إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس أنور السادات، بعد توقيع بيان مبادئ التعاون بين مصر والولايات المتحدة،
14 يونية 1974
المصدر: " قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية ،
ص 194"

          ضيف مصر الكبير ريتشارد نيكسون. ضيوفنا الكرام، معاونى الرئيس ومرافقيه. سيداتى وسادتى:

          يسعدنى أن أتحدث اليكم مرة أخرى فى ختام هذه الزيارة التى اشتركنا معا فى وصفها بأنها زيارة تاريخية وبالغة الأهمية بما تحمله من معنى العودة بالعلاقات المصرية الأمريكية الى مسار الصداقة والتعاون. وما تفتحه من أمل متزايد فى الاسراع بتسوية الوضع المؤلم الذى ساد الشرق الأوسط كله خلال ربع قرن.

          لقد جاءت زيارتكم يا سيادة الرئيس فى أعقاب جهود مكثفة توجت بتوقيع اتفاقيتى الفصل بين القوات على الجبهتين المصرية والسورية، وكان لكم شخصيا فى هذه الجهود نصيب عظيم مشكور كما كان لوزير خارجيتكم الذى لا يعرف الكلل دكتور كيسنجر فضل سيظل مشكورا على الدوام.

          ويهمنى أن أعيد من جديد صياغة الموقف القائم كما نتصوره. وهو موقف فى تقديرنا له ثلاثة جوانب رئيسية:

          أولها: أن اتفاقية الفصل بين القوات على أهميتها الكبرى فى تغير المناخ العام كانت تعالج المشكلة، على أهميتها الكبرى فانها ليست. سوى تسوية لمشكلة عسكرية تتعلق بكيفية تنفيذ قرارات مجلس الامن الخاصة بوقف اطلاق النار. ان التوصل اليها قد فتح الباب أمامنا لبدء جهود لا نريد أن نخدع انفسنا عن حجمها، ولكن هذه الجهود والاصرار على نجاحها هو البديل الوحيد الذى يمنع استمرار مأساة الحرب المتجددة.

          الجانب الثاني: هو أننا نؤمن تماما أن محور القضية كلها فى الشرق الأوسط هو تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى. وما لم يتم هذا فأن فرص السلام الحقيقى والدائم فى المنطقة تتضاءل.

          الجانب الثالث: هو أننا ندرك ونرحب من أعماق قلوبنا بالموقف الأمريكى الجديد، ونحن نتطلع بكل الرضا والترحيب الى استمرار هذه الروح الجديدة وهذه السياسة الايجابية.

نحن من جانبنا- وأنا شخصيا- قد جددت موقفى من أول لحظة وتقدمت للعالم كله وجيوشنا فى موقع الانتصار بمبادرة صادقة للسلام، وفى عزمى بكل الاصرار أن أواصل هذه السياسة، على أن ارادتنا وحدها ليست كافية لصنع هذا السلام. وانما لابد أن يدعمها ايمان جميع الأطراف بأن ما وقع فى 6 أكتوبر قد انتهى الى غير رجعة وهو امكان تحقيق سلام فى المنطقة بقوة السلاح أو فرض الارادة وبقدر ما تستقر هذه القناعة عند الأطراف بقدر ما يمكن أن يتم اقرار السلام.

          فى النهاية فأنه يسعدنى كل السعادة أن أقرر أن مباحثاتنا الطويلة التى جرى بعضها فى اطار اجتماعات رسمية بين الرئيس نيكسون وبينى، أو بين الرئيس نيكسون والدكتور كيسنجر وأنا والوزير أسماعيل فهمى، وجرى البعض الآخر منهل فى أجزاء غير رسمية فى هذه الزيارة. تجعلنا الآن أكبر أملا فى نجاح الجهود التى تبذل من أجل السلام. سنظل أكثر حرصا على متابعتها من موقع التعاون المشترك والحرص على صداقة مصرية أمريكية قائمة على الاحترام المتبادل وعلى التعاون العملى.

          ائذنوا لى فى النهاية أن أذكر أنه على المستوى الشخصى قد كانت هذه الزيارة فرصة عظيمة لى وللسيدة زوجتى ليزداد تعارفنا برئيس وسياسى ورجل دولة من الطراز الأول لشعب عظيم. ولسيدة عظيمة تؤازره وتقف الى جواره فى مهامه العظيمة.

          باسم شعب مصر أعلن من جديد سعادتنا بهذه الزيارة التى نعتقد أنها كانت بالغة الأهمية وبالغة الفائدة والتى نرجو أن تظهر اثارها العملية فى وقت قريب.

وشكراً...


<1>