إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

ستعالج معركة 6 اكتوبر [تشرين الاول] الى عشرات السنين عسكريا واقتصاديا ونفسيا. والتمزق الموجود اليوم في المجتمع الاسرائيلي هو اكبر شاهد على هذا، ولكنهم اشطر منا. انهم يعرفون كيف يخفون آلامهم ومشاكلهم الاساسية.  اما نحن، فنحب دائما ان نهرج، ونزايد، ونلوي الحقائق، لا لشيء الا من اجل المزايدات.

         س - وقصة صواريخ "سكود" ؟ هل صحيح ان السوفيات طلبوا منكم عدم ضرب الانزال الاميركي في سيناء بها؟

         ج - انا لا اريد الحديث عن قصة الصواريخ الارضية. لي مع الاتحاد السوفياتي كلام كثير احب ان اتركه بيني وبينهم.

         س - والخطأ الثاني الذي يأخذونه عليكم، من انكم ابعدتموهم عن مساعي التسوية؟

         ج - لسه،  لم ننته من الرد على الجزء الثاني من الخطأ الاول الذي يأخذونه على. يقولون، لو انني سمعت نصيحتهم بوقف اطلاق النار، لكنت حافظت على الارض التي كسبتها. انا حافظت علي الارض، واخذت عليها ارضا اضافية. والذين اخذوا الارض الاضافية هم قوات الفرقتين اللتين كان اليهود وراءهما. انا اخذت ارضي وزيادة، بالرغم من ان المعركة التي دارت بعد رفضي وقف اطلاق النار، كانت من اعنف معارك التاريخ. لم يحدث من قبل ان بلغت الخسائر ثلاثة آلاف دبابة في اية معركة من معارك الحروب. اما قصة عدم اشراكهم بمساعي التسوية، فالحقيقة ان الاتفاق على الست نقاط الذي توصلت الى عقده مع كيسنجر في اول زيارة قام بها الى القاهرة، لم يكن مخططا له، بل جاء نتيجة مناقشة حول خط 22 (خط وقف اطلاق النار). لقد جاء الينا كيسنجر اول مرة، ردا على زيارة اسماعيل فهمي لواشنطن، فقلت له: " انا عايز خط 22. لقد ضمنتم، انتم والسوفيات هذا الخط". فأجاب: "غولدا مئير تقول ان هذا الخط غـير موجود". فقلت: "ازاي بقى؟ انه متصور عندكم، وعند السوفيات، وهو الخط الذي حاربتموني انتم الاميركيون عليه، واستطعت ان اقف علية رغم استعمالكم احدث ما في العصر من اسلحة، خصوصا القنبلة التلفزيونية التي صنعتها اليابان، واستخدمتموها ضدي بنجاح رهيب!".

         عندها قال لي: انت تعرف ان خط 22 هو مقتل للاسرائيليين، تماما كالجيب في الدفرسوار. أليس افضل لك ان يخرجوا من الضفة الغربية نهائيا، وتحقق انتصارك كاملا؟ فأجبته: ما فيش مانع. ووضعنا النقاط الست المشهورة، وكانت النقطة الاولى هي فض الاشتباك. وهذا موضوع عسكري بحت لا دخل للسوفيات فيه. هل كان من المفروض ان استأذنهم قبل ان اوافق على النقاط الست؟ انا لست مستعدا لان استأذن لا موسكو ولا غير موسكو في مواضيع تهم مصالح بلدي.

         س - ألم يكن من المستحسن ان تضعهم في الصورة

<12>