إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في افتتاح المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي، 22 / 7 / 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 190 - 200"

          خامسا: الاستغناء عن الخبراء الروس حتى تكون معركتنا وطنية مائة فى المائة ولا نوقعها فى حبائل الصراع الدولى أو الوفاق الدولى.

          سادسا: التجهيز للمعركة الكبرى فى صمت متحملين كل ما أحاط بنا من يأس ومن تمزق.

          سابعا: وضع ورقة أكتوبر التى سجلت تقييمنا للماضى وفهمنا للحاضر كما سجلت الخطوط العريضة لاستراتيجية حضارية شاملة حتى سنة ألفين ثم وضع ورقة تطوير الاتحاد الاشتراكى بحيث يكون أكثر ديمقراطية من خلال تعدد المنابر والاتجاهات وبذلك يكون أكثر حيوية وفاعلية.

          ثامنا: رفع الرقابة نهائيا عن الصحف وانشاء المجلس الأعلى للصحافة لكى تكون الصحافة المملوكة للشعب أكثر تعبيرا عنه ولتكون مؤسسة ضمن مؤسسات البلاد.

          تاسعا: انشاء المجالس القومية المتخصصة التى تضم قطاعا عريضا من أبرز خبرائنا لوضع سياسة ثابتة فى المجالات التى تخبطنا فيها كالتعليم والتخطيط الاقتصادى وغيره من المجالات الأخرى.

          عاشرا: العمل على توسيع مظلة التأمينات الاجتماعية بحيث تظلل بضمانها وأمانها حياة أكبر عدد من المواطنين.

          حادى عشر: اعلان سياسة الانفتاح الاقتصادى فى الداخل والخارج، فنحن الآن مع وجود قاعدة صناعية وطنية ضخمة تتمثل فى القطاع العام نستطيع أن نطلق العنان للقطاع الخاص، ونستطيع أن نستقبل الاستثمارات الأجنبية من موقف قوة لا من موقف تبعية وضعت كما كان الحال قبل عشرات طويلة من السنين.

          ثانى عشر: العمل الدائب لتحقيق الثورة الادارية بحيث تقضى على المعوقات وعلى الروتين المعقد الذى يطبق لوائح عمرها أحيانا مائة سنة ولكى تتوافر الظروف حتى تؤتى سياسة الانفتاح ثمارها بسرعة.

          ثالث عشر: البدء فى اقامة المناطق الحرة والمدن الحرة.

          رابع عشر: إعادة تعمير منطقة قناة السويس والعبور بالتعمير شرقا والعبور بمياه النيل لأول مرة إلى أرض سيناء.

          خامس عشر: البدء فى تعويض ما فات من بناء وتجديد الأساس العمرانى للمرافق الحيوية التى طال اهمالها كأساس لابد منه لاقامة الدولة العصرية من موانى وسكك حديد وشبكات كهرباء إلى غير ذلك.

          سادس عشر: البدء فى إعادة تنظيم القطاع العام بطريقة تجعله أكثر انتاجية وأسرع حركة.

          سابع عشر: اعطاء كل الضمانات للقطاع الخاص وازالة كل المعوقات من طريقه.

          ثامن عشر: العفوعن كل الجرائم السياسية قبل 15 مايو، وهوعفو يصدر من مركز قوة الثور ورسوخها وسيادة مبادئها وشرعيتها، وذلك رأبا للجراح وتدعيما للوحدة الوطنية.

          ولم يكن طريقنا فى هذا سهلا أو ميسورا فهناك الذين تصايحوا بأن هذا تراجع عن الاشتراكية مطالبين بتجميد كل شئ كما كان هناك على الطرف الآخر من تصوروا أننا نثور على الثورة، أو نتنكر لشرعيتها وأرادوا اقتطاع تجربتنا المجيدة من تاريخنا المتصل الحلقات وكلا الطرفين كان مخطئا فنحن نؤكد دائما على التمسك بكل مكاسب الثورة ونعمل من منطلق تنميتها.

          قبل أن أنتقل من الجبهة الداخلية إلى النقطة التالية وهى الجبهة العربية.. أريد أن أقول كلمتين: لقد كان من نتيجة اطلاق الحريات العامة وفى مقدمتها حرية الصحافة ان عشنا وقرأنا جدلا كثيرا.

أنا فلاح .. أعرف الوفاء

حاول البعض أن يصور أن ما نقوم به اليوم انما هو كما حكيت هنا أمر منفصل تماما عما سبق عن ثورة 23 وهذا خطأ.. ثورة 23 يوليو ستظل بآثارها فى المحيط العالمى، وفى المحيط العربى، وفى المحيط الداخلى.. ستظل بآثارها لآلاف السنين.. وسنظل نحتفل فى كل يوم 23 يوليو بانقضاء عهد. وبدء عهد جديد. اذا كانت هناك أخطاء قد وقعت. وهى فعلا وقعت بالفعل. فقد تصديت لهذا بنفسى وكتبت فى ورقة أكتوبر اننى شريكا لعبد الناصر الى اللحظة التى ذهب فيها إلى جوار ربه، اننى أعتبر نفسى مسئولا مسئولية كاملة عن كل قرار اتخذه عبد الناصر، من منطلق هذه المسئولية، أنا أكررها هنا.. لم أكتبها فى ورقة أكتوبر كمناورة، فأنا فلاح لا أناور.. أنا أعرف الوفاء.. لم أكتبها مناورة ولا مزايدة ولكننى أمارسها بالفعل، حين أطلقت الحريات اليوم فأنا أمين على ثورة 23 يوليو وأمين على عبد الناصر.. حين تبطل كل الاجراءات الاستثنائية، وحين تقفل المعتقلات منذ ما يقرب من 40 سنة أى من قبل قيام الثورة بأكثر من 17 سنة أيضا.. كانت هناك معتقلات، وطوال الفترة الماضية حين أغلقها إلى الأبد وأطلب من الشعب فى ورقة أكتوبر ألا يسمح بفتحها فأنا أحافظ على ثورة 23 يوليو وعلى عبد الناصر أيضا.

          أردت أن أقول هذا لأن أول شئ نتعلمه فى القرية وكلكم فلاحون مثلى.. نتعلم الخلق والوفاء، وأتمنى ألا ينسى جيلنا الصاعد من الشباب هذه القيم وهذه المعانى التى حفظت على شعبنا صلابته وأصالته عبر آلاف السنين وعشرات المغيرين.. لم يذب فيهم أبدا وانما جميعا ذابوا فيه.

توحيد الصف العربي

          وعلى المستوى العربى أخذت على نفسى من اللحظة الأولى ضرورة توحيد الصف العربى قدر الطاقة سواء لمواجهة الحرب أو لمواجهة المتغيرات العالمية، والتكافل للبقاء خارج مناطق النفوذ، ولنكون مجتمعين أقوى من أى محاولة لعقد صفقة على حسابنا بين أصحاب القوة والنفوذ ولحماية الثروة العربية الجديدة الناتجة عن زيادة البترول وارتفاع أسعاره وحفظ هذه الثروة لأصحابها ولتطوير الوطن العربى.

<6>