إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

         وأنا عايزكم تكونوا على بينة، وأنا قلت في أول كلامي إن الحرب القادمة ستكون شاملة، وليس على جبهة القتال فقط، حتكون في كل مكان، في كل قرية وحقل ومصنع وشارع ومدينة، وكل بيت. ولازم كلنا نجند أنفسنا لأن الحرب الجاية شاملة ولازم نجند أنفسنا لها، ولما نقول إحنا خرجنا أقوياء، أقول العدو لا يزال قويا ولا زال قادرا على إحداث خسائر. ولذلك أنبهكم بأن الحرب سنخوضها مهما كانت التكاليف، لأن المعركة معركة أرضنا، يعني شرفنا وعرضنا، وإحنا نعرف قيمة العرض والشرف، ونعرف ندفع الثمن، ولكن على عدونا أن يتحمل الثمن الذي سنرد بيه.

         المعركة القادمة ليس أمامنا من سبيل إلا دخولها ودفع أي ثمن تتطلبه.

         أنا بأقول إن الشهور الستة القادمة ستكون مصيرية، وأنا أطمئنكم بأننا خرجنا من المعركة أقوياء ونعرف أين الطريق ومسئوليتنا محددة، لن نتخلى عن أرض عربية، ولا نفرط في حق من حقوق شعب فلسطين. عايزين سلام لا مانع عندنا، نتكلم في السلام.

         إسرائيل عايزة المناورة عن طريق الرجوع ليارنج، ورجوعها زي عدم رجوعها لأن زي ما قال الأمريكان إن الهدف هو تجديد وقف إطلاق النار.

         ولكن ما لم نصل إلى عمل جدي من أجل السلام وجدول زمني للانسحاب لن نجدد وقف إطلاق النار.

          عايز أنتقل إلى أمر يخصنا، وإحنا في المعركة لازم نهيئ أنفسنا كل في مكانه، في القرية، في المصنع، في البيت، في الشارع، في المدينة. لازم كل واحد يكون صاحي وجاهز، العدو حاينطلق في أي اتجاه وذلك لوضعهم المظلم، وعلشان كده لازم نكون جاهزين.

         المفروض بهزيمة 67 أن ينتهي كل شيء، ولكن الذي حدث إنها انقلبت إلى حرب استنزاف وأصبحت تهدد إسرائيل نفسها، والمستقبل المظلم الذي أمامها لازم نكون جاهزين وثابتين أمامها.

         ولي بعض الملاحظات. نحن شعب نؤمن بالقيم، وعندنا معتقداتنا التي نشأنا عليها تجعلنا دائما أقوياء. في 9 و10 يونيه، خرج الشعب كله من غير ما أحد يقول له اخرج، ولم يقبل الاستسلام وقال لازم نحارب ونصمد. ده من معتقداتنا ومن قيمنا ومبادئنا، من تاريخنا كل واحد منا في عائلته وأسرته، تحس ببعضها، عايز في المرحلة القادمة نحس بالقيم النابعة من معتقداتنا وبيئتنا التي تربينا عليها، وكل واحد يلحق أخوه ويقف مع أخوه. لازم نكون إرادة واحدة وعزم واحد ورجل واحد، مع الإحساس والحب من داخلنا زي سماحتنا وسماحة أهلنا في القرية وطيبتهم.

         نحارب ونواجه المعركة بالسلاح الذي لا يهزم أبدا وهو الإيمان، إيماننا بالله والأرض وشعبنا وقدسية كل حبة تراب في بلادنا.

<8>