إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر : "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

قرار بالطرد كالذي صدر عن مؤتمر وزراء الخارجية للدول الاسلامية في جدة. وقرار ثالث يمكن ان يصدر عن مؤتمر دول عدم الانحياز الذي سيعقد في اميركا اللاتينية. اساسا، اميركا ستستخدم الفيتو في مجلس الامن لتمنع تنفيذ القرار. واذا لم تستعمل اميركا الفيتو فستستعمله بريطانيا. عمليا لن يستطيع احد ان يطرد اسرائيل من الامم المتحدة، طالما كان هناك فيتو من الدول الكبرى تستعمله لتحمي اسرائيل كما حدث بالنسبة لجنوب افريقيا. ولكن هذه القرارات ستكون سيفا مسلطا على عنق اسرائيل قد تساعد على عزلها دوليا.

         ج - اسرائيل الآن معزولة فعلا في المجتمع الدولي.

ولكن قرارا يؤخذ بطرد اسرائيل قد يقلب موازين اللعبة التي نلعبها نحن، فتعود اسرائيل لتستقطب اميركا بالكامل. وهذا هو الخطأ في التوقيت. وقد قلت، عندما زرت السودان وانا في طريقي الى "كمبالا" : قبل ان نستنفد جهود السلام، يجب ان لا نفكر بخطوة من هذا النوع . وعندما التقيت بياسر عرفات في "كمبالا"، قلت له: هناك امكانية للحصول على مئات القرارات بمئات الصيغ التي يمكن ان تزيد في عزلة اسرائيل، ولكن يجب ان لا نخسر اجماع القرار الذي اخذناه سنة 73 من منظمة الوحدة الافريقية، ولا الاجماع الذي اخذه ياسر عرفات في الامم المتحدة  في العام الماضي، فنضع العالم امام موضوع ينقسم فيه على نفسه، وخصوصا العالم الثالث. وقد جاءني من احد اقطاب العالم الثالث البارزين كلام قلته لياسر عرفات، خلاصته: "هل انتم تعملون لمصلحتكم ام لمصلحة اسرائيل؟ انا صديقكم، ومستعد ان اصوت معكم ولو مرغما، ولكن لا يجوز ان تندفعوا وتطلبوا من اصدقائكم ان يندفعوا معكم في طريق الخطأ". ان اسرائيل هي جبهة الرفض الاساسية للتسوية، فلماذا نزايد عليها؟ اعود فأكرر، ان علينا ان نفكر بعقولنا في العالم العربي، وبالحساب بدلا من الانفعال!

         س - يا سيدي الرئيس، السوفيات يأخذون عليكم نفس ما تأخذونه على البعض في العالم العربي، اي عدم احترام حسابات العقل. يأخذون عليكم انكم ارتكبتم خطأين: الاول عندما رفضتم الاستماع الى نصيحتهم يومي 11 و 12 اكتوبر [تشرين الاول] بوقف اطلاق النار، بعد ان وافق اليهود والاميركيون على ان تحتفظوا بالاراضي التي حررتموها على الضفة الشرقية للقناة، وهي الاراضي التي لم تستطيعوا ان تضيفوا اليها شيئا بعد ذلك. وعندما رفضتم الاستماع الى نصيحتهم، بل الحاحهم بقبول وقف اطلاق النار، اقامت الولايات المتحدة الجسر الجوي الذي مكن اسرائيل من تحقيق انتصار الدفرسوار. وكدتم تتسببون بحرب بينهم وبين الاميركيين عندما فكرتم بضرب عمليات الانزال الاميركية في سيناء بصواريخ "سكود"، اما الخطأ الثاني، فعندما رفضتم حق اشراكهم، ولو معنويا، بمساعي التسوية،

<10>