فى عيد العمال الماضى أننا يجب أن نتخذ من الهزيمة منطلقا لبناء جديد، وقلت ذلك وقتها وأنا واثق من أن الهزيمة لن تستمر واليوم وقد عبرنا الهزيمة يمكن أن نقول أننا نتخذ من النصر منطلقا لهذا البناء الجديد. ولكن كلمة البناء لم تعد كلمة سهلة فى هذا العالم الذى نعيش فيه.. إن الصراع الدولى والتنافس بين الأمم ينتقل بسرعة من الساحات السياسية والعسكرية وحتى الأيديولوجية إلى الساحات الاقتصادية.. فالعالم الغربى الصناعى المتقدم نتيجة لسياسات استهلاكية مسرفة وقصيرة النظر يحفل اليوم بالأزمات الاقتصادية والمالية وأيضا اهتزاز عملاته. وفوق كل شىء التضخم الهائل، أى تلك الزيادة فى الأسعار التى يمتد أثرها على الفور إلى العالم كله..

         لقد أدى هذا الصراع على كل أنواع الخامات التى تدخل فى كل شىء من الحديد إلى الأسمدة. وبالتالى إلى المواد الغذائية الأساسية. الأمر الذى ساهم بدوره فى رفع أسعارها بمعدلات لم يسبق لها مثيل. لقد صار التحكم فى هذه الموارد أو فى أسعارها اخطر من التحكم القديم على العالم بواسطة الأسلحة والجيوش.

         لم تعد هذه الأخطار نظرية بل صار العالم فعلا يواجه مجاعة فى معظم الأساسيات من القمح إلى اللحوم إلى الورق إلى مواد البناء.. لأول مرة تعقد دورة خاصة للأمم المتحدة لبحث هذه القضايا. وكان ذلك بمبادرة من الرئيس الجزائرى هوارى بومدين فى محاولة لوضع الدول الغنية أمام مسئولياتها. او لتوحيد مواقف الدول الفقيرة المنتجة للخامات والتى تخسر خاماتها فى مقابل ما تدفعه من أموال باهظة للحصول على ما يلزمها من سلع فضلا عما تحتاجه لتنفيذ خططها للتنمية..

ورقة أكتوبر.. واستراتيجية التقدم

         من أجل هذا كان لابد أن يكون تصورنا لمرحلة البناء والتنمية المقبلة أكثر شمولا وأن يأخذ فى حسابه كل هذه الاعتبارات، وان يضع فى معركة البناء القادمة كل ما هو متاح لنا من قطاع عام هو حجر الأساس فى الانطلاق، إلى قطاع خاص يشجع حوافز الانتاج بدلا من حوافز الاستهلاك لدى أكبر عدد من الأفراد، إلى أستفادة من المال العربى الذى يجب أن يجد أحسن فرصة وضمانات لدينا. إلى الاستثمار الأجنبى الذى ينقل إلينا معه أحدث وسائل العلم والتكنولوجيا.. من هنا ومن هذا المنطلق قدمت إلى الشعب "ورقة أكتوبر" بحيث تضم هذا التصور الشامل لاستراتيجيتنا فى التقدم والوسائل الأساسية التى يجب أن نستخدمها من أجل تحقيق هذه الأهداف وحددت يوم 15 مايو للاستفتاء الشعبى عليها، وشكلت وزارة جديدة مهمتها ان تبدأ العمل فورا لتحويل "ورقة أكتوبر" إلى برامج مفصلة تأخذ طريقها إلى التنفيذ بسرعة..

كل مواطن له دور فى معركة البناء

وقد قصدت بطرح ورقة أكتوبر للاستفتاء الى أكثر من مجرد ان تكون وثيقة تلتزم بها كل مؤسساتنا بخطها العام فى كافة المجالات طبعا.. لقد قصدت أيضا أن يقرؤها وأن يدرسها كل مواطن لأننى كما قلت فيها: ان كل مواطن له دور فى معركة

<5>