إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

لترحيل موظفي السفارة. طلع المستشار الشرقي للسفارة البريطانية على السور لصرف شيك من البنك، وكان بيتكلم عربي، وكانت الطيارات الإنجليزية والفرنسية تضربنا. وسأل الموظف من فوق السور، وهو يسأله عن صرف الشيك عما إذا كانت المظاهرات قد قامت في البلد؟، فاندهش لما أجابه بالنفي، وكان يتصور أن الشعب المصري سوف يشعل ثورة ويرجع الاحزاب وتنتهي الثورة وده حصل لأنهم كانوا يأخذون معلوماتهم عن شعبنا من الجهات اللي واخدين عليها.

        نفس الفكرة عند الأمريكان النهاردة. مسئول كبير أمريكي بيقول للدكتور الزيات إن الشعب زهق يعني دوروا لكم على أسلوب آخر وقدموا تنازلات.

        طيب أنا أمامي قيادات الوجه البحري كلها. يقولون إن مصر يجب ألا تخرج من هذه المعركة قوية، لأنها لو خرجت قوية يكون الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط في خطر. طيب، إحنا طلعنا خلاص أقوياء.

        الكلام ده كان يقال عام 67، ولكن الآن إحنا صمدنا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا. في سنة 70 كان بيصرف كل يوم مليون جنيه لمدة 40 يوم، منين؟ شحتناها زي إسرائيل؟ أبدا ده عملنا وكدنا وجهدنا وعرقنا، من محاصيلنا، من العمال والفلاحين والموظفين، من ميزانيتنا، وكلنا مشاركين في هذا وكل واحد بيدفع نصيبه في هذه المعركة. لم نخضع لضغوط أمريكا سياسيا، ولم نخضع لأي قوة في هذه الأرض. حصلنا على ذاتنا ونفسنا واستقلالنا وحريتنا، وسياستنا في القاهرة تنبع من القاهرة على ضوء مصالح بلادنا وأهلنا، ولن: نخضع سياستنا لأحد مهما كان. ظنوا أن هزيمة 67 قضت على قوة التحرر في الأمة العربية. ولكن قامت ثورة السودان وثورة ليبيا والميثاق الرباعي لكي نضع أول نواة لوحدة عربية مدروسة على أسس علمية سليمة، سياسيا طلعنا أقوياء، واقتصاديا أقوياء وعسكريا سأقول لكم مثلا يطمئنكم خالص.

        أنا كنت في الجبهة ثاني يوم العيد، ومن يومين أو ثلاثة دعيت كل قواد الجبهة واجتمعت بهم 9 ساعات، وانتم عارفين الصواريخ بتعتنا نزلت أد إيه من طائرات السكاي هوك والفانتوم، وأنا أعلنت إننا لن نسحب صاروخا واحدا من الجبهة تحت أي ظرف، وأنا في الجبهة سألت عن معركة وقعت بين دوريتين مصرية وإسرائيلية لأنه لأول مرة يحدث التحام بين العسكري المصري والعسكري الإسرائيلي.

        كانت الدورية الإسرائيلية مكونة من 40 عسكريا من فرق المظلات التي هي أعلى مستوى من التدريب في الجيش الإسرائيلي، أولادنا عدوا القنال ورجعوا ومعهم اثنين من الأسرى فقط. وسألت كيف يرجعوا باثنين فقط من 40، وسألت قائد الجيس فقال لا دول كانوا ثلاثة وواحد منهم مات في الطريق، أما باقي الـ 40 لم نستطع أن ننقذهم من أيدي أولادنا أبدا. هذا اليوم يسمى في إسرائيل السبت الحزن، ليه لأن احتك العسكري الإسرائيلي بالعسكري المصري وجها لوجه. أظن عسكريا إننا أقوياء وسيبنا من كلام الجنرالات الإسرائيليين، فنحن لا نقبله، والحمد لله خرجنا أقوياء بعد أن كنا حطاما سنة 67، ولذلك أقول إن جمال أفنى ذاته لاعادة البناء وقد تم والحمد لله.

<7>